داعش يلعب بآخر أوراقه بانتظار “أم المعارك”

داعش يلعب بآخر أوراقه بانتظار “أم المعارك”

داعش يلعب بآخر أوراقه بانتظار “أم المعارك”

 العرب اليوم -

داعش يلعب بآخر أوراقه بانتظار “أم المعارك”

بقلم : عريب الرنتاوي

يسعى داعش في الحد من هزائمه وانكساراته على الجبهتين السورية والعراقية ... فجأة، ومن دون سابق إنذار، يشعل التنظيم كافة الجبهات التي بمقدوره تسخينها أو تسكينها ... هجمات شاملة في ريف حلب الشمالي، ضربات مؤلمة في القلمون الشرقي (مدينة الضمير) وعودة لأساليبه المتوحشة التي اشتهر بها (اختطاف 300 عامل سوري)، تصعيد ضد جبهة النصرة على محور مخيم اليرموك – يلدا ... معارك مع المعارضات المختلفة في محافظة درعا.
أنه تكتيك “الهجوم خير وسيلة للدفاع”، يتبناه التنظيم بطاقته القصوى علّه بذلك يخفف من اندفاعة الجيشين السوري والعراقي ووحدات الحماية الشعبية الكردية ... إشغال للقوات المهاجمة على أكثر من محور، وتهديد لمناطق حساسة للحدّ من اندفاعة قوات الخصم: “تهديد دمشق من القلمون” و”موجة التفجيرات التي ضربت بغداد بالجملة”.
التنظيم في مسعاه لإنقاذ “خلافته” من خطر الانهيار المؤكد، وربما السريع، يلعب بآخر الأوراق التي بحوزته، على أمل تأجيل “أم المعارك” في الرقة والموصل، ورهاناً على ما يمكن أن يشهده الإقليم المتغير، من تغيرات وتبدلات ... لكن العارفين بدقائق المشهد، يستبعدون أن يسجل التنظيم نجاحات تذكر على هذا الصعيد، وأكثرهم تشاؤماً، يتحدث عن “إنجازات تكتيكية” في سياق “استراتيجية مأزومة ومهزومة”، لا محالة.
ومما لا شك فيه، أن “هامش المناورة” الذي يتمتع به “داعش”، إنما يتسع أو يضيق، تأسيساً على درجة التوافق والاختلاف وتبدل مستويات التنسيق بين الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في الحرب على الإرهاب ... إذ مما لا شك فيه، أن واشنطن ما زالت تماطل في إطلاق شارة البدء في حرب استئصال “داعش”، وتعتمد بدلاً عن ذلك، سياسة الاحتواء وتقليم الأظافر وتقليع الأنياب، بانتظار معرفة ما الذي سيؤول إليه الحراك السياسي في بغداد، ومن سيحكم الموصل بعد داعش من جهة، ومن هي القوى التي ستملأ فراغه في الرقة والشمال السوري الشرقي من جهة ثانية.
ومن الواضح تماماً، وفقاً لمصادر عديدة، أن الولايات المتحدة، لا ترغب في رؤية الجيش السوري وحلفائه يملؤون هذا الفراغ، وهي وإذ تستشعر ضعف قوى ما يسمى بـ “المعارضة المعتدلة”، فإنها تميل إلى إعطاء تركيا دوراً أكبر في إدارة تلك الجبهات، برغم كل التحفظات التي تحتفظ بها على مواقف أنقرة وسلوكها وسياساتها، وربما من باب “أقل الخيارات سوءاً”، ولعل هذا ما يفسر نجاح المعارضة السورية المحسوبة على أنقرة، في الظفر بـ “معركة المعابر” على الحدود السورية التركية في الأيام الأخيرة، وعلى نحو غير متوقع.
“التكتيك” الأمريكي، وإن كان يساعد في إلحاق ضربات فادحة بـ “داعش” في مناطق نفوذها، وهي نقطة التقاء مستجدة بين واشنطن وأنقرة، بعد إعلان “داعش” الحرب رسمياً على تركيا، إلا أنه سيضع الحركة الكردية، حليف واشنطن القوي والموثوق، في أضيق الزوايا، ويتهدد مشروعها الذي استعجلت البوح عنه (الفيدرالية)، ويستجيب لأحلام “السلطان” في “المنطقة الآمنة” وتدمير فرص قيام كيان كردي مستقل، أو شبه مستقل على حدود بلاده مع سوريا.
بلجوئها إلى “الخيار التركي” في الحرب على “داعش” شمالاً، ربما تكون واشنطن أيضاً، قد قررت “قرص أذن” الأكراد، الذين ارتكبوا “غلطة الشاطر”، واستعجلوا الفيدرالية قبل أوانها، وقد يعاقبون بحرمانهم منها ... الأكراد الذي أداروا معركة السنوات الخمس الفائتة، بصلابة وذكاء شديدين، يقامرون اليوم، بفض تحالفهم مع بعض القوى العربية الديمقراطية (استقالة هيثم مناع من قيادة سوريا الديمقراطية)، ويعرّضون علاقاتهم مع العواصم الكبرى لخطر شديد.
على الجبهة الأخرى للحرب على “داعش”، تسعى موسكو ودمشق وحلفائهما، إلى استعجال السيطرة على مناطق نفوذ “الخلافة” وانتشارها، وقد ارتفعت الآمال والرهان بإمكانية تحقيق هذا الهدف بعد معارك تدمر والسخنة ... لكن إشغال الجيش السوري بمعارك “جانبية” وهو في طريقه إلى تدمر عبر دير الزور، قد يعيق “الاستحقاق” تكتيكياً، ويستأخر “أم المعارك” في “عاصمة البغدادي” .... ثم أن موسكو، المتحمسة لتسجيل انتصارات ملموسة في حربها على الإرهاب، تفضل أن يتم بالتعاون والتنسيق مع واشنطن وحلفائها، وليس بالصدام معهم أو مواجهتهم، خشية الوقوع في شرك حرب استنزاف طويلة، لا يبدو أن “القيصر” يريدها، ولا الاقتصاد الروسي بقادر على تحمل أكلافها.
تعثر التنسيق الأمريكي – الروسي، المتأسس على الخلاف القديم – الجديد، على “دور الأسد في مستقبل سوريا”، وبقية الاعتبارات الجيوبوليتيكية المعروفة، ينعكس ميدانياً على جبهات القتال ضد “داعش” في سوريا، ويمتد بدرجة أقل تفاقماً إلى العراق ... وتوفر “فجوة” المواقف هذه، للتنظيم الأكثر دموية، “هامشاً من المناورة” يمكنه من شن هجمات ارتدادية تكتيكية، لإطالة أمد الحرب، وبانتظار عملية “خلط أوراق” جديدة.
لكن ما لا يدركه التنظيم، وربما يدركه، ان تفاقم التهديد الإرهابي الذي يمثله، وتحوله إلى تهديد عالمي، سيقلص مساحة المناورة المتاحة له باستمرار وعلى الدوام، وإن لم تحسم معركتي الموصل والرقة قبل نهاية العام، كما تشير بعض التقديرات المتفائلة، فالأرجح، أن لن تحتاج سوى لأشهر إضافية قليلة، حتى تصبح “خلافة البغدادي” نسياً منسيا، ويعود التنظيم إلى مزاولة “هواياته” التي خبرها، في ضرب المدنيين ومطاردة الأهداف “الرخوة”.

arabstoday

GMT 05:33 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

عن القدس والانتخابات

GMT 04:29 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 05:43 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 18:43 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

حتى لا تصرفنا أزمات الداخل عن رؤية تحديات الخارج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يلعب بآخر أوراقه بانتظار “أم المعارك” داعش يلعب بآخر أوراقه بانتظار “أم المعارك”



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab