اطلق المحافظون والعماليون المتساوون في استطلاعات الراي الاثنين اخر وعودهم قبل الانتخابات التشريعية البريطانية في 7 ايار/مايو فيما حددت الاحزاب الصغيرة التي يمكن ان ترجح الكفة شروطها لتقديم دعمها لاي من الطرفين.
وبدأ رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كامرون وزعيم المعارضة ايد ميليباند اخر ثلاثة ايام من حملتهم الانتخابية برسائل واضحة للناخبين حول الخيارات التي امامهم.
ومع تساوي الحزبين الرئيسيين في استطلاعات الراي واستبعاد حصول اي منهما على الاغلبية، فان السباق على رئاسة الوزراء سيعتمد على الارجح على الاحزاب الصغيرة مثل الحزب القومي الاسكتلندي والحزب الليبرالي الديموقراطي.
وقال كامرون "هذه بداية اسبوع ستقرر فيه بريطانيا مستقبلها. وبحلول يوم الجمعة سأكون أنا او ايد ميليباند رئيس وزراء البلاد".
واضاف "الامر بسيط - فالخيار لا بد منه: اما انا بقيادة حكومة قوية ومستقرة، او هو والفوضى التي ترافق الارتهان الى الحزب القومي الاسكتلندي".
واكد "ان صوتكم قادر على أن يحدث فرقا وسيحدث فرقا".
اما ميليباند فقال ان الانتخابات هي "صدام بين رؤيتين" حول الرواتب والصحة والشباب.
وحاول ان يعلق المعركة الانتخابية على الخطط المختلفة بين المتنافسين على نظام الصحة الوطنية الممولة من الحكومة.
وقال "في الايام القليلة الاخيرة من هذه الانتخابات العامة، فإن مستقبل نظام الصحة الوطنية أمام اكبر خطر يواجهه منذ جيل".
واضاف "لا يوجد خيار في هذه الانتخابات اكبر من التوجه المستقبلي لنظامنا للصحة الوطنية والذي يعتبر ركيزة الامان للعديد من ابناء الطبقة العاملة في بلادنا".
وقام ميليباند بخطوة غير مسبوقة حيث حفر وعوده الانتخابية الستة على لوح حجري بارتفاع 2,6 مترا ما اثار الكثير من السخرية في الصحف البريطانية.
كما نالت هذه الخطوة نصيبها من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث وصفها الكثيرون بانها "لحظة موسى" بالنسبة لمليباند، بينما قلدها اخرون بوضع قائمة تسوق للأغراض المنزلية لعائلته.
ويامل ميليباند في نصب اللوح الصخري الذي يشتمل على وعود من بينها "العمل بشان إيجارات العقارات" و"نظام الصحة الوطنية مع منح الوقت للرعاية"، في حديقة مقر الرئاسة في 10 داوننغ ستريت في حال فوزه.
وفي حال لم يحصل اي من الحزبين على الاغلبية لتشكيل الحكومة يوم الخميس، فقد يؤدي ذلك الى ايام وربما اسابيع من المفاوضات الحساسة مع الاحزاب السياسية الاخرى لمحاولة التوصل الى ترتيب لتشكيل حكومة مستقرة.
وقد يعني ذلك عقد صفقات مع الاحزاب الاصغر مقابل الاتفاق على وعودها الانتخابية، او حتى التوصل الى اتفاقات لتشكيل ائتلاف.
واظهر اخر استطلاع اجرته هيئة البي بي سي ونشرته السبت ان حزب المحافظين ممثل اليمين الوسط سيحصل على نسبة 34% بينما سيحصل حزب العمال ممثل اليسار الوسط على 33%.
اما حزب استقلال بريطانيا الشعبوي فسيحصل على 14% بحسب الاستطلاع، وسيحصل الحزب الليبرالي الديموقراطي الوسطي على 8% بينما سيحصل حزب الخضر اليساري على 5% وباقي الاجزاب على 6%.
وتعني هذه الارقام ان ايا من الحزبين الرئيسيين لن يتمكن من شغل 326 مقعدا لازمة للحصول على اغلبية في مجلس العموم في البرلمان البريطاني.
وامضى الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي يقوده نائب رئيس الوزراء نيك كليغ، السنوات الخمس الماضية كشريك اصغر في الائتلاف الحاكم.
ويسعى الحزب الان الى ان يكون الشريك المحتمل في الائتلاف والذي سيوجه اي واحد من الحزبين الكبيرين يفوز في الانتخابات الى تيار الوسط.
وقال كليغ في حملته الانتخابية ان "الليبرالين الديموقراطيين هم الان الضامن الوحيد للاستقرار في السياسة البريطانية".
واضاف "الجميع يعلمون ان المحافظين وحزب العمال ورغم ما يمكن ان يقوله ديفيد كامرون وايد ميليباند علنا بشجاعة، الجميع يعلمون انهما لن يفوزا بالاغلبية".
وتابع "وعليه فان السؤال هو (...) من الذي سيكون الى جانبهم؟"
ويرجح ان يفوز المحافظون باكبر عدد من المقاعد.
الا ان المراهنين يقولون ان فرص تولي كامرون او ميليباند رئاسة الوزراء متساوية، وان الاحزاب اليسارية التوجه ستفضل وجود حزب العمال في الحكومة.
واستبعد ميليباند تشكيل ائتلاف رسمي او صفقة مع الحزب القومي الاسكتلندي المنادي بانفصال اسكتلندا عن بريطانيا والذي تتوقع استطلاعات الراي ان يشكل ثالث اكبر كتلة في البرلمان بعد ان فاز بالعديد من مقاعد اسكتلندا على حساب حزب العمال.
الا انه رفض القول الاثنين ما اذا كان حزب العمال يمكن ان يشكل حكومة شرعية مع حصوله على مقاعد اقل من حزب المحافظين.
وصرحت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورغيون ان الحزب سيسعى الى استخدام "نفوذه" في البرلمان لممارسة اكبر نفوذ على اية حكومة عمالية.
واضافت ان الامر يتعلق ب"منح استكلندا السلطة والصوت اللذين نحتاجهما، في (برلمان) ويستمنستر".
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك