قامت السلطات البلجيكية الاثنين بحملة مداهمات في اوساط الجهاديين الشيشان لكن العناصر المتوافرة لا تؤكد التحضير لاعتداء في هذا البلد، وفقا للنيابة العامة.
واعلنت السلطات القضائية 21 مداهمة خصوصا في فلاندر (شمال) اوقفت خلالها 16 شخصا.
وتاتي عملية الشرطة نتيجة تحقيقين للنيابة العامة حول مجموعتين من الجهاديين الشيشان.
والتحقيق الاول كان في مالين (شمال) حول "احتمال ضلوع مجموعة من الشيشان في منطقة لوفان (وسط) في التحضير لاعتداء في بلجيكا".
واوضح متحدث باسم النيابة العامة لوكالة فرانس برس "ان الاعتداء لم يكن وشيكا".
ومساء الاثنين، اعلت النيابة العامة "ان مختلف التحقيقات لم تفض حتى الان الى اي عناصر يمكن ان تؤكد الادلة الاولية على التخطيط لاعتداء في بلجيكا".
واوضحت ان الاشخاص الاربعة الذين اوقفوا في اطار هذا القسم من التحقيق "اخلي سبيلهم بعد الاستماع الى اقوالهم في انتظار المجريات اللاحقة للتحقيق".
وقد جذب الانتباه ايضا "شيشاني خامس يقيم في نامور" في والونيا فيما استهدف كذلك "بلجيكي من ضواحي لوفان انضم ايضا الى الجهاد في سوريا او العراق".
واجرت التحقيق الثاني الذي تم ضمه الى الاول نيابة فلاندر الغربية (شمال غرب) اعتبارا من 18 شباط/فبراير، ولاسيما ان المشتبه بهم "يقيمون خصوصا" في منطقتين على الساحل البلجيكي، اوستند وبريدين.
وخلافا لخلية لوفان، لم يكن الامر على علاقة بالتحضير لاعتداء انما بشبكة لتجنيد مقاتلين.
واعتقل 12 شخصا ضمن اطار هذه العملية لكن تم اصدار مذكرة توقيف بحق اثنين منهم فقط قرر قاضي التحقيق وضعهما قيد التوقيف الاحتياطي.
وبحسب النيابة العامة فان التحقيق يستند الى معلومات جمعتها الشرطة "عن شخص في اوستيند... شارك في الجهاد في سوريا" حيث "اصيب بجروح" قبل "العودة الى بلجيكا" لتلقي العناية الطبية.
وكشف التحقيق عن اشخاص اخرين "كانوا ناشطين في سوريا (...) خصوصا في ضواحي حلب" وانهم "شاركوا على الارجح في المعارك".
واشار التحقيق الى ان المشتبه بهم "شجعوا اشخاصا في بلجيكا على المشاركة في هذه المعارك". وتضم هذه الشبكة "شيشانيين تلقوا تدريبا واكتسبوا خبرة وخصوصا في سوريا والشيشان وافغانستان".
وكانت نشاطات المجموعة "تتوجه نحو المجموعتين الارهابيتين جبهة النصرة (الذراع السورية لتنظيم القاعدة) وامارة القوقاز" وهي حركة تمرد اسلامية مسلحة ناشطة في القوقاز الروسي.
واكدت النيابة العامة ايضا ان القضاء البلجيكي "تعاون بشكل وثيق مع السلطات الاميركية بغية التمكن من مراقبة الاتصالات عبر واتساب"، البريد الالكتروني المستخدم من قبل المشبوهين.
ويأتي تدخل الشرطة الاثنين بعد نحو خمسة اشهر من تفكيك خلية في فرفيه (جنوب شرق) غداة اعتداءات باريس، كانت تستعد لتنفيذ اعتداءات على قوات الامن في وقت وشيك بحسب السلطات البلجيكية.
وقد قتل مشبوهان اثناء الهجوم فيما تمكن "العقل المدبر" للخلية عبد الحميد اباعود من التوجه الى سوريا ولم يعثر عليه.
ومنذ ذلك الحين رفع مستوى الامن في بلجيكا مع انتشار الجيش لحماية الاماكن الحساسة للمرة الاولى منذ ثمانينات القرن الماضي.
وتأتي عملية الاثنين ايضا بعد نحو سنة من الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل الذي اوقع اربعة قتلى. وكان المشتبه به الرئيسي مهدي نموش المسجون في بلجيكا ذهب للقتال في سوريا.
وقال رئيس الوزراء شارل ميشال "احرص على ان اشيد بالعمل الدؤوب لأجهزة الشرطة والقضاء التي اكدت مرة اخرى التأهب التام والتصميم الكامل للسلطات على التصدي بلا كلل للارهاب".
واضاف "لن نترك ابدا اي مكان في ديموقراطيتنا لكل هؤلاء الاشخاص الذين يشكلون تهديدا حقيقيا لمواطنينا".
وبلجيكا هي بين اكثر دول اوروبا التي يتوجه منها مقاتلون الى سوريا قدر عددهم بما بين ثلاثمئة واربعمئة في السنوات الاخيرة.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك