تعهد رئيسا الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش والالباني ايدي راما الاربعاء العمل معا بالرغم من خلافهما الكبير بشأن كوسوفو من اجل تحسين العلاقات المتشجنة بين بلديهما بغية تعزيز السلام والاستقرار في منطقة البلقان.
وقال راما في مؤتمر صحافي مشترك "كانت هناك فترة من الجليد بين تيرانا وبلغراد لكن هذه الزيارة مؤشر على رغبة البلدين في الذهاب قدما، حتى بالرغم من اننا ما زلنا بعيدين عن الاتفاق على كل شيء".
واضاف رئيس الوزراء الالباني "ان العلاقات بين البانيا وصربيا، بين الالبان والصرب، هي مفتاح مستقبل المنطقة"، معبرا عن تمنيه بان يتبع البلدان النموذج الفرنسي الالماني للمصالحة بعد الحرب العالمية الثانية.
من جهته اكد فوسيتش اول رئيس حكومة صربي يزور البانيا، ان العلاقات بين البلدين تمثل "العمود الفقري" للاستقرار في منطقة البلقان التي شهدت سلسلة نزاعات مسلحة في تسعينات القرن الماضي.
واقر رئيسا الوزراء مرة جديدة امام الصحافيين بان مواقفهما "متضاربة" بشأن كوسوفو، لكنهما عبرا عن رغبتهما الحازمة بالسعي الى تجاوز هذه العقبة قدر المستطاع.
واضاف فوسيتش الذي التقى راما بعد ستة اشهر من لقائهما الاول في صربيا، "ان واجب حكومتنا هو التطلع الى المستقبل. اننا نمد يد الصداقة الى البانيا".
وما زال التوتر بين الصرب والالبان مستمرا ايضا بسبب تخوف بلغراد من مشروع "البانيا الكبرى" القومي الرامي الى جمع كل الالبان في دولة واحدة وهي كوسوفو وكذلك اجزاء من مقدونيا وصربيا حيث يمثلون اكثرية.
وقد دار نزاع مسلح بين قوات بلغراد ومقاتلين انفصاليين في كوسوفو في العامين 1998 و1999 ما دفع حلف شمال الاطلسي للتدخل في ربيع العام 1999. وادت الضربات الجوية الى انسحاب القوات الصربية ثم اعلن اقليم كوسوفو استقلاله في العام 2008 بدعم الولايات المتحدة وغالبية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
ومنذ ذلك الحين تندد صربيا بلا كلل بمشروع "البانيا الكبرى" الذي ترعاه تيرانا كما تقول فيما تؤكد السلطات الالبانية والكوسوفية من ناحيتها ان مثل هذه الخطة غير موجودة.
لكن راما اكد الاربعاء انه "لا يوجد مشروع باسم +البانيا الكبرى+ لكن هناك مشروعا لتوحيد بلداننا، صربيا، البانيا، دول المنطقة (...) داخل الاتحاد الاوروبي".
وفضلا عن محادثاته مع نظيره الالباني ايدي راما يتضمن برنامج فوسيتش لقاء رئيس الدولة بوجار نيشاني ورئيس البرلمان ايلير ميتا اضافة الى رئيس بلدية تيرانا لولزيم باشا. وسيلقي الخميس كلمة اثناء منتدى اقتصادي سنوي يشارك فيه قادة المنطقة.
يزور فوسيتش تيرانا وسط تجدد توتر الوضع في المنطقة بعد مواجهات دامية في مقدونيا، تحديدا في كومانوفو (شمال)، بين مجموعة من اصل الباني والشرطة المقدونية ما اسفر عن سقوط 18 قتيلا بينهم ثمانية شرطيين.
ووصفت سكوبيي المجموعة ب"الارهابية" واتهمتها بالتخطيط لهجمات على مؤسسات الدولة. وهددت تيرانا من جهتها باستخدام حق الاعتراض (فيتو) على انضمام مقدونيا الى حلف شمال الاطلسي ان لم تحترم حقوق الالبان فيها.
واكد رئيس الوزراء الالباني الاربعاء ان بلاده تدعم وحدة وسلامة اراضي مقدونيا، البلد الذي يعد 2,1 مليون نسمة ربعهم من الالبان.
وقال "نريد مقدونيا مستقرة وديمقراطية".
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك