عمليات إخلاء المتاجر في غراند بازار بهدف الربح تهدد مستقبل التجار الأتراك
آخر تحديث GMT23:09:09
 العرب اليوم -

يعتبر أحد أكبر الأسواق المغطاة في العالم ويضم 300 ألاف متجر

عمليات إخلاء المتاجر في "غراند بازار" بهدف الربح تهدد مستقبل التجار الأتراك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عمليات إخلاء المتاجر في "غراند بازار" بهدف الربح تهدد مستقبل التجار الأتراك

"غراند بازار"
أنقرة - جلال فواز

بدأت بواعث الخوف والقلق تساور قلوب الكثير من التجار الأتراك بشأن مستقبلهم، مع توسع عمليات إغلاق المحلات التجارية التي تشهدها أكبر المدن التركية، إسطنبول، في أقدم بازارات العالم، "غراند بازار" أو ما يعرف بالسوق القديم.

ويؤكد مستأجرو المحلات التجارية في السوق القديم، أن السعي وراء تحويل المباني التاريخية إلى فنادق، من أجل الربح وزيادة ضخ العملة الصعبة، يدمر ما يأتي الزوار لرؤيته، وعادة ما نسمع الضجيج يملأ "غراند بازار"، مع حرص التجار على عرض بضاعتهم على المارة، إلا أن هذه المرة كان الضجيج والضوضاء لهما معنى مختلف تماما، مع تصاعد موجات الغضب والاستياء بين التجار في شارع السوق القديم.

واحتشد عدد كبير من التجار الغاضبين من أصحاب المحال التجارية، احتجاجا على عمليات الإخلاء المعلقة، حيث تعاقدت المديرية العامة للمؤسسات، المالكة للسوق القديم، مع مالك جديد بعقد إيجار طويل الأجل، ما أدى إلى زيادة أسعار الإيجار التي لا تتوفر في متناول معظم المستأجرين للمحلات في "غراند بازار"، وفي حالة لم يتمكنوا من الدفع فيجب عليهم إخلاء السوق.

ويعتبر البازار الكبير، أحد أكبر الأسواق المغطاة في العالم، ويضم أكثر من ثلاثة ألاف متجر ويجذب ما يصل إلى نصف مليون زائر يوميًا، أما الآن فقد قيدت بلدية الفاتح التركية السوق العريق الذي يبلغ من العمر 550 عام، ومساحات واسعة من شبه الجزيرة التاريخية من أجل الربح، ويخشى الكثيرون من التجار على مصالحهم ومستقبلهم، وأن الأمور لن تعود كما كانت عليها.

ويتحدث أحد التجار الذي يستأجر محلًا صغيرًا يبيع فيه الحقائب الجلدية، الياس أوزتورك، أنه كان يعمل في السوق منذ كان عمره 12 عامًا، وقد أنفق كل ما لديه من الأموال على هذا المحل مع بداية موسم الصيف، ويتحدث من خلال باب خشبي سميك يستعين به هو وأصحاب المحال التجارية الأخرى، لتأمين أنفسهم لمقاومة الإخلاء، وأضاف "كنا ندفع دائما المبالغ المستحقة علينا للإيجار، فنحن لسنا مجرمين ولا يمكن أن ينتهي الأمر بنا في الشارع".

وتوجهت وحدات مكافحة الشغب التابعة للشرطة، في نفس اليوم لإخلاء وكسر أبواب الغزل والنسيج القديم في البازار "صندل بيديستاني"، وفي صباح اليوم التالي شرعوا بإخلاء 80 محل تجاري على مرمى ومسمع من سلطات البلدية.

وأوضح أحد التجار الذي رفض ذكر اسمه "أعاني من الديون التي ترهق كاهلي، وأشتري بضائع بآلاف الدولارات، فما الذي يجب أن أفعله، وأين أذهب؟".

ويذكر أن أصحاب المتاجر الذين طردوا من البازار الكبير الأسبوع الماضي، لن يكونوا الأخيرين في سلسة عمليات الإخلاء، وأعلن رئيس بلدية الفاتح مصطفى ديمير، التي تتولى أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة، عن خطط طموحة لتحديث السوق العثماني كله وضواحيه الشهر الماضي.

ويشار إلى أنه جار تنفيذ مشاريع قيمتها 61 مليون جنيه إسترليني، لتحويل أكثر من 1700 مبني تاريخي إلى فنادق بما في ذلك العديد من الحانات القديمة حول الساحات، والتي تدعى "Çebeci Han"، والتي يستعين بها التجار لتخزين بضاعتهم، التي تخصص معظمها لحرفة معينة، كما يتواجد في هذه الساحات العديد من منازل الحرفيين والورش الصغيرة. ويعمل أكثر من 25 ألف شخص داخل البازار الكبير.

وتتردد الأصوات المعدنية الناتجة من عمل النحاسين في سو "Çebeci Han"، ويعرب الكثير من النحاسين عن غضبهم بسبب خطط البلدية، منهم سيد عبد الله (65 عاما) الذي يعمل قرابة عقد من الزمان في السوق.

وبيّن عبد الله "يجب أن يذهبوا لبناء فنادق في أماكن أخرى، فلا نرغب في رؤيتهم هنا، لأنهم يهتمون فقط بزيادة الربح، وينظرون ماذا يمكنهم أن يبيعوا، بعد أن باعوا كل شيء بالفعل"، مضيفا أنه حاول نقل ورشته إلى منطقة صناعية أكثر في ضواحي اسطنبول، ولكن دون جدوى، وتابع "زبائننا يأتون إلى هنا، ولا يمكنني أن أجد مساحة أخرى في المدينة، حتى أتمكن من بيع بضاعتي وكسب قوت يومي".

وعلى الرغم من تدهور الصحافة التركية وزيادة حجم الاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة، إلا أن السياحة في اسطنبول مزدهرة، حيث زار المدينة في عام 2014 ، قرابة 12 مليون شخص، بزيادة قدرها 13.1%.

وأفادت البيانات التي نشرتها جمعية الفنادق السياحية والمستثمرين "Turob" في عام 2010، بارتفاع عدد الفنادق المرخصة من 283 إلى 766 فندق في أربعة أعوام فقط، فضلاً عن العديد من المشاريع لا تزال قيد الإعداد، وقدر رئيس البلدية "دمير" قيمة الإمكانيات السياحية في شبه الجزيرة التاريخية وحدها بمبلغ قدره 38 مليار دولار.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمليات إخلاء المتاجر في غراند بازار بهدف الربح تهدد مستقبل التجار الأتراك عمليات إخلاء المتاجر في غراند بازار بهدف الربح تهدد مستقبل التجار الأتراك



GMT 09:32 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab