تشارلستون ـ العرب اليوم
عاد الجدل حول التمييز العرقي في الولايات المتحدة إلى الواجهة بعد الهجوم، الذي نفذه شاب أبيض، على كنيسة يرتادها السود في مدينة تشارلستون، بولاية كارولينا الجنوبية في 17 يونيو الجاري، وراح ضحيته تسعة من رواد الكنيسة.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على الهجوم إلا أن آلاف الأمريكيين من مختلف الأعراق والأديان، ومن بينهم المسلمون، واصلوا زيارة الكنيسة للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الهجوم.
الأناضول التقت إليسا مريم، وهي مسيحية كانت ترتاد الكنيسة ذاتها في الماضي، واعتنقت الإسلام لاحقًا، فقالت إنها "فقدت بعض أصدقائها في الهجوم، وكان هذا أحد أسباب مجيئها إلى الكنيسة، إلا أن السبب الرئيسي، الذي دعاها للمجيء هو أن التعرض لكراهية البيض لا يقتصر على السود فقط".
وأوضحت مريم في تصريح للأناضول، اليوم الأحد، أن "عدم كون المرء أبيضًا ومسيحيًّا، هو سبب كافٍ لتعرضه إلى جرائم الكراهية، وأن المسلمين، سواء البيض منهم أم السود، يتعرضون للتمييز".
من جانبه، قال عبد الله سميث، الطالب في جامعة كارولينا الجنوبية، إنه رغم كون أمه وأبيه من العرق الأبيض، إلا أنه يتعرض للتمييز بسبب اسمه.
وأفاد سميث أن "السود كانوا عرضة لنظام مبني على التمييز على مر التاريخ في الولايات المتحدة"، مضيفًا: "لكن السود ليسوا الهدف الوحيد، ولهم تأثيرهم في البلاد على الصعيدين السياسي والثقافي، إلا أن المسلمين هم أيضًا من المعرضين لجرائم الكراهية".
بدوره، قال المدرس في جامعة بيركلي بكاليفورنيا، حاتم بازيان، إن "مفهوم المساواة لدى البيض في البلاد هو دونية كل ما سواهم، وبالطبع يندرج المسلمون في هذا الإطار".
وأشار بازيان أن "الكثير من الجماعات المؤمنة بفوقية البيض تعمل على نشر الإسلاموفوبيا، وهذا ما لوحظ تزايده عقب انتخاب باراك أوباما رئيسًا للبلاد".
ولفت تود غرين، المدرس في جامعة لوثر، إلى أنشطة اللوبي المعادي للمسلمين، والمشاكل المشتركة، التي يواجهها المسلمون والسود على حد سواء.
وقال غرين، مؤلف كتاب "الخوف من الإسلام: الإسلاموفوبيا في الغرب"، إن "بعض السياسيين والمشاهير في الولايات المتحدة يقودون حملات تدعي أن المسلمين مصدر خطر، وأنهم ليسوا مساوون للبيض".
وأشار إلى أن "المسلمين والسود يتعرضون إلى التمييز على الأخص من جانب قوات الأمن"، مضيفًا أن "احتمال دخول رجل أسود إلى السجن أكبر 6 مرات من الرجل الأبيض.. تستهدف قوات الأمن بشكل واضح السود. وعلى المنوال ذاته تستهدف المسلمين أيضًا، وعلى الأخص عقب هجمات 11 سبتمبر".
أرسل تعليقك