هم يبيعون كل شيء، من المأكولات إلى الألعاب الجنسية، لكن البائعين المتجولين في بانكوك باتوا يواجهون إجراءات متشددة تفرضها عليهم السلطات في هذه المدينة السريعة النمو لفسح المجال امام المشاة في الأرصفة المكتظة.
وتندرج هذه الإجراءات لنقل البائعين المتجولين من الطرقات الرئيسية إلى تلك الفرعية والسماح بتجولهم ليلا فحسب في سياق الحملة المعروفة ب "المطالبة بإعادة ألارصفة الى المشاة" التي أطلقها المجلس العسكري الحاكم لتحسين صورة البلاد.
ولطالما تشارك سكان بانكوك أرصفتهم مع البائعين المتجولين، معولين عليهم لشراء المأكولات والسلع المنزلية بأسعار بخسة، في حين يقصدهم السياح لشراء الحقائب اليدوية والقمصان وأشرطة الفيديو الرقمية بأسعار زهيدة.
وزادت هذه الأكشاك المتنقلة من شهرة هذه المدينة الواقعة في جنوب غرب آسيا، لكنها أصبحت اليوم موضع شكاوى من سكان يعتبرونها خطيرة ويثيرون تساؤلات حول إدارة الأماكن العامة في العاصمة التايلاندية.
وقال الجنرال فيكاي سانغبارباي المسؤول في الشرطة "ينبغي لنا أن نعيد غالبية أرصفة المشي إلى المشاة"، لافتا إلى أن البائعين استوطنوا غالبية الطرق الرئيسية في البلاد، ما يعرقل حركتي السير والمشي ويضر بالبيئة.
وقد كثفت التدابير المتخذة للحد من اكتظاظ الطرقات منذ استيلاء المجلس العسكري على الحكم في أيار/مايو، في سياق مهمة تقضي ب "إعادة النظام" إلى الدولة تم التركيز فيها على قمع بعض الأنشطة، مثل ألعاب الميسر واستهلاك المخدرات.
وتنفذ عدة عمليات حاليا لإجلاء البائعين المتجولين من الشواطئ المكتظة بالسياح في فوكيت مثلا.
لكن في غالبية المناطق في العاصمة، سيسمح للبائعين بمزاولة عملهم، في حال امتثلوا للتعلميات وانتقلوا إلى الأماكن المحددة لهم وتوقفوا عن البيع خلال ساعات الذروة، على ما شرح الجنرال فيكاي.
وبالإضافة إلى التخفيف من الازدحام، يقضي الهدف من هذه التدابير بتفكيك الشبكات الإجرامية واجتثاث الفساد المستشري بدفع من تكاثر البائعين المتجولين.
وبحسب الأرقام الرسمية، تضم العاصمة التايلاندية 20 الف بائع مسجل، لكن الآلاف غيرهم يزاولون أعمالهم من دون رخص في بلد يعزى فيه انخفاض البطالة إلى ازدهار القطاع غير النظامي.
وأظهرت دراسة حكومية أجريت في العام 2000 أن 400 ألف شخص يتجولون لبيع السلع في شوارع العاصمة ويرجح أن يكون هذا العدد قد ارتفع مع انضمام بائعي الطبقة الوسطى إلى صفوف هؤلاء الأدنى دخلا ونزوح الكثيرين من المناطق الريفية الفقيرة.
وأكد نارومول نيراترون الاستاذ في قسم الإدارة الاجتماعية في جامعة تاماسات أنه من الضروري اتخاذ تدابير للتخفيف من الاكتظاظ، لكن ينبغي اعتماد خطة أوسع للتطرق إلى حاجات البائعين.
وهو قال "أخشى أن يكون لذلك تداعيات وخيمة على الفقراء الذين يعولون على بيع السلع في الشوارع لتأمين رزقهم. فالأرصفة ليست للمشاة فحسب، بل هي تساعد السكان على الارتزاق".
ويساهم البائعون المتجولون في إحياء العاصمة التايلاندية وهم يجمعون حول أكشاكهم الطبقات المختلفة في بلد تفصل فيه هوة متنامية الفقراء عن الأغنياء.
ا ف ب
أرسل تعليقك