مأساة النجمة سندريلا العربية مِثالاً

مأساة النجمة... سندريلا العربية مِثالاً

مأساة النجمة... سندريلا العربية مِثالاً

 العرب اليوم -

مأساة النجمة سندريلا العربية مِثالاً

بقلم - بكر عويضة

يصادف اليوم مرور اثنين وعشرين عاماً على الرحيل المأسوي للنجمة سعاد حسني نهار الثلاثاء21 يونيو (حزيران) عام 2001. دخلت سندريلا السينما العربية بيوت الملايين في العالم العربي، وخارجه. أخذت مكانها في قلوب جمهورها من مختلف شرائح الأعمار عن جدارة واستحقاق، إذ جمعت الإعجاب بأدائها السينمائي الناجح، الذي أطلق اسمها كي يسطع في فضاء الفن السابع، إلى جانب الانبهار بما حباها الخالق من جمال الخَلقْ، وبهاء الطلة على الناس بابتسامة أطفال أبرياء من تقلبات الزمن. يومذاك، فوجئ الجميع بالخبر الحزين. وطفق الكل يبحث عن جواب للسؤال: لماذا؟

اختلفت وجهات النظر، وتباينت الادعاءات. لكن تقرير الشرطة البريطانية اعتبر أن سعاد حسني قضت انتحاراً بعد وقوعها من شرفة شقتها في برج «STUART» الشهير، بحي «MAIDA VALE» اللندني الفاخر. إنما، بين أهلها، وكذلك بعض الذين جمعتهم بها ظروف إقامتها في لندن، مَنْ يرفض التسليم بما انتهى إليه التحقيق الرسمي، ويرون أنه محاولة لإغلاق ملف شائك ومحرج، بشأن نهايتها المأسوية. من الادعاءات غير المستندة إلى إثباتات، ادعاء يزعم أن سعاد حسني واجهت مضايقات كثيرة قبل هجرتها إلى بريطانيا، خصوصاً من جانب جهات رسمية، تحديداً أثناء علاقة الحب التي جمعتها بالفنان الكبير عبد الحليم حافظ، والتي كانت خاتمتها سيئة الحظ تماماً، كما ورد في أكثر من كتاب تناول جوانب مختلفة من حياة النجمين غير العاديين.

إقحام الفنانين والفنانات في أدغال غابات السياسة والسياسيين، ليس جديداً، وليس مقتصراً على مجتمع من دون آخر، وقد يمضي على نحو طبيعي، فلا يتسبب بأي مشكلات. أما الجانب البالغ السوء، فهو في استغلال ذلك الإقحام في الخصومات، أو الملاحقات، إلى درجة توظيفه سلاحَ ابتزاز، بقصد إرغام فنان، أو فنانة، على إبلاغ جهات محددة عما يلفت نظره، أو نظرها، خلال دردشات مع أصدقاء، أو صديقات. بمعنى أوضح، سيؤدي هكذا استغلال إلى أن يتجاوز المعني وضعه الفني، فيقبل مبدأ التجسس على غيره من الناس. ذلك ظرف ذاتي صعب، بالتأكيد. فحتى في حال اضطر طرف ما للقبول به، فالأرجح أن يظل أسير تلبية مطالب الطرف الآخر، التي قد يستحيل إيجاد سقف محدد لها، ناهيك عن المعاناة الذاتية في التعامل مع الإحساس بالذنب تجاه الآخرين. تُرى، هل وجدت سعاد، كريمة الخطاط محمد كمال حسني البابا، السوري الأصل، نفسها في مواجهة حالة كهذه، لكنها قاومت كل ضغوط استدراجها، فدفعