الرقص على حبال الشرق الأوسط
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الرقص على حبال الشرق الأوسط

الرقص على حبال الشرق الأوسط

 العرب اليوم -

الرقص على حبال الشرق الأوسط

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

يمتحن الرقص على حبال الشرق الأوسط مهارات اللاعبين.

النقلات سريعة، والحبال تهتز بأشد مما اعتاد الراقصون عليها، والكل يلعب بلا شبكات حماية جدية تتلقف الساقطين نحو حتفهم.فلاديمير بوتين يجتهد «لتنظيف» سوريا من «أعدقائه» الإيرانيين والأتراك.يوم دُفن قائد «الحرس الثوري» قاسم سليماني الذي قُتل في بغداد آتياً من مطار دمشق الواقع تحت سيطرة موسكو، ظهر بوتين في سوريا مستدعياً رئيسها إلى قاعدة حميميم. لا بد أنه تذكر الاجتماع التاريخي مع الجنرال المقتول، يوم أتاه إلى موسكو طالباً نجدة روسيا كي لا يسقط نظام الأسد وتُهزم إيران فيها، وأقنعه بالتدخل.

هو الآن سيد سوريا، بينما إيران تشيع «والي الشام».

فوق هذا، من غير المفهوم ما هي حدود قدرة أو رغبة روسيا في مواجهة سياسات الضربات الإسرائيلية لإيران وميليشياتها في سوريا، والتي تصاعدت في الفترة الأخيرة، مستهدفة عدداً من كبار ضباط «الحرس الثوري». تعترض موسكو علناً وتستنكر عبر تصريحات وبيانات؛ لكن التنسيق الميداني بينها وبين إسرائيل يسير دون مواجهة أي عقبات.كما أن التنسيق السياسي بين الطرفين لا تنافسه أي علاقة أخرى تجمع بين موسكو وأي من اللاعبين الآخرين في الشرق الأوسط.ويعد رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو أكثر شخصية دولية التقت بوتين، بينها أربع زيارات إلى موسكو العام الفائت وحده. في حين زار بوتين إسرائيل مطلع العام الفائت للاحتفال باليوبيل الماسي لتحرير السوفيات معسكر أوشفيتز للاعتقال والإبادة، إبان الاحتلال النازي لبولندا. فإسرائيل هي الحليف «الغربي» شبه الوحيد الذي يتكل عليه الكرملين لمواجهة العزلة الأوروبية، كما لكسر السردية الأوروبية عن الأدوار التخريبية لروسيا من القرم إلى شرق المتوسط.

بيد أن حاجة بوتين لإيران أكيدة في الوقت نفسه، وإن كان يسعى لتقليص نفوذها في سوريا، تماماً كما حاجة إيران إليه، أقله بسبب الرهاب المشترك بين الاثنين من الهيمنة الأميركية، ومساحات التعاون المتوفرة بينهما للشغب على النفوذ الأميركي.ولا يقل الراقص الإيراني مهارة عن الروسي. فبالتزامن مع حال الصدمة في الرأي العام الإيراني من شبه الصمت الروسي على مقتل سليماني، اندلعت في طهران معركة أكاديمية نتيجة تنقيح الكتب المدرسية، على نحو يزيل كثيراً من العبارات المعادية لروسيا، وتقديم التاريخ المعقد لاحتلال الإمبراطورية الروسية لبلاد فارس، بشكل ينسجم مع العلاقات الروسية الإيرانية المعاصرة.

يبقى الرقص الأكثر إثارة للانتباه هو «التانغو» المعقد بين روسيا وتركيا على مسرح إدلب السورية باعدت الأزمة السورية بين أنقرة وواشنطن، نتيجة دعم الأخيرة للمقاتلين الأكراد ضد نظام بشار الأسد، وقربت بين أنقرة وموسكو بعد فصل تصعيدي خطير في أعقاب إسقاط أنقرة طائرة «سوخوي» روسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. كشفت تداعيات حادثة الـ«سوخوي» حدود الاستعدادات الغربية للدفاع عن تركيا وحمايتها كعضو في حلف الـ«ناتو»، وفاقمت شكوك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في جدوى التموضع غرباً. زادت الأمور تعقيداً بعد محاولة الانقلاب في تركيا صيف 2016، وشعور إردوغان بأن لواشنطن دوراً فيها، عبر رعايتها وحمايتها للداعية الإسلامي فتح الله غولن، ما دفعه لاعتقال القس الإنجيلي الأميركي أندرو برانسون، مستدرجاً حرباً اقتصادية وعقوبات على بلاده، أدت إلى مزيد من انهيار العملة التركية، قبل أن يرضخ إردوغان لضغوط البيت الأبيض ويطلق سراح القس.

وقد أحسن بوتين استثمار لحظة محاولة الانقلاب بوقوفه إلى جانب «الحكومة الشرعية» خلافاً لعموم الموقف الغربي. أما إردوغان فلطالما شعر أن فائض «الغربنة» يقف عائقاً أمام شهواته لنظام سياسي سلطوي متخفف من ضوابط الديمقراطية ومثالياتها، وهو ما يتطلب الابتعاد أكثر عما يتوقعه الغرب من تركيا.

لم يكتفِ إردوغان بتطوير العلاقات السياسية مع موسكو على حساب علاقاته الغربية والأميركية السابقة؛ بل ذهب إلى إدخال الصواريخ الروسية «إس 400» إلى واحدة من حواضر حلف الـ«ناتو»، مضحياً بدور تركيا في تطوير بعض قطع الطائرة «إف - 35» الأميركية!

ما لبثت الخلافات الأخيرة التي اندلعت في سوريا أن أنهت «شهر العسل» بين تركيا وروسيا، وأعادت «الابن الضال» إردوغان للبحث عن طريق العودة إلى البيت الأبيض.

تتهم موسكو تركيا بأنها لم تفِ بالتزامها مكافحة «جبهة تحرير الشام» (جبهة النصرة) في منطقة خفض النزاع في إدلب، المتفق عليها في سوتشي عام 2018. وتتهم تركيا روسيا بأنها تسعى لتمكين الأسد من الإمساك بكامل سوريا، خلافاً لاتفاق سوتشي.

وإذ تفترق المسارات بين تركيا وروسيا في سوريا، تلتقيان في ليبيا على دعم حكومة فائز السراج في طرابلس الغرب، في حين يحتفظ اللاعب الروسي لنفسه بخيوط ممدودة مع المشير خليفة حفتر، المدعوم فرنسياً، من خلال غضه الطرف عن ميليشيات روسية تقاتل إلى جانبه ضد حكومة السراج!

أما المفارقة التي يستفيد منها الراقص التركي، فإن واشنطن التي سبق واعترضت على مغامراته العسكرية في شمال سوريا ضد الأكراد، ووصلت إلى حد فرض عقوبات على وزراء أتراك، تعبر عن تفهمها للأدوار العسكرية التركية في إدلب.

تحتاج واشنطن لبقاء تركيا في اللعبة السورية، كي لا تنفرد موسكو بتقرير ميزان القوى، وتعكس ذلك لاحقاً على طبيعة التسوية السياسية في سوريا.

مع ذلك، يعرف إردوغان أيضاً أن ما يلقاه من واشنطن حتى الآن لا يتجاوز الدعم اللفظي، وأن قائمة المطالب الأميركية منه ليست بسيطة، وأبرزها اثنان؛ إلغاء اتفاق منظومة الصواريخ «إس 400» مع روسيا، والموافقة على دور سياسي للأكراد في الدستور السوري الجديد، ما يعني أن رقصه على الحبال يتطلب مهارات أكبر من بقية اللاعبين، لا سيما الرقص على الحبل المشدود بين موسكو وواشنطن، الذي يمر فوق تعقيدات الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، والأهم فوق حروب الأنابيب في شرق المتوسط.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقص على حبال الشرق الأوسط الرقص على حبال الشرق الأوسط



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab