تحول سبعة مشردين جعلوا من محطة براتيسلافا مسكنا لهم، الى حمالي حقائب فيها بفضل منظمة "بروتي برودو" (عكس التيار) الاهلية السلوفاكية، حاصلين بذلك على عمل ومستعيدين خصوصا كرامتهم.
انها الساعة التاسعة وثماني دقائق بالضبط. يدخل الحمالون السبعة الى البهو الرئيسي في المحطة وقد حلقوا ذقونهم وارتدوا بزات انيقة. ويباشرون عملهم.
بسرعة يتوجه لاكو الخمسيني الى سيدة لديها حقيبة كبيرة ويسألها ان كان باستطاعته مساعدتها لحمل الحقيبة الى الرصيف. فتسأله متعجبة "ولم تفعل ذلك؟"
فيوضح لها لاكو ان الخدمة تقوم على مساعدة المسنين والنساء خلال ثلاثة ايام في الاسبوع بداية. وقد اختارت الجمعية اولا وقتا لا تشهد فيه المحطة زحمة لكي يعتاد الحمالون الجدد على عملهم ويتعلموا التواصل مع المسافرين . وبعد ذلك سيحاولون القيام بعملهم خلال ساعات الذروة.
وهذه الخدمة مجانية فالمنظمة غير الحكومية هي التي تتكفل اجور الحمالين فضلا عن بزاتهم.
وتوضح ساندرا توردوفا مديرة جمعية "بروتي بوردو"، "امامهم مهمة قد تكون صعبة احيانا. فعليهم كسب ثقة الناس. وعليهم التوجه الى المسافرين والتعامل بلياقة مع احتمالات رفض خدماتهم وحل مشكلة قد تطرأ".
وكان لاكو فقد عمله بعد مرض طويل ولم يعثر على اخر في مدينة زيلينا في شمال سلوفاكيا من حيث ينحدر. وهو يقيم منذ 15 عاما في براتيسلافا ويسمح له هذا العمل بتسديد جزء من ديونه وايجار شقة صغيرة.
ويوضح حمال جديد اخر يدعى جوزف دوروساك (32 عاما) "يحصل ان يرفض ركاب خدماتنا ولا سيما النساء المسنات. لكني افهمهن فهن يقلقن بشأن احتمال اختفاء اغراضهن".
لكنه يؤكد ان ردود الفعل على اقتراح المساعدة من جانبهم تزداد ايجابية. وهو يضع على بزته اسم "دودو" الذي يعرف به منذ طفولته في احدى دور الايتام. وقد طبعت حياة الميتم كما هي الحال بالنسبة لثلث المشردين في البلاد، طفولته. لكنه يقر انه المسؤول شخصيا عن تشرده.
ويوضح "لا اريد ان احمل الدولة المسؤولية لقد ارتكبت حماقات في حياتي ولم اكن اعرف كيف ادير اموالي كما افعل الان".
واطلقت منظمة غير حكومية اخرى "فاغوس" مشروعا مماثلا يقترح عملا على مشردين . فقد فتح مقهى "دودبري دوبري" ابوابه قبل شهرين، والعاملون فيه ثلاثة مشردين.
وتقول المشروفة على المشروع الكسندرا ماروفا لوكالة فرانس برس "بعض الاشخاص يأتون لارتشاف فنجان قهوة هنا ولا يعرفون ان للمكان طابعا خاصا. لكن هذا الامر يناسبنا لان هذا ما نريده".
ويحب ميلان وايفا عملهما الجديد في المقهى. فميلان (31 عاما) بناء سابق كان من دون عمل منذ عام تقريبا. وهو تشرد بسبب مشاكل مع عائلته.
ويقول "حياتي مختلفة تماما الان. لدي عمل مستقر. يمكني شراء ما اريد من حذاء جديد وطعام او الجلوس في مطعم لتناول وجبة".
وتفيد ارقام المنظمات الاهلية ان عدد المشردين في براتيسلافا يصل الى خمسة الاف.
المصدر: أ ف ب
أرسل تعليقك