مراكش قبلة سياحية للراغبين في الاستقرار والإقامة الدائمة  في أحضان المغرب
آخر تحديث GMT04:41:36
 العرب اليوم -

المدينة تزخر بالوافدين الأجانب خلال أوقات العطلات المختلفة

"مراكش" قبلة سياحية للراغبين في الاستقرار والإقامة الدائمة في أحضان المغرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "مراكش" قبلة سياحية للراغبين في الاستقرار والإقامة الدائمة  في أحضان المغرب

مدينة مراكش السياحية
مراكش ـ ثورية ايشرم

تحولت مدينة "مراكش" من وجهة سياحية يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات من أجل قضاء عطلهم والاستمتاع بأيام تسودها الراحة والهدوء إلى قبلة يقصدها السياح الراغبين في الاستقرار والإقامة الدائمة.

وهذه الظاهرة ليست وليدة اللحظة بل تعود إلى أيام الاستعمار الذي خلف فئات عديدة بقيت مستقرة في المدينة الحمراء ومتشبثة بها وبتقاليدها وعاداتها، إلا أنها لم تكن بهذا الحجم الذي هي عليه الآن.

وأصبح وجود الأجانب من مختلف الجنسيات في مختلف أزقة وشوارع المدينة وفي جميع أحيائها لاسيما المدينة العتيقة التي تتميز بتاريخها وحضارتها القديمة التي تربط بين الماضي والحاضر، حيث انتقل معظم من تذوق جمال مراكش وتعرف عليه عن قرب إلى الاستقرار والعيش فيها، لاسيما المستثمرين في مجال السياحة التقليدية الذين تجدهم يعشقون البقاء في هذه المدينة وقضاء حياتهم بين أحضانها.

وللتقرب أكثر من هؤلاء الأجانب المقيمين والمستقرين في مراكش؛ التقى "المغرب اليوم" مع عدد منهم لتوضيح الدوافع والأسباب التي جعلتهم يتركون بلدانهم ويتوجهون إلى مراكش من أجل العيش والاستقرار.

ومن جانبها؛ كشفت ليونور (52) عامًا، متزوجة وأم لأربعة أولاد، عن أنَّها لم تختار مراكش للإقامة والاستقرار، مضيفةً: المدينة هي من اخترتني، فقد أتيت إليها في زيارة رفقة زوجي منذ أكثر من 20 عامًا وأعجبت بها منذ أن وطأت قدمي ترابها احتضنتنا ولم تسمح لنا بتركها قضينا فيها أجمل وأروع أيام حياتنا.

وأضافت: بعد أن انتهت العطلة عدنا إلى فرنسا إلا أنَّ الحنين كان يشدنا دوما إليها لاسيما أنها مدينة تجتمع فيها الكثير من الخصائص التي تجعلك تحبها. وتابعت: شعبيتها وبساطتها وطيبة سكانها الذين لا تجدهم إلا ويستقبلونك بحفاوة ويحبونك ويتعاملون معك كأنك مواطن مغربي مثلهم، جعلتنا لم نستطع أن نغيب كثيرا عنها فعندنا في أول فرصة أتيحت لنا أنا وزوجي وقضينا وقتا رائعا وفي هذه الزيارة التي كانت العام 1998 قررنا البقاء إلى الأبد واخترنا مراكش أن تكون مكانا للاستقرار وقضاء ما تبقى لنا من حياتنا فيها.

وتابعت: قمنا بشراء أحد دور الضيافة وقمنا بتجديده وتحسينه مع الحفاظ على تراثه المغربي الأصيل، ثم انطلقت حياتنا هنا في هذه المدينة، تركنها أولادنا في فرنسا كل منهمك في مشاغله وحياته الخاصة، نلتقي في المناسبات والأعياد إذ يحجون إلينا في احتفالات رأس السنة التي نقضيها في مراكش ونسافر إليهم في عيد الشكر.

واستطردت: رغم تنقلنا وسفرنا الكثير إلى مختلف الدول إلا أننا نعود أدراجنا إلى مراكش وإلى هذا الرياض الصغير الذي نعشقه ونستمع بالإقامة فيه رفقة الضيوف والزوار الذين يختارونه لقضاء عطلهم، مشيرةً إلى أنَّها المدينة التي ما أن تتذوق مائها وأطباقها حتى تجد نفسك غير قادر على مبارحتها أو تغييرها بمكان آخر.

ومن جهته؛ كشف مايكل ستيف (36) عامًا، أميركي الجنسية، عن علاقته بمراكش، مضيفًا: جئت إلى هذه المدينة الحمراء رفقة مجموعة من الأصدقاء في احتفالات رأس السنة العام 2000 ومنذ ذلك الحين قررت العيش فيها لا أعرف لماذا كل ما كنت متأكدا منه أني أرغب في البقاء.

وتابع: بعد أن تعرفت على زوجتي من جنسية مغربية جعلتني أعشق المغرب وأحب مراكش خاصة ونقلت معظم أعمالي من كندا إلى مراكش رغم أني أسافر كثيرا لأتابع مختلف الأعمال خارج المغرب إلا أني أعود راكضا إلى مراكش التي يدنيني الحنين والشوق إليها.

واستطرد: لا أعرف ما هو سر هذا السحر وهذا التعلق الكبير الذي يشعر به الزائر بمجرد أن يدخل المدينة، وهذا لا ينطبق عليَّا فقط بل على كل من زار مراكش، فهي تتمتع بخصائص عدة بغض النظر عن الجمال السياحي فهي مدينة طبيعية تتميز بالخضرة طيلة العام مهما كان الطقس حار وجافا إلا وتجد حدائقها تناديك بجمالة خضرتها الطبيعي ، فضلا عن خصائصها الشعبية والتقليدية التي تتميز بها.

وأكد جاك (42) عامًا صاحب مجموعة من المشاريع السياحية في المدينة الحمراء، أنَّ اختيار مدينة مراكش من أجل الإقامة كان سببه سمعتها الرائعة والناجحة في مجال السياحة وهذا ما شجعه أكثر على اختيارها لإقامة مختلف المؤسسات السياحية لاسيما في الضواحي التي تعرف نسبة إقبال كبيرة من طرف السياح ليس فقط الأجانب بل حتى المغاربة.

وأوضح أنه من أشد المعجبين بهذه المدينة الراقية والجميلة التي تجمع بين عدة خصائص مميزة سواء على مستوى التاريخ والحضارة والسياحة والطبيعة والبيئة، علاوة على أنها احتلت المراتب المتقدمة في هذا المجال بل أكثر من ذلك حصدت لقب أفضل وجهة سياحية في العالم للعام 2015 متقدمة على أكبر المدن العالمية بكل تحدي وصرامة.

وأضاف: هذا إن كان يدل على شيء إنما يدل على أنَّ مراكش مستقبل واعد للاستثمارات ليس فقط على مستوى المجال السياحي وإنما على جميع المستويات. وتابع: أنا حاليا استقر في مراكش من أجل متابعة أعمالي ومختلف المشاريع التي أهيئها في المدينة والتي أسعى لتكون ناجحة بكل ما في الكلمة من معنى، ولا أنوي مغادرتها فهي المدينة التي تربطها علاقة وطيدة مع السائح الأجنبي منذ قرون مضت وولت.

ومن جانبه؛ بيَّنت استيفاني (29) عامًا، بلجيكية، رئيسة جمعية لحماية الطفولة، ومديرة مركز تجميل في مراكش أنَّ اختيار مراكش جاء بعد أن سمعت كلاما مميزا عنها من طرف والداها اللذان اعتاد السفر إليها في كل عام من أجل قضاء عطلتهم السنوية والاستمتاع بالإقامة فيها.

وأضافت: شجعني كلامهما على زيارتها إلا أني لم أكن أتوقع أني سأقيم واستقر فيها إلى الأبد، وهو الأمر الذي تفاجئا منه، إلا أنَّ أكثر شيء جعلني أتعلق بها هو طقسها الرائع الذي يبقى مشمسا طول العام، وأنا اعشق الشمس ودفئها وهو ما وجدته في المدينة.

وتابعت: بعد زيارتي لها عدت إلى بلجيكا وبقيت مدة شهرين لأقرر العودة والعيش فيها والاستقرار، لم يتقبل والداي الموضوع في البداية إلا أني استطعت إقناعهما حتى باتا يفكران مثلي.

واستطردت: جئت إلى مراكش وكلي عزم ورغبة قوية بتحقيق ما أطمح إلى تحقيقه في بلجيكا أسست جمعية لحماية الطفولة لاسيما بعد أن تعرفت على المدينة وتقربت من ناسها الطيبين وتعرفت على أكبر العراقيل وأكثرها انتشارا ما شجعني على تأسيس الجمعية التي حققت نجاحا كبيرا بدعم كبير من طرف مجموعة من الأصدقاء والمغاربة والأجانب، إضافة إلى افتتاحي مركز للتجميل الذي عرف بدوره نجاحا.

