بقلم: مكرم محمد أحمد
ثمة ما يشير إلى تحسن نوعى يطرأ على العلاقات بين تركيا وروسيا، بعد مبادرة الرئيس التركى أردوغان بإرسال تهنئة إلى الرئيس بوتين فى مناسبة عيد روسيا الوطني، تبعها دعوة وجهها الرئيس التركى إلى السفيرالروسى على مائدة افطار رمضانية، حضرها السفير بعد مراجعة موسكو. وتجىء محاولة اردوغان اصلاح علاقاته مع روسيا فى ظل ازمة حادة تواجه العلاقات الامريكية التركية لسببين اساسيين، اولهما الرفض المتكرر من جانب واشنطن لطلب اردوغان اقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية قلقا من حماقاته!، والثانى غضب الاتراك المتزايد من التحسن المضطرد فى علاقات الامريكيين مع الاكراد التى وصلت إلى حد التحالف، حيث يشارك الاكراد فى عملية برية مشتركة تدعمها قوات التحالف الجوى بهدف الوصول إلى مدينة الرقة التى اعلنها أبوبكر البغدادى عاصمة لخلافته. وإذا كان الاتراك يهدفون من محاولة الصلح مع روسيا تخفيف التوتر العسكرى واستعادة التجارة والسياحة التى توقفت بعد حادث اسقاط الطائرة الروسية، فالامر المؤكد ان الروس يهدفون فى المقابل إلى تحييد اردوغان فى الازمة السورية وتخفيف عدائه لبشار الاسد..، ولهذا يتوقع كثيرون بداية تحسن فى العلاقات بين اردوغان وبشارالاسد التى وصلت إلى حد الحرب والقطيعة خاصة ان اردوغان يتعرض لضغوط داخلية قوية تحثه على وقف عملياته العسكرية ضد سوريا التى يمكن ان تعود بخسائر ضخمة على تركيا، ولايعرف بعد ان كان هذا التطور فى الموقف التركى يعنى تغييرا فى توجهات اردوغان بهدف الخروج من حالة العزلة التى فرضها على نفسه نتيجة غروره واستبداده، خاصة ان الفرصة متاحة امامه كى يحمل رئيس وزرائه السابق احمدو اغلوا وزر هذه الخطايا التى ادت إلى توتر علاقات تركيا مع الامريكيين والروس والسوريين والاكراد والارمن والاوروبيين خاصة الالمان بعد اعتراف البرلمان الالمانى بمذابح الارمن، ومع المصريين الذين يرفضون على نحو حاسم كل محاولات تركيا التدخل فى الشأن المصرى وقبولها ان تكون ملاذا لجماعة الاخوان المسلمين الارهابية، ومقرا لعمليات التآمر التى يقودها التنظيم الدولى للجماعة. ومن السابق لآوانه الحديث عن اى تحسن محتمل فى العلاقات المصرية التركية رغم الوساطة الحميدة التى تقوم بها المملكة العربية السعودية خاصة ان مصر تصر على عدد من الخطوات المحددة تمتنع معها تركيا عن ايواء اى من العناصر والانشطة التى تهدد امن مصر القومى بما فى ذلك انشطة البث التليفزيونى والدعائى لجماعة الاخوان.