نواكشوط تتحول إلى نقطة التقاء خطوط حركة الطيران الدولي شرقًا وغربًا
آخر تحديث GMT15:02:13
 العرب اليوم -

موريتانيا تشيد أحد أضخم مطارات المنطقة بغية تحقيق التنمية الاقتصادية

نواكشوط تتحول إلى نقطة التقاء خطوط حركة الطيران الدولي شرقًا وغربًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نواكشوط تتحول إلى نقطة التقاء خطوط حركة الطيران الدولي شرقًا وغربًا

مطار نواكشوط الدولي الجديد
نواكشوط_محمدو فيصل

يبدأ مطار نواكشوط الدولي الجديد، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، استقبال الرحلات الجوية لتتحول المدينة إلى نقطة ارتكاز لحركة الطيران الدولي من آسيا شرقا إلى الأميركيتين غربا.

ودفع تشغيل المطار المتوقع قريبا، العديد من كبريات شركات الطيران الدولي للمسارعة إلى فتح فروع وممثليات لها في موريتانيا للاستفادة من خدمات هذا المطار لصالح هذه الشركات التي ستتخذ منه محطة مهمة لتسيير رحلاتها ما بين أقصى شرق العالم إلى أبعد نقطة في غرب الكرة الأرضية.

ويشكل إنشاء مطار دولي وفق أحد المعايير المطلوبة، في بلد كموريتانيا أهم مرفق سيحقق أهداف استراتيجي ستنعكس إيجابيا على التنمية الاقتصادية للبلد، من خلال حجم المكاسب والعائدات التي ستحصل عليها موريتانيا من وراء هذا المشروع العملاق.

ويعود أهمية الإنجاز إلى كونه يحقق الاستغلال الأمثل للموقع الاستراتيجي كنقطة لموريتانيا كنقطة التقاء بين مختلف خطوط الملاحة الجوية بين منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا من جهة والقارتين الأميركتين من جهة أخرى، وذلك بإيجاد مطار دولي الأفضل تجهيزا وقدرة استيعابية من بين مطارات شبه المنطقة، يكون قادرا على استيعاب حركة المسافرين والشحن الجوي بين الأميركتين من جهة وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى ليكون مطار نواكشوط المزمع الانتهاء من أشغاله قبل نهاية العام 2015 بديلا أفضل للمطارات الأوربية أمام كبريات الشركات الدولية للطيران خصوصا مع ما هو متوقع من انخفاض لتكاليف خدمات مطار نواكشوط الدولية بالمقارنة مع هذه المطارات الأوربية الغالية الثمن مما يفتح تنافسية أفضل لموريتانيا في هذا المجال أمام عديد البلدان الأوروبية التي كانت تحتكر خصوصية الموقع الاستراتيجي وجودة الخدمات.

وفضلا عن الدور الهام الذي ينتظر أن يلعبه مطار نواكشوط الدولي كمرفق حديث يخدم كبريات الشركات الدولية للطيران هناك انعكاس افتتاح مطار بهذا المواصفات على جودة أداء قطاع النقل الجوي الوطني مما سيسمح بانسيابية حركة السفر من وإلى موريتانيا وهو ما سيكون على انعكاس جيد خصوصا مع ما يواكب ذلك من إجراءات لتشجيع الاستثمارات الأجنبية في موريتانيا وتنشيط القطاعات الاقتصادية الواعدة كالسياحة والخدمات الأخرى التي تتأثر بحركة النقل الجوي.

ويتوقع الخبراء الاقتصاديون آفاق واعدة أمام الاقتصاد الموريتاني عند بدء تشغيل هذا المطار الدولي وذلك نظرا لكون المطار هو الأكبر في شبه المنطقة ولذلك سيكون بديل أو منافس قوي للمطارات الأخرى المشابهة أو التي تقع في نفس الموقع الجغرافي الإقليمي.

فكامل المنطقة الممتدة ما بين جنوب أوروبا وكامل قارة إفريقيا ثم المنطقة ما بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط بل وحتى الشرق الأدنى ـ يضيف الخبراء المختصون ـ كلها بحاجة إلى مطار بموقع جغرافي كموقع مطار نواكشوط الدولي ليكون محطة ربط معها الأميركيتين وليكون أيضا محطة للنقل بين هاتين الأميركيتين وبقية تلك المناطق، وهو ما كان يعجز عنه مطار نواكشوط القديم، الذي لم تكن له القدرة الفنية والاستيعابية لأداء هذه المهمة.

كما أن مطارات شبه المنطقة ذات المواصفات الدولية بدأت في السنوات الأخيرة تضيق بالرحلات ويشهد زحمة جعلها تعجز عن استيعاب العدد الكبير من الطائرات العابرة للقارات في مختلف الاتجاهات فكانت الفرص مواتية لإنشاء مطار دولي جديد في نواكشوط يلبي الطلب على هذا الخدمات ويحقق من موريتانيا نقطة ارتكاز لحركة الملاحة والطيران الدولي.

ويعتبر الخبراء المختصون أن مطار نواكشوط الدولي الجديد سيفتح آفاق كبيرة لحركة النقل الجوي في شبه المنطقة والعالم تكون موريتانيا نقطة ارتكازها ومحطة لالتقاء لخطوط الملاحة الدولية والإقليمية، وذلك نظرا لكونه يتمتع بقدرة استيعابية كبيرة جدا تبلغ أكثر من مليوني مسافر سنويا، بالإضافة إلى خصوصية الموقع الجغرافي حيث يقع في النقطة الأقرب من القارة الإفريقية المقابلة للمطارات الأميركية، كذلك أكبر وأقرب مطار لمطارات دول أميركا اللاتينية وهي التي تعتبر اليوم سوقًا دوليًا واعدًا ودول صاعدة اقتصاديا بدأت تستقطب في الكثير من الاستثمارات، وهذا ما يجعل من السوق الأميركي الجنوبي أهم عوامل قادرة على أن تبعث حركية في المستقبل القريب في حركة الملاحة والنقل الجوي بين هاتين القارتين ومختلف بقاع العالم.

وهكذا فإنَّ حجم الحركة الجوية بين بلدان شبه المنطقة وكل من أميركا الجنوبية، وبقية القارة الإفريقية، والشرق الأوسط والشرق الأدنى، بالإضافة إلى أوروبا، كلها خطوط طيران تحتاج إلى وجود مطار في شبه المنطقة بمواصفات تراعي جودة الخدمات الجوية، وهي خطوط طيران كانت تعتمد حاليا على مطارات أوربا القريبة جغرافيا من موريتانيا لكن بوجود مطار نواكشوط ستتجه كبريات شركات النقل الجوي العالمية إلى موريتانيا نظرا لكون الخدمات في المطارات الأوروبية غالية الثمن وتفرض على الشركات الجوية دفع أموال بمجرد دخول طائراتها الأجواء الأوروبية مثل تلك التي تدفع مقابل مجرد الانبعاث الحراري والتي تتفاوت حسب مسافة العبور وعمر إنشاء الطائرة.

ومن خلال هذه الخدمات البديلة لمطارات أوروبا وشبه المنطقة التي ينتظر أن يضطلع بها مطار نواكشوط الدولي مع بدء تشغيله نهاية العام الجاري فإن هناك آفاق واعد لفتح مزيد من المكاتب وممثليات لكبريات شركات الطيران الدولي في موريتانيا لتواكب تحول موريتانيا إلى محطة هبوط وإقلاع للطائرات التابعة لهذا الشركات ولتقديم الخدمات المتعلقة بهذه الشركات ولصالح صيانة طائراتها عن قرب بالإضافة إلى الخدمات التي تؤديها لصالح المسافرين، وهو ما ستكون له انعكاسات مباشرة على الاقتصاد من خلال فرص العمل الكبيرة التي سيفتحها هذا التواجد الهام للشركات العالمية للطيران كما سيفتح آمال لانتعاش قطاع الخدمات السياحية والفندقية وغيرها من القطاعات الخدمية المرتبطة بحركة النقل الجوي.

كما سيتحول هذا المطار إلى مربض دائم لطائرات هذه الشركات التي تنظم رحلات قارية وهو ما يعزز من ارتباط هذه الشركات بموريتانيا حيث سيكون المطار محطة لتوقف الفني لهذه الشركات وللمبادلة بين طائراتها واستراحة طياريها وأطقمها الفنية بشكل عام، وهو ما يجعل من  مطار نواكشوط محطة توزيع المسافرين عبر خطوط الطيران الدولي دون أن يكون ذلك يخص المسافرين فقط القادمين إلى موريتانيا أو بلدان شبه المنطقة بل المسافرين عبر حركة النقل الجوي العالمية، وهما يزيد من فرص استفادة الاقتصاد الموريتاني من تواجد هذه الشركات في مطار نواكشوط الدولي.

وتبلغ مساحة المبنى الرئيسي للمطار 18000 متر مربع ويضم مدرجين، لاستقبال أكبر طائرات النقل وبخاصة طائرات (أيرباص 380 آ) و(بوينغ 780) بطول 3.4 و2.6 كلم كما تصل قدرته الاستيعابية أكثر من مليوني مسافر سنويا.

ويضم المطار جناحا للمسافرين وجناحا للشحن ومواقف للطائرات وصالات شرف رئاسية وأخرى للوزراء ومواقف لطائرات الشحن ومقرا للصيانة بمساحة 4800 متر مربع وبرج مراقبة بارتفاع 38 مترا وست منصات ربط بالطائرات، كما يضم مسجدا ومكاتب إدارية وملحقات خدمية فضلا عن التجهيزات الضرورية للملاحة وأخرى مضادة للحرائق ومنشآت للتزود بالوقود في أسرع وقت ممكن.

وقد تم تصميم المطار الجديد من طرف مكتب أميركي متخصص، من أشهر المكاتب الدولية خبرة سبق وان شارك في بناء أكثر من تسعين مطارا حول العالم، وروعيت في تصميم المطار كافة المعايير والنظم والإجراءات المتبعة دوليا في مجال بناء المطارات علاوة على الخصوصيات المحلية بحيث سيكون المطار منشأة حديثة آمنة تؤدي وظيفتها بفعالية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نواكشوط تتحول إلى نقطة التقاء خطوط حركة الطيران الدولي شرقًا وغربًا نواكشوط تتحول إلى نقطة التقاء خطوط حركة الطيران الدولي شرقًا وغربًا



GMT 09:32 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab