مداخلة الرئيس السيسى مع برنامج «القاهرة اليوم» أمس الأول مهمة، لأنها تكشف الكثير عن الطريقة التى يفكر بها رئيس الجمهورية.
أولاً: الجيل الحالى من المصريين يرثون بلداً يعانى لمدة 50 سنة من الإهمال فى الكثير من ملفاتها، والقرارات الخاطئة التى اتخذت بعد حرب 1967. وبدلاً من أن نعمل على إصلاحها بالتوازن والتدرج المطلوب، اضطر الناس للثورة فى 2011 بما جعل البلاد، وكأنها «أشلاء دولة» وكادت تنهار تماماً لولا ستر ربنا. والآن نحاول إعادة بنائها مرة أخرى.
وبنص كلامه: «لدينا مشكلة كبيرة فى كل المناحى، لأن تلك المشاكل تركت لسنوات طويلة، مما تسبب هذا الحجم من التردى الذى اتصل ببعضه فى التعليم والصناعة والزراعة وأشياء كثيرة جداً».
وبنص كلامه أيضاً: «بمد إيدى فى كل حتة فى مصر وبلاقى حاجات لم يبذل فيها جهد.. وهناك الكثير من الأمور التى لم تنجز فى السنوات الماضية مما أدى لما نحن نشاهده الآن».
ثانياً: هناك تحدٍ كبير يقع على عاتق الدولة، وهو التواصل مع الشباب. وبنص كلامه: «إحنا اللى مش عارفين نتواصل معاهم ومش عارفين نوجد مساحات تفاهم.. ببذل جهد كبير فى هذا المجال، وعارف إنى هاخد وقت حتى نوجد حالة الثقة المتبادلة.. أنا أثق فيهم لكن يجب أن يثقوا فيما نقدمه لصالح مصر سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً هدفه كبير، وهم جزء من هذا الهدف».
لكن المعضلة هى كيفية تحقيق هذا التواصل وبأى آليات.
ثالثاً: الزيادة السكانية ومعضلة المصارحة
الرئيس لا تعوزه الصراحة، ولكنه يرى أن هناك حداً لا ينبغى أو لا يريد تجاوزه فى مدى مصارحة المصريين، وبنص كلامه: «وكنت أتمنى إن حد يقول للناس إحنا الزيادة السكانية بتاعتنا دى مش هينفع نمشى بيها كده»، مضيفاً: «كل حتة فيكى يا مصر ببص عليها وبحط إيدى عليها، ألاقيها مليانة، بس أنا مش عاوز أزعلكوا يا مصريين»، مشدداً على أنه يكافح على قدر استطاعته هو ومن يعمل معه من أجل الدولة، داعياً الله عز وجل أن يعينه على إنقاذ مصر.
طبعاً موضوع الزيادة السكانية ليس من السهل تجاهله، وتحدث فيه الرئيس أكثر من مرة، ولكنه لا يرى أن الوقت مناسب حتى الآن حتى تتدخل الدولة بأدواتها لمعالجة هذا الأمر.
رابعاً: ليس كل شىء تحت السيطرة
أثناء رد الرئيس على موضوع رسام الكاريكاتير إسلام جاويش، علق مبدئياً بقوله: «أنا والله ما بزعل من حد». ولكنه كذلك يشير إلى أن هناك أموراً قد لا تدار بالشكل المطلوب.
وبنص كلامه: «إن ما يحدث حالياً بالدولة مسار طبيعى لدولة كانت فى حالة ثورة منذ 4 سنوات، لا سيما أن الأمور لم تستقر حتى الآن، لسه الأمور ما اترتبتش، وما انضبطناش»، موضحاً: «إذا كانت الأمور بالدولة تسير بشكل متصاعد، فيتبين أننا نسير على الطريق السليم».
أخيراً: العمل بأمل
ومع ذلك، فالرجل يقدم الأمل على اليأس، والعمل على التكاسل، والحلول على المشاكل.
وبنص كلامه: «بلدنا فوق الخيال، وعندى أمل كبير فى ربنا إنه هيساعدنا، وهنعبر وهنبقى حاجة جميلة، وبكرة هتشوفوا العجب والتقدم اللى ربنا سبحانه وتعالى هيساعدنا عليه، لأن كل النوايا شريفة وآمنة، لأجل خاطر الناس الغلابة اللى فى مصر».