القصة أكبر من «تويتر»

القصة أكبر من «تويتر»

القصة أكبر من «تويتر»

 العرب اليوم -

القصة أكبر من «تويتر»

سلمان الدوسري
بقلم - سلمان الدوسري

أفضلُ ما حدث خلال السنوات الأخيرة هو سقوطُ الأقنعة عن زيف المبادئ الغربية، فلو أننا أنفقنا من الأموال أكثرها، ومن الجهود أكبرها لكي نتأكد من تلكم الحقيقة لم تكن لتظهر كما ظهرت عليه اليوم. فما روج له الغرب منذ عقود طويلة أسقطته أحداث صغيرة، في وقت سريع.
لا ينفك الغرب عن المحاولة في صنع منهجية عيش للعالم أجمع، وفقاً لمقاييسه وما يُطلق عليه مجازاً: المبادئ.
فما يتفق مع أجندة الغرب وخططه وتوجهاته يمنحونه وصف «الأخلاقي»، أو «القانوني» أو «الشرعي»، وينزع منه كل شيء في حال اختلفوا معه.
كثيرون يؤمنون بخصوصية كل شعب، وحقه في اختيار ما يتناسب مع أفكاره وطرق عيشه، غير أنهم يرفضون بشدة أن يتم الترويجُ للقيم الخاصة بمجتمعات محددة لدى مجتمعات أخرى.
مشكلة الغرب (الأزلية) أنهم يريدون الحكم علينا بتاريخهم وتجربتهم وقيمهم، لا بتاريخنا وتجربتنا وقيمنا، يحكمون علينا من على بعد أكثر من 5 آلاف ميل، والأشد وطأة؛ التجييش المستمر للإقناع بما يتناسب معهم، ويحاربون من يعارض طريقتهم و«مبادئهم».
لا أنكر بأن الغرب (أميركا وأوروبا تحديداً) يمتلكون قدرة مُبهرة في الترويج لما يريدون أن يجعلونه مشاعاً ومُسلماً به في العالم. الآلات الإعلامية المنتشرة، والمنصات الرقمية، و«هوليوود» ومنصات البث الحديثة، خلاف الحراك السياسي واستغلال الموارد والنفوذ والقوى الناعمة والمنظمات الحقوقية، بالإضافة للمقايضات والتهديد وغيره؛ كلها أدوات تقف في صف المعسكر الغربي.
وفي الوقت نفسه الذي يمتلك فيه الغرب القدرة على الوصول والإقناع، فإن ذلك لا يوجب القبول والصمت مطلقاً أمام محاولاتهم المتكررة مصادمة الشعوب الأخرى، تحت مظلة المبادئ والحريات. فقوتنا يجب أن تكمن في المقاومة الفكرية قبل المقاومة السياسية، والتوضيح وشرح المتناقضات، ومحاولة الصد ما أمكن، عبر التوعية كصحافة وإعلام، والتشريع كدور أصيل للحكومات والمنظمات.
من شدة حبك المخرجات الغربية، وتمرسهم القديم في صنع المبادئ الهشة، فهم يمتلكون المعرفة التامة في سبك الأفكار بما يضمن تسللها في كافة المجتمعات، على نحو لا يمكن للعالم معه - غالباً - الانتباه أو التنبه للتناقض فيما يروجونه، وإن حدث فيأتي متأخراً. رهانهم الأكيد على الوقت وتحقيق المكاسب السريعة قدر الإمكان وبجودة عالية.
أراجع منهجية الغرب في المبادئ المصدرة وأنا أتابع «معركة تويتر». قرر إيلون ماسك أن يهدمَ بيتاً من بيوت الترويج لما يصفونه بـ«حقوق الإنسان»، أو هكذا على الأقل يصفه بعض المراقبين، وهو الرداء المفصل وفقاً لمقاسات أجندتهم، يتسع ويضيق تبعاً لتغيراتها.
قرر ماسك أن يكشفَ الكذبة علناً، فأخرج الدبابير من أعشاشها... التصريحات المقاومة، وإعلانات المقاطعة، وأشياء أخرى! ما حدث في «تويتر» هو واحد من آلاف الملفات الكامنة تحت الرماد تنتظر أن تهب عليها رياح تسهم في إشعال جذوتها كلما سنحت الفرصة بذلك، بعضها مصنوع لتحقيق أهداف قصيرة المدى، والبعض الآخر تتسم بالنفس الطويل، وغيرها مصنوع بشكل أبدي، يهدف لتغيير كبير، يراهن على تعاقب الأجيال وتقبلها. التحدي الأهم هي أن ننتبهَ، وأن نقفَ بصمود.
وللعودة للذاكرة القريبة، نرى كيف تعامل الإعلام الغربي مع المرتزقة في سوريا، وكيف رحب وروج لهم في أوكرانيا كأبطال، وكل شيء موثق في الأخبار وتصريحات السياسيين.
وهناك أيضاً - وهي حملة ممنهجة نتابعها الآن بوضوح - موضوع التجييش المستمر لتشويه حقوق الطفل، وإجباره على الحياة من دون «أب أو أم» طوال عمره، عبر محاولة فرض المثلية بشدة... وهي أفكار تخالف أي فطرة سليمة، بغض النظر عن المجتمع أو الديانة، بل إنها تخالف حقوق الطفل وفق المبادئ الغربية، ألم نقل إن المبادئ تتغير وتتبدل من دون أن يلحظَ أحد.
هذه أمثلة من الذاكرة الحية، وفي كتب التاريخ أشياءُ أشمل وأهم. يجب دائماً ألا ننهزمَ، أو نعتقد بصحة الأشياء بمجرد استيرادها، كونها تحمل مفاهيم التحضر والمعرفة والريادة. نحن أسرع منهم الآن، الغرب أبطأ من أي وقت مضى، هذه هي الحقيقة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة أكبر من «تويتر» القصة أكبر من «تويتر»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab