في السياستين التركية والسعودية

في السياستين التركية والسعودية...

في السياستين التركية والسعودية...

 العرب اليوم -

في السياستين التركية والسعودية

عريب الرنتاوي

لا تنسجم النبرة الحادة التي تطبع التصريحات الرسمية التركية والسعودية حيال سوريا مع واقع الحال، بل أن تصريحات كبار المسؤولين في كلتا الدولتين، “ينسخ” بعضها بعضاً، فلم يعد المراقبون قادرين على التمييز بين “الناسخ والمنسوخ” منها ... تركيا تهدد بـ “رد حاسم” على “المنظمة الإرهابية”ـ تقصد روسيا، والسعودية تضع الأسد بين خيارين: التنحي طوعاً أو التنحية بالقوة.

لكن ما أن تنتهي هذه الموجة من التصريحات القطعية “الحازمة”، حتى تنهال علينا موجة جديدة من التصريحات، وعلى ألسنة المسؤولين أنفسهم التي تذهب في اتجاه مغاير... أحمد داود أوغلو، ومن قبله وزير دفاعه، ينفيان أي توجه للتورط في حرب برية في سوريا، والسعودية تترك أمر “القوة البرية” في عهدة واشنطن، وهي التي تدرك سلفاً، قبل غيرها وأكثر من غيرها، إن مشكلتها (السعودية) الرئيسة في سوريا، إنما تتجسد في الموقف الأمريكي، الذي تصفه الرياض بالمتردد و”المتخلي” عن حلفائه.

على الأرض، لا يبدو أن أحداً من المعسكر الآخر، قد “تراقصت” سيقانه أو ارتعدت فرائصه ... حتى وحدات الحماية الشعبية الكردية، حديثة العهد بالسلاح والتدريب، قليلة العدد والعدة، ترد على تهديدات أنقرة بمغادرة مطار منّغ العسكري تحت طائلة القصف المدفعي، باستعادة بلدة استراتيجية أكثر أهمية: تل رفعت، فيما الطيران الحربي الروسي يواصل “عربدته” في الأجواء السورية، والجيش السوري، يوالي تقدمه على مختلف الجبهات.

ليبقى السؤال المحيّر بلا جواب: هل نحن فعلاً امام لحظة انعطاف في السياستين التركية – السعودية حيال سوريا، أم أننا أمام موجة من المواقف “التفاوضية” التي تستهدف “التهويل” و”الابتزاز”؟ .... وإلى متى ستسمر فوضى التصريحات هذه، سيما بعد أن بدأت تفقد قيمتها وتأثيرها، كعنصر ضغط على الأصدقاء والخصوم على حد سواء؟

كنّا ذهبنا إلى استبعاد قيام البلدين بمجازفة منفردة في سوريا، ولأسباب تتعلق بالمتاعب الداخلية والتحديات الخارجية التي تحيط بخطوة من هذا النوع ...  اليوم بتنا أكثر يقيناً حيال هذه المسألة، سيما بعد أن توفرت لنا الفرصة للاطلاع عن كثب على مجريات “الميدان” في اليمن، لنكتشف حجم الفجوة التي تباعد ما بين “الانتصارات الفضائية” لقوى التحالف العربي وحلفائها من جهة، وحقائق الميدان على الأرض التي تنذر باستمرار الحرب لسنة ثانية على أقل تقدير من جهة ثانية.

أما على الجبهة التركية، فقد جاء الرد الأمريكي على “النوبة التصعيدية” التي أطلقتها أنقرة في الأيام الماضية: اذهبوا إلى حوار مباشر روسيا لتهدئة التوتر، وتوقفوا عن قصف الأكراد وقوات سورية الديمقراطية ... مثل هذا الموقف المُخيّب لآمال الأتراك، لن تخفف من وقعه، تصريحات السيدة إنجيلا ميركل الداعمة لفكرة “مناطق الحظر الجوي”، تحت ضغط طوفان اللجوء السوري والضغوط التي تتعرض لها السيدة الحديدية من الرأي العام الألماني والأوروبي.

حتى السيد ستيفان ديمستورا، الذي وصل دمشق على عجل، وعلى نحو مفاجئ، لم يصلها للبحث في وقف لإطلاق النار، بل لاستطلاع فرص تزويد “المناطق المنكوبة” بالمساعدات الإنسانية، ويكفي أن نشير هنا، إلى موسكو وليست واشنطن، هي من تستعجل التئام فريق العمل الدولي المعني بإنجاز ترتيبات “وقف الأعمال العدائية”، وهو موقف لا يمكن تفسيره بمعزل عن السياسة الأمريكية التي لا تبدو على عجلة من أمرها لإسكات المدافع، طالما أنها تحصد رؤوس المزيد من الجماعات الإرهابية، وتقلص مناطق سيطرتها، ومن دون أن تضطر الولايات المتحدة، للتضحية بحياة جندي أمريكي واحد.

والخلاصة، أن “كعب أخيل” السياستين التركية والسعودية حيال سعودية، إنما يمكن في الفجوة العصية على الردم والتجسير، بين تطلعات الرياض وأنقرة من جهة، ولكل منهما حساباته الخاصة في سوريا، وبين قدرة البلدين على ترجمة هذه التطلعات وإنفاذها من جهة ثانية، سيما بعد أن تأكد أن “عزفهما المنفرد” للحن الحسم والإسقاط والحرب البرية، لم يعد يطرب أحداً، ولم يعد يجد من يصفق له.

arabstoday

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

هل نام الأسد ليلتها؟

GMT 05:41 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

بطولة «القفز الحر» إلى «الخطة ب»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في السياستين التركية والسعودية في السياستين التركية والسعودية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab