حذر الباحثون من تشجيع الأطفال على لعب الرغبي في المدرسة؛ كونها تشكل خطورة كبيرة جدًا عليهم.
وأكد الباحثون، أنّ ما لا يقل عن واحد من ثمانية من الأطفال سيعاني من إصابات خطيرة بما يكفي إلى درجة سيحتاج إلى تفويت ما لا يقل عن سبعة دورات تدريبية أو مباراة، وتترواح هذه الإصابات بين مجموعة من الكدمات والإلتواءات والكسور، وتمزق الأربطة، وفي أسوأ الأحوال ارتجاج وتلف في خلايا المخ والحبل الشوكي.
وتريد الحكومة، أن تتواجد لعبة الرغبي بشكل مكثف أكثر في المدارس جزءً من خطط زيادة المنافسة الرياضية؛ للحد من ارتفاع مستويات السمنة.
وأوضح الخبير في الصحة العامة في "كوين ماري" البروفيسور أليسون بولوك، أنّ هذه الخطط "مقلقة للغاية"، وأضاف أنّه ،لا يكفي مراقبة عدد الإصابات التي تحطم عظم الوجنة بسبب لعبة الرغبي.
وأبرز بولوك في تصريحات صحافية، أنّه من الواجب حماية الأطفال من مخاطر الإصابة، على اعتباره جزءً من القانون المنصوص عليه من طرف الأمم المتحدة، بالنظر إلى أنّ الأطفال أكثر عرضة للإصابات، مثل: الارتجاج الذي يستغرق وقتًا أطول للتعافي بشكل كامل، وشدد أنّه على الحكومة وضع خطة لزيادة التمويل والمشاركة في الرغبي في المدارس في ظل عدم وجود نظام شامل لمراقبة الإصابات والوقاية من الإصابات الخطيرة في كثير من الأحيان.
وتابع، أنّه يمكن للحكومة ذلك من خلال جمع بيانات الإصابات وتوفير التغذية اللازمة للأفراد والمنظمات العاملة في مجال مبادرات السلامة والآثار قصيرة وطويلة المدى لبرامج الوقاية من الإصابات، سواء الركبي أو أي رياضة ثانية.
وأردف، أنّ عددًا من البلدان بما في ذلك المملكة المتحدة، لا يوجد فيها نظم مراقبة إصابات الأطفال بشكل كافٍ، في حين أنّ إطار اتفاقية الأمم المتحدة لـ"حقوق الطفل" تلزم الحكومات بحماية الأطفال من مخاطر الإصابة.
واستأنف، يجب على حكومة بريطانيا ضمان سلامة وفعالية الرياضات وإنشاء استراتيجيات المراقبة والوقاية من الإصابة قبل الشروع في خطط لاستهداف التمويل وزيادة المشاركة في الرياضات ذات المخاطر العالية مثل الرغبي.
وأشار إلى أنّه في الوقت الحالي تمارس لعبة الرغبي أساسًا في المدارس المستقلة بدلًا من المدارس الحكومية حيث أنها رياضة يهيمن عليها الذكور، واستدرك، لكن الحكومة تعهدت عام 2012 بزيادة مشاركة كل من الفتيات والفتيان في لعبة الرغبي في المدارس جزءً من حملة تعزيز المنافسة الرياضية.
يذكر أنّ ابن أحد المدرسين في المدارس الأستاذة بولوك هوغو، عانى من الأثر المدمر لتحطم عظم الوجنة بسبب لعب الرغبي في المدرسة قبل 11 عامًا، عندما كان عمره 14 عامًا، ووقتها وصفت هوغو إصابة نجلها بأنها أدت إلى "تشوه في الوجه بعد تحطم محجر العين".
كما نوّهت هوغو، إلى "أنا لا أدعو لفرض حظر على الرغبي في المدرسة، وأدعو لأولياء الأمور لإعطاء المعلومات والنصائح لأبنائهم لأنهم يعرفون المخاطر من هذه اللعبة"، وتمنت "أريد أنّ أرى الرغبي أكثر أمانًا للأطفال، وأنه ينبغي تسجيل جميع الإصابات" وزادت "الأهم من ذلك كله، ينبغي أن يكون الأطفال آمنون في المدرسة".
ويفرض اتحاد كرة القدم الرغبي، قواعد واضحة لأطفال المدارس وعدم السماح لهم للتصدى حتى سن العاشرة، وبيّن باسم الاتحاد، "نحن نأخذ على محمل الجد سلامة اللاعب للغاية وهذا هو جوهر كل التدريب الذي نقدمه إلى المدربين والحكام والمسعفين على جميع المستويات, ونحن نعتقد بأن الرغبي رياضة رائعة للأطفال، والفوائد المادية والاجتماعية على نطاق واسع تفوق أي عيوب محتملة.
واستطردالناطق، أنّ من بين فوائد الرغبي للأطفال، زيادة الثقة واحترام الذات والانضباط الذاتي لديهم، وأيضًا الحصول على ممارسة رياضة بدنية ممتعة أثناء العمل جزء من فريق، والمهارات التي تساعدهم في العالم الأوسع على التعلم، واختتم أنّ المعلمين في كثير من الأحيان يعلقون على تحسينات ملحوظة عندما يتم إدخال هذه الرياضة في مدارسهم.
أرسل تعليقك