وأضاف لويس بارغ (45) عامًا، فرنسي، أستاذ مسرح، يعمل في مؤسسات ومعاهد تعليمية عدة في مراكش، أنَّ مراكش تعتبر أجمل المدن العالمية في نظري يكفي أنها أنستني في عدد كبير من الدول وحتى بلدي الأصلي الذي أصبحت زيارتي إليه تقل عاما بعد عام.

وتابع: عشقت هذه المدينة منذ زيارتي الأولى لها وبصعوبة شديدة أقنعت زوجتي وأولادي بالانتقال إليها، لم يوافقوا على ذلك في البداية لكن بعد أن تذوق طعم مراكش لم يترددوا في البقاء، مستطردًا: اشتريت قطعة ارض كبيرة خارج المدينة في منطقة اثنين أوريكا وشيدت عليها منزلا مميزا محاطا بحديقة كبيرة فيها ما يمكن تخيله من النباتات والأشجار، واعتنيت بها جيدا إلى أن أصبحت فردوسًا أخضرًا مميزًا بجماله طيلة فصول العام يمنح الانتعاش والحيوية.

واستكمل: أصبحت أتنقل من منزلي في الصباح إلى مراكش من أجل العمل ومن أجل دراسة أبنائي وعمل زوجتي لنعود أدراجنا إلى المنزل في الفترة المسائية ونحن سعداء جدا لاسيما أننا في منطقة تبعد عن ضجيج المدينة وصخبها.

واستطرد: نحب هذه المدينة بشكل كبير وأعشق عملي فيها أستاذًا مسرحيًا وهي المهنة التي جعلتني أكون في اتصال دائم مع المراكشيين والمغاربة بصفة عامة، وأصبحت أتكلم اللهجة المغربية رغم أني لا أتقنها كالمغاربة إلا أني افهمها وأتحدث بها نوعا ما وحتى أسرتي كذلك، مشيرًا إلى أنَّ مراكش هي تلك المدينة التي تسرقك من عالمك لتدخلك إلى عالمها الخاص الذي لا يمكن إلا أن يكون أجمل بكثير مما تعودت عليه ومما رأيته في حياتك لكن للأسف هناك الكثير من المراكشيين والمغاربة الذين يجهلون جمال ورقة وروعة هذه المدينة الساحرة التي أرغب ومن كل قلبي أن أدفن في ترابها ذو الرائحة الزكية.

ومن المعروف على المدينة الحمراء أنها تفتح ذراعيها وأبوابها السبعة لتستقبل كل زائر بحب وحفاوة، الذي يتعلق بها بمجرد تذوق سحرها الفاتن، إنَّها المدينة التي تغنى بها الكثيرون ومدحها الكثيرون وبالرغم من أنَّها تعاني كباقي المدين المغربية والعالمية من مجموعة من الظواهر السلبية والصور القبيحة إلا أنها تبقى تلك المدينة التي يعشقها الجميع لما تتميز به من أشياء لا يمكن أن تجدها إلا فيها لاسيما إذا تعلق الأمر بالخصائص التقليدية والشعبية الساحرة التي تخطف الأنظار وتجعلها قبلة ووجهة للسياحة العالمية وتساهم في تقدمها عام تلوى الآخر تضاهي المدن العالمية الكبرى والأكثر شهرة في العالم.

والغريب في الأمر أنَّ هؤلاء الأجانب المقيمون في مراكش أصبحوا يتشبعون بالعادات والتقاليد المغربية، فتراهم يرتدون الجلباب المغربي والحذاء التقليدي، إضافة إلى تواجدهم في مختلف الأسواق التقليدية والشعبية يمارسون شعبيتهم جنب إلى جنب مع المراكشيين ويحتفلون معهم بمتخلف عاداتهم وتقاليدهم حتى بات من المعروف عن كل أجنبي يقيم في مراكش انه مراكشي في تصرفاته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراكش قبلة سياحية للراغبين في الاستقرار والإقامة الدائمة  في أحضان المغرب مراكش قبلة سياحية للراغبين في الاستقرار والإقامة الدائمة  في أحضان المغرب



GMT 09:39 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أشهر الوجهات السياحية الجبلية البارزة على مستوى العالم

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab