مدريد ـ د.ب.أ
12 شهرا فقط كانت كفيلة بأن يتغير حال فريق أشبيلية الأسباني لكرة القدم إلى النقيض تماما وأن يتحول من فريق في قمة التعاسة إلى أوج سعادته وسعادة جماهيره العريضة.
في أيار 2013 ، أنهى أشبيلية مسيرته في الموسم الماضي للدوري الأسباني بالمركز التاسع ليفقد فرصة المشاركة في البطولات الأوروبية.
كما ضاعف من أحزان الفريق وجماهيره بعد أن تراجع عن جاره ومنافسه التقليدي العنيد ريال بيتيس بمرتبتين في جدول المسابقة.
ولكن الحظ رافق أشبيلية منذ ذلك الحين وتبدلت أحوال الفريق إلى النقيض تماما ليصبح الموسم الحالي اشبه بالحلم الذي تحقق لهذا الفريق وتكلل بإحرازه لقب بطولة الدوري الأوروبي بالفوز 4/2 بركلات الترجيح على بنفيكا البرتغالي أمس الأول الأربعاء في المباراة النهائية التي أقيمت بمدينة تورينو الإيطالية.
وكانت بداية التحول في حظوظ الفريق من خلال القرار الذي أصدره الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في تموز 2013 بمعاقبة مالاجا ورايو فاليكانو صاحبي المركزين السادس والثامن على الترتيب في جدول الدوري الأسباني لانتهاكهما قواعد اللعب النظيف المقررة من قبل اليويفا.
ومع استبعاد مالاجا ورايو فاليكانو من المشاركة في البطولات الاوروبية ، جرى تصعيد أشبيلية ليشارك في الأدوار التمهيدية لمسابقة الدوري الأوروبي ليبدأ الفريق مسيرته في البطولة مبكرا وبالتحديد في أول أغسطس الماضي أمام فريق ملادوست بودجوريكا المونتنجري.
وجاءت الفرحة الأولى لأشبيلية وجماهيره عندما أطاح الفريق بجاره ريال بيتيس من دور الستة عشر في مسابقة الدوري الأوروبي حيث خسر أشبيلية على ملعبه أمام بيتيس صفر/2 ذهابا ثم فاز عليه بنفس النتيجة في عقر داره إيابا وأطاح به عبر ركلات الترجيح.
وتضاعفت فرحة جماهير الفريق بعدما أصبح بيتيس مرشحا بقوة للهبوط إلى دوري الدرجة الثانية بأسبانيا وهو ما حدث بالفعل مع اقتراب الموسم من نهايته.
وقبل السفر إلى تورينو لخوض المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي ، حقق أشبيلية الهدف الذي سعى إليه هذا الموسم وهو حجز مكان في البطولات الأوروبية الموسم المقبل حيث ضمن الفريق المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي من خلال موقعه في جدول الدوري الأسباني هذا الموسم.
ولكن سعادة الفريق لم تتوقف عند هذا الحد بل تخطته إلى تتويج جهود اشبيلية في الموسم الحالي بلقب ثمين عندما تغلب على بنفيكا أمس الأول في نهائي الدوري الأوروبي رغم أن بنفيكا كان الأفضل في معظم فترات المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي وحسمها أشبيلية بركلات الترجيح.
وأحرز أشبيلية بهذا لقبه الثالث في مسابقة الدوري الأوروبي في غضون تسع سنوات حيث سبق له لفوز باللقب في عامي 2006 و2007 بالمسمى القديم وهو كأس الاتحاد الأوروبي.
وإذا كان من الممكن قياس السعادة ، فإن سعادة جماهير أشبيلية ستكون في قمتها الآن مع التتويج بهذا اللقب وضمان المشاركة قبل هذا في مسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل إضافة لهبوط المنافس اللدود للفريق ريال بيتيس إلى دوري الدرجة الثانية.
وكانت جماهير أشبيلية رفعت لافتة في المدرجات قبل مباراة النهائي أمام بنفيكا وكتبت عليها "عدنا" . والمؤكد أن هذه اللافتة كانت أكثر ما يعبر عن حالة اشبيلية في الوقت الحالي.
أرسل تعليقك