ابحرت الفرقاطة الفرنسية "ايرميون" النسخة المطابقة للسفينة التي اقلت في 1780 القائد العسكري والسياسي الفرنسي لافاييت لدعم "المتمردين" الاميركيين على انكلترا، مساء السبت متوجهة الى الولايات المتحدة.
وبعد يوم من الاحتفالات الشعبية، ابحرت السفينة عند الساعة 22,45 (20,45 تغ) التي اعتبرها الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والاميركي باراك اوباما رمزا لاكثر من قرنين من "الصداقة الفرنسية الاميركية".
وفي النهار زار الرئيس الفرنسي الفرقاطة الراسية "المستوحاة من روح عصر التنوير الذي يحمل بذور الصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة".
وذكر هولاند قولا للافاييت انه "لتعيش الحرية، نحتاج دائما الى رجال ينهضون ويهزون اللامبالاة او الاستسلام"، مؤكدا "اليوم ايضا ولتتقدم فرنسا يجب دحر الاستسلام واللامبالاة والبرهنة على الارادة والالتزام".
من جهته، تلا توماس وولف قنصل فرنسا في بوردو رسالة من الرئيس اوباما تشيد "بعلاقة الصداقة والتضامن الثابتة" بين البلدين. وقال ان "شراكتنا مع فرنسا تجعلها اقدم حليف لامتنا".
وتمنى رئيسا الدولتين "رحلة هانئة" لطاقم السفينة الذي يتألف من ثمانين شخصا.
وعلى الرغم من الاحوال الجوية المتقلبة، زار عشرات الآلاف من الاشخاص مصب نهر شارانت على المحيط الاطلسي لتحية طاقم السفينة الذي كان يقوم بالاستعدادات الاخيرة قبل ابحارها.
وبعيد ظهر السبت رفع العلم الاميركي الى جانب العلم الفرنسي. وفي اوج الاحتفالات الشعبية قبل ساعة من ابحار السفينة اطلقت العاب نارية فوق حصن فوبان الاثري.
واستغرق رفع المرساة التي تزن 1,7 طن من قبل نحو عشرين بحارا اكثر من ساعة قبل ان تبدأ الفرقاطة رحلتها التي تستغرق ستة اسابيع وستقطع خلالها 13 الف كيلومتر في المحيط الاطلسي الى سواحل اميركا الشمالية.
وستتوقف السفينة في ارخبيل الكناري من الاول الى السادس او التاسع من حزيران/يونيو حسب الاحوال الجوية.
وقدم سلاح البحرية الوطني الفرنسي الشريك في المشروع منذ بدايته، اربعة بحارة والفرقاطة المضادة للغواصات "لاتوش تريفيل" وهو اسم احد القادة العسكريين الذين شاركوا في رحلة 1780.
ويقود "ايرميون" القرن الحادي والعشرين يان كاريو (53 عاما) الذي خدم في البحرية لاكثر من ثلاثين عاما. ويضم الطاقم الى جانب البحارة المدربين، 59 متطوعا بينهم اجانب وثلثهم من النساء.
ويبلغ طول الفرقاطة الجديدة التي ابحرت بعد 235 عاما على سابقتها 45 مترا ويصل ارتفاع الصاري الى 54 مترا واشرعة تبلغ 2200 متر مربع وحبال طولها 25 كلم. اما سرعتها القصوى فتبلغ 14 عقدة (26 كلم في الساعة).
ويفترض ان ترسو "ايرميون" في الخامس من حزيران/يونيو في يوركتاون اول المرافىء ال11 التي ستتوقف فيها على الساحل الشرقي، قبل بالتيمور ونيويورك وانابوليس وفيلادلفيا ونيوبورت وبوسطن...
ويوركتاون مرفأ يرتدي طابعا رمزيا كبيرا بما ان "الوطنيين" الاميركيين وحلفاءهم الفرنسيين انتصروا فيه على الجيش الانكليزي في معركة كانت حاسمة في 19 تشرين الاول/اكتوبر 1781.
اما اوج الاحتفالات في الجانب الاميركي فسيكون وصول هذه االفرقاطة ترافقها مئات المراكب الشراعية وغيرها الى خليج نيويورك في الرابع من تموز/يوليو يوم عيد الاستقلال الاميركي.
ا ف ب
أرسل تعليقك