إيطاليا والاختيار المر

إيطاليا والاختيار المر

إيطاليا والاختيار المر

 العرب اليوم -

إيطاليا والاختيار المر

يقلم - خالد منتصر

مشهد كبار السن وهم يختنقون فى إيطاليا والأطباء يطلبون إخلاء سرير الرعاية الحرجة وجهاز التنفس الصناعى لمن هو أقل سناً وأكثر صحة ومن ثم أكثر قابلية للحياة، مشهد مؤلم وقاسٍ ومأساوى يتعارض مع كل القيم الطبية والإنسانية. وعندما يواجَه الطبيب باتهام أنه قد خان قسم «أبو قراط»، يقول: أنا فى صراع ومفروض علىّ أن أطبق الأولويات لأنه لا توجد منظومة طبية فى العالم تستطيع احتمال هذا الانفجار بالمتوالية الهندسية الدراكولية التى حدثت فى إيطاليا، مستحيل فى هذا المشهد المعقد أن تُدين أو أن تغفر، هذه عبارة مرعبة.

«سيتم حرمان ضحايا الفيروس التاجى فى إيطاليا من الحصول على الرعاية المركزة إذا كانوا يبلغون من العمر 80 عاماً أو أكثر أو فى حالة صحية سيئة فى حالة زيادة الضغط على الأسرّة»، كما اقترحت وثيقة أعدتها وحدة إدارة الأزمات فى تورينو.

وضعت الوحدة بروتوكولاً، نقلته «The Telegraph» سيحدد أى المرضى يتلقون العلاج فى العناية المركزة وأيهم لا، إذا لم تكن هناك أماكن كافية. إن قدرة العناية المركزة تنقص فى إيطاليا مع استمرار انتشار الفيروس التاجى.

الوثيقة التى ينتجها قسم الحماية المدنية فى منطقة بيدمونت، وهى واحدة من أكثر المناطق تضرراً، تقول: «يجب أن تشمل معايير الوصول إلى العلاج المكثف فى حالات الطوارئ سناً أقل من 80 أو درجة فى مؤشر تشارلسون للأمراض المصاحبة الذى يشير إلى عدد الحالات الطبية الأخرى التى يعانى منها المريض أقل من 0.05 كما سيتم النظر فى قدرة المريض على التعافى من الإنعاش».

قال أحد الأطباء: «من يعيش ومن يموت يتحدد حسب العمر والظروف الصحية للمريض، هكذا فنحن فى حالة حرب».

تقول الوثيقة: «إن انتشار الوباء الحالى يجعل من المحتمل الوصول إلى نقطة اختلال التوازن بين الاحتياجات السريرية لمرضى COVID-19 والتوافر الفعال للموارد.

«أصبح من المستحيل تزويد جميع المرضى بخدمات العناية المركزة، وسيكون من الضرورى تطبيق معايير الوصول إلى العلاج المكثف، الذى يعتمد على الموارد المحدودة المتاحة».

وتضيف الوثيقة: «حددت المعايير المبادئ التى سنتبعها إذا أصبح الوضع ذا طبيعة استثنائية مثل اتخاذ الخيارات العلاجية بشأن الحالة الفردية التى تعتمد على توافر الموارد، مما يجبر المستشفيات على التركيز على الحالات التى تكون فيها النسبة بين التكلفة والفائدة أكثر ملاءمة للعلاج السريرى».

قال لويجى إيكاردى، مستشار الصحة فى بيدمونت: «لم أرغب أبداً فى رؤية مثل هذه اللحظة. ستكون الوثيقة ملزمة وستضع الأجنحة فى حالة تشبع رمزاً مسبقاً للوصول إلى العناية المركزة، بناء على معايير معينة مثل احتمال البقاء على قيد الحياة».

وقالت مصادر حكومية إنه من المتوقع تطبيق المعايير فى جميع أنحاء إيطاليا.

توفى أكثر من 1000 شخص فى إيطاليا حتى الآن بسبب الفيروس ويتزايد العدد كل يوم. أصيب أكثر من 15000.

تمتلك إيطاليا 5090 سريراً للعناية المركزة، وهو ما يتجاوز حالياً عدد المرضى الذين يحتاجون إليها. كما أنها تعمل على إنشاء سعة أسرّة جديدة فى العيادات الخاصة ودور التمريض وحتى فى الخيام. ومع ذلك، تحتاج البلاد أيضاً إلى أطباء وممرضات، تريد الحكومة توظيفهم.

لا تزال لومباردى المنطقة الأكثر أهمية. ومع ذلك، فإن الوضع خطير أيضاً فى بيدمونت المجاورة، فى يوم واحد فقط، تم تسجيل 180 حالة جديدة، بينما بلغ عدد الوفيات 27. يشير الاتجاه إلى أن الوضع ليس على وشك التحسن.

وقال روبرتو تيستى، رئيس اللجنة العلمية والفنية لفيروس كورونا فى بيدمونت، لصحيفة التلجراف: «هنا فى بيدمونت، نهدف إلى تأخير استخدام هذه المعايير لأطول فترة ممكنة. فى الوقت الحالى لا تزال هناك أماكن رعاية مكثفة متاحة ونحن نعمل لخلق المزيد».

«نريد الوصول فى وقت متأخر قدر الإمكان إلى النقطة التى يتعين علينا فيها أن نقرر من يعيش ومن يموت. وتتعلق المعايير فقط بالحصول على الرعاية المركزة، أولئك الذين لا يحصلون على الرعاية المركزة سيظلون يتلقون كل العلاج الممكن. فى الطب، يتعين علينا فى بعض الأحيان اتخاذ خيارات صعبة، ولكن من المهم أن يكون لدينا نظام حول كيفية صنعها».

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا والاختيار المر إيطاليا والاختيار المر



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab