بقلم : صلاح منتصر
من الواضح أن السيطرة على سعر الدولار أصبحت صعبة لنقص موارده من السياحة والتصدير وأيضا تحويلات ملايين المصريين فى الخارج الذين أصبحوا هدفا لتجار العملة بالاغراءات التى يقدمونها لهم ويجعلونهم يقدمون لهؤلاء المصريين فى الداخل مقابل مايريدون تحويله ولكن بسعر أعلى من التحويل عن البنك . وهو أمر يمكن أن نخاطب فيه وطنية المصريين ونناشدهم استخدام القنوات الرسمية للتحويل ولكن دون دافع قوى مادى يغريهم على عمل ذلك . نعم الوطنية على العين والرأس ولكن الحافز المادى أحيانا أهم ، فنحن فى مصر وفى كل دول العالم بشر ليس هناك مايغريهم فى الدنيا مثل الفلوس.
اتصل بى الصديق الدكتور أحمد سلامة خبير الأمراض الباطنة يحكى لى أنه أمضى فترة من حياته فى أوائل الثمانينات فى السعودية تعرف فيها على كثيرين من مختلف الدول العربية ومنها ما كانت تواجه مشكلة النقص فى الدولار ، لكن احدى الدول العربية ـ لا يتذكر بالضبط اسمها ـ تمكنت من التوصل الى نظام ساعدها على تشجيع مواطنيها على تحويل عملاتهم عن طريق البنوك ،بابتكار ما سمته «نظام نقط الدولار».
وهذا النظام وان بدا شكلا صعبا الا أنه بالغ السهولة والتنفيذ ويقوم على فتح المصرى فى الخارج حسابا يسجل تحويلاته النقدية الى مصر وبحيث تحسب له عنها نقاط بالجنيه المصرى. جنيه مثلا عن كل دولار يحوله، فاذا حول مائة ألف دولار احتسب له مائة ألف جنيه. وبهذه المبالغ المصرية التى جمعها من تحويلاته يقوم عند عودته باستخدامها لسداد قيمة الجمارك المقررة على ما يصحبه معه عند قدومه الى مصر أو شراء شهادات استثمار أو أى مزايا أخرى يمكن أن تفكر فيها الدولة بما يفتح شهية المصريين لممارسة الوطنية .
ونظام النقط هذا معروف لدى بعض شركات الائتمان العالمية ولدى شركات المحمول فى مصر لتشجيع عملائها على زيادة اتصالاتهم عن طريق خدمات الشركة وبالتالى لن يكون غريبا استخدامه فى الظروف التى نواجهها لزيادة تحويلات المصريين .
الدكتور طارق عامر محافظ البنك المركزى برجاء بحث الاقتراح جديا ووضع آليات تنفيذه.