أنين سيد درويش

أنين سيد درويش

أنين سيد درويش

 العرب اليوم -

أنين سيد درويش

بقلم - طارق الشناوي

حزنت على حال واحد من أهم مسارحنا (أم كلثوم) الشهير بـ(البالون)، ليس هذا هو المبنى الذى عرفناه طوال عقود من الزمان، لماذا استسلم بلا أدنى مقاومة لضربات الزمن الموجعة، كل شىء يدعو للكآبة، السجاجيد والكراسى والستائر، جميعها تصرخ من فرط الإهمال، التجديد ضرورة حتمية لكل المنشآت، ولا يحتاج الأمر إلى رصد ميزانية ضخمة، فقط قبل الشروع فى تقديم العرض، عليهم أن يتأكدوا أولا من لياقة وكفاءة المسرح، لا أتهم فقط القيادة الحالية للقطاع، المؤكد أنها تراكمات عبر عقدين من الزمان على الأقل أوصلتنا إلى هذه الحال.

يتصدر العرض اسم سيد درويش، لا تزال شخصية هذا الموسيقار الكبير جاذبة لكل من بداخله حنين لتذوق الجمال، الرجل رحل عن عالمنا عام 1923 وعمره لا يتجاوز 31 عاما إلا أنه أحدث ثورة نغمية، نعيش حتى الألفية الثالثة على ضفافها.

عندما نُصبح بصدد عرض فنى ينبغى أن يملك صُناعه رؤية درامية وفكرية وفلسفية، ولا يكفى فقط أنه سيد درويش، الأغنيات التى أبدعها (خادم الموسيقى) كما كان يلقب نفسه، تحقق لنا نشوة ومتعة بلا شاطئين، إلا أننا فى الدراما يجب أن نعثر على حالة إبداعية لم أعثر عليها، وهو ما يفرض عودة قريبة للحديث بتفاصيل أكثر عن المسرحية.

هذه المرة سأتوقف فقط أمام عبث من المستحيل التجاوز عنه، اكتشفت أن الرقابة تدخلت بعنف، وحذفت، أغانى مثل (يا بلح زغلول) التى رددها الوجدان المصرى فى تحديه للسلطة الغاشمة، بعد أن منعوا ذكر اسم سعد باشا زغلول ونفوه هو وزملاءه إلى جزيرة (مالطا)، فاختاروا أفضل أنواع البلح وأطلقوا عليه زغلول، والتقطها سيد درويش من أفواه الناس، كما اعترضوا على مقاطع من أغنية (أهو ده اللى صار)، من الذى ينصب من نفسه رقيبا على تراث موسيقى ردده المصريون قبل نحو 100 عام أو أكثر، كيف يجرؤ على حذف أغنية لا تزال لها مساحة على خريطة الإذاعة والتليفزيون، وكل الفرق الموسيقية التراثية فى مصر تقدمها؟.. لم يحدث فى أى مرحلة زمنية أن دار الأوبرا المصرية أصدرت مثلا تعليمات بمنع ترديد هاتين الأغنيتين أو غيرهما.

الرقيب يرتدى دائما قميصا واقيا وهو المنع، بينما لو تخلص من القميص وأباح فقد يُطاح به، هنا يتضاعف دور مدير الرقابة فى التعامل مع موظفيه وحمايتهم، (جينات) التوجس تسكنهم، تذكروا مثلا عام 59 عندما منع الرقيب تداول أغنية (يا مصطفى يا مصطفى)، قرأها الرقيب أنها ضد ثورة 52 وأنهم يترحمون على زمن مصطفى باشا النحاس زعيم الوفد بهذا المقطع (سبع سنين فى العطارين وإنت حبيبى يا مصطفى)، وكان قد مضى على ثورة 52 بالفعل سبع سنوات، وتدخل نجيب محفوظ مدير الرقابة فى ذلك الزمن، وقال ساخرا: يعنى بعد مضى ثمانى سنوات نستطيع السماح بالأغنية!.

من الممكن أن ألتمس العذر لموظف فى الرقابة يخشى على أكل عيشه فيقرر أخذا بالأحوط أن يرتدى القميص، ولكن كيف يصمت مدير الرقابة على هذا العبث ويرتدى هو أيضا القميص، مع الأسف (أهو ده إللى صار)!!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنين سيد درويش أنين سيد درويش



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 العرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
 العرب اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab