قبل خمسة اسابيع من مهلة التوصل الى اتفاق بشان برنامج ايران النووي، حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء طهران من ان ساعة الحقيقة تقترب بشان اثباتها للعالم انها لا تسعى لحيازة سلاح نووي.
ويتزايد الضغط على ايران والقوى الكبرى الست (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) التي يتعين عليها ان تتوصل بحلول 31 آذار/مارس الى اتفاق سياسي حول البرنامج النووي الايراني الذي يثير ازمة دولية منذ عقد من الزمان.
وسيكون بعد ذلك امام الطرفين حتى الاول من تموز/يوليو لانهاء التفاصيل التقنية للاتفاق المحتمل.
وبعد مباحثات جديدة بداية الاسبوع بجنيف مع نظيره الايراني محمد ظريف، قدم كيري طوال النهار عرضا امام لجان الكنغرس الخاضعة لهيمنة الجمهوريين. ويعارض الكثير من النواب الجمهوريين وبعض الديمقراطيين التفاهم مع ايران.
وبدا كيري حذرا امام النواب وقال لاعضاء الكونغرس انه "لا يعرف بعد" ما اذا كان سيتم توقيع اتفاق تاريخي بعد اكثر من شهر. ويقدر البيت الابيض فرص النجاح ب "50 بالمئة في افضل الحالات".
وقال "لقد حققنا معرفة معمقة غير مسبوقة بما يجري" دون ان يكشف مضمون المباحثات" واضاف محذرا "ونتوقع ان نعرف قريبا ما اذا كانت ايران مستعدة ام لا للتوصل الى اتفاق مقبول وقابل للتحقق منه".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي جعل من التقارب مع ايران اولوية في سياسته الخارجية، استبعد في خطابه عن حالة الاتحاد في كانون الثاني/يناير، اي تمديد جديد للمفاوضات الدولية. وشدد على انه على ايران ان تحزم امرها.
وبدا العد التنازلي ومن المقرر ان يلتقي المدراء السياسيون للحكومات في دول خمسة زائد واحد وايران في بداية آذار/مارس بسويسرا، على الارجح بحضور ظريف وكيري.
واشارت طهران وواشنطن اللذين تشكل المباحثات الثنائية بينهما قاعدة المباحثات الدولية، الى تحقيق "تقدم" في المفاوضات مع التحذير ان لاشيء نهائي.
ومع ذلك فان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني اعتبرت ان الاتفاق بات "في متناول اليد".
ورات انه بعد 12 عاما من المباحثات "ى يمكننا اضاعة هذه الفرصة".
كما قالت روسيا ان "ثقتها تزداد" في التوصل الى تسوية كاملة.
وتبحث القوى الكبرى وايران منذ 2003 سبل انهاء الازمة وتهدئة التوتر الذي يسمم العلاقات.
وبدات المرحلة الاكثر اهمية من المفاوضات خريف 2013 بعد مباحثات هاتفية تاريخية بين الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره الاميركي باراك اوباما.
وعلى اساس اتفاق مرحلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، بدات الدول الست وايران محاولة صياغة اتفاق نهائي يتيح لايران القيام ببعض الانشطة النووية المدنية لكنه يمنعها من حيازة قنبلة ذرية.
في المقابل يتم رفع العقوبات الدولية على ايران.
وتطالب طهران بحقها الكامل في النووي السلمي وتؤكد ان برنامجها لا يشمل جانبا عسكريا. وتطالب الدول الكبرى ان تحد طهران من قدراتها التقنية بما يجعل الخيار العسكري مستحيلا.
لان سيناريو امتلاك ايران الشيعية قنبلة نووية يشكل خطا احمر للولايات المتحدة ودول الخليج السنية واسرائيل.
ولم يستبعد الرئيس اوباما ابدا بشكل كامل امكانية قصف البنى التحتية الايرانية في حال فشل الدبلوماسية.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء انه سيقوم "بكل ما بوسعه لمنع موافقة" الكنغرس على الاتفاق معتبرا ان الكنغرس الاميركي يشكل "آخر متراس".
ودعي نتانياهو من قبل نواب جمهوريين لالقاء خطاب في الثالث من آذار/مارس امام الكنغرس، وهي زيارة اثارت امتعاض البيت الابيض والخارجية الاميركية.
وليس من المقرر ان يجري اي لقاء بين الحكومة الاميركية والحليف الاسرائيلي .
والجهة الاخرى المعارضى للاتفاق بين طهران والقوى الكبرى هي مجموعة مجاهدي الشعب الايرانية المعارضة.
واشارت هذه المجموعة الثلاثاء في واشنطن الى وجود موقع ايراني لتخصيب اليورانيوم "سري وغير مشروع" قرب طهران منذ 2008 ما اعتبرته انتهاكا للمفاوضات الجارية مع الدول العظمى.
أرسل تعليقك