إيران تزكي الفتنة وبيئة حزب الله تدفع الثمن

إيران تزكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

إيران تزكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

 العرب اليوم -

إيران تزكي الفتنة وبيئة حزب الله تدفع الثمن

بقلم: علي الأمين

يبدو ان الامين العام لحزب الله لم يعد يكرر هذه الايام لازمة "كما وعدتكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا". فالغرق في الرمال السورية ما عاد يوحي بامكانية تحقيق نصر في المدى المنظور، ولا في المدى البعيد. بل يمكن القول ان عدّ الخسائر هو المهنة الرائجة لمتابعي قتال حزب الله على امتداد الاراضي السورية. لا نتحدث هنا عن الخسائر الاستراتيجية فيما يتصل بشعارات "المشروع الاسلامي" ولا "مشروع المقاومة". المقصود هنا البيئة الشيعية اللبنانية التي باتت تدرك انها معنية هذه الايام، وفي شهر رمضان المبارك، التوسل الى الباري ان يخفف عنها بعض اثقال شق الطريق الى القدس عبر حلب، وان ينهي الحرب السورية بطريقة تخفف من تداعيات انجرار حزب الله الى حرب لا نهاية لها.

الاخبار الواردة من حلب اكثر من مقلقة. فاعداد القتلى لا تستقر على رقم. واعلام حزب الله غير معني بتوضيح ما يجري. يكتفي بنفي "الاكاذيب" عن اصطدامه بالجيش السوري في ريف حلب الشمالي، ولا يولي اهتماما للفنون البصرية التي طالما برع بها عن الانجازات العسكرية التي حققها في وقت سابق. فيما اقرانه من "جيش الفتح" و"جبهة النصرة" يستلهمون اساليبه في عرض انجازاتهم ضد الحرس الثوري والميليشيات الشيعية الافغانية والعراقية واللبنانية في ريف حلب هذه الايام.

ربما لا يفوت الكثيرين ملاحظة ان حزب الله لا يفتتح مقدمات تلفزيون المنار بعد الشهداء، ولا يجرؤ على ذكر الارقام. يتفادى اصدار البيانات التي تشير الى عديدهم. يكتفي بالنعي عبر شبكات التواصل وعبر جهات غير تابعة لمؤسساته الحزبية المعنية. لكأن عدم الرغبة بعدّ الشهداء والاحتفاء بهم في بياناته الرسمية، ينطوي على ادراك عميق بأن البيئة الشيعية اللبنانية ليست راضية بهذا الموت في سوريا ولا ترى في هذا القتال مشروعية كما كانه القتال ضد الاحتلال الاسرائيلي.

اكثر من 30 مقاتلا على الاقل سقطوا صرعى في الايام الاربعة الاخيرة. وبالطبع ثمة اضعاف هذا العدد من الجرحى. هذه حصة حزب الله. ما عدا اولئك الذين سقطوا من الايرانيين والافغان والعراقيين. ليس المهم ان كان سقط جلّهم في مواجهة قوى المعارضة السورية او سقط بعضهم في مواجهات ميدانية ضد الجيش السوري. المهم ان عدّاد القتلى لن يتوقف وحزب الله منذور لهذه الحرب ايرانيا، فيما الدول الكبرى المؤثرة في مسار هذه الحرب تعمل على توفير مصالحها بالكامل قبل اطلاق صفارة وقف الحرب. والاشهر المقبلة ستظهر اكثر فاكثر ان التحالف الروسي - الاسرائيلي سيفرض نفسه بقوة في الميدان السوري. وايران، التي لم تترك بابا للصلح مع الشعوب العربية ولا مع انظمتها، ستزيد من استثمارها في الفتنة المذهبية، وستتلاقى موضوعيا وعمليا مع نظام المصالح الاسرائيلي الذي يرحب بهذا المسار تعويضا عن "الاتفاق النووي".

الدماء وحدها كفيلة بتعزيز شروط الانكفاء والعزلة، بحيث يصبح مطلب بناء كيانات على اساس عقيدي مذهبي، وتعزيزه بقوى عسكرية على نموذج الحرس الثوري، هو مطلب ملح للجماعات الطائفية والمذهبية. من هنا كان قائد الحرس الثوري الايراني لمّاحا الى هذه الفكرة عندما دعا قبل ايام الى اعتماد نموذج الحرس الثوري في الدول العربية. وهو كان يشير بوضوح الى تجربة حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والى حزب الله السوري وبالتأكيد الحوثيين في اليمن. هذا النموذج من ابرز مميزاته انه يقوم، في بنيته الايديولوجية والتنظيمية، على اساس ديني مذهبي وليس على اساس وطني او قومي.

خسائر حزب الله في سورية مرشحة للازدياد، لا سيما ان هذا القتال صار مرتبطا ارتباطا وثيقا بمنع انتصار الشعب السوري على النظام الاقلوي والفردي في سورية. واذا نظرنا الى فرص بقاء هذه المعادلة فسنجد ان اسرائيل وروسيا والادارة الاميركية وايران هي من اكثر الدول الداعمة لبقاء الاسد، وبقاء صيغة الحكم الاقلوي. بالطبع على قاعدة حماية حقوق الاقليات ودورها. واشنطن التي تدرج حزب الله على لائحة الارهاب. فهي تميزه عمليا عن تنظيم داعش. لم تنشىء تحالفا دوليا ضده، ولم توجه اي ضربة عسكرية له. فالخلاف الاميركي مع ايران ليس على نوع السياسات بما هي تطلعات واهداف، بل هو خلاف يقتصر على الكم. وليس خلافا على طبيعة دور حزب الله، بل على حجمه. فواشنطن تعمل، من خلال عقوباتها، فقط على نقل حزب الله من حزب شيعي اقليمي، الى حزب شيعي لبناني.

 

arabstoday

GMT 19:58 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن "حزب الله"!

GMT 09:22 2020 الإثنين ,17 شباط / فبراير

"الحزب" يُهان في امتحان.. تمرير "حكومته"!

GMT 07:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

لبنان داخل أنفاق حزب الله

GMT 06:47 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

النفوذ الإقليمي في سوريا والانكفاء العربي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تزكي الفتنة وبيئة حزب الله تدفع الثمن إيران تزكي الفتنة وبيئة حزب الله تدفع الثمن



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 العرب اليوم - فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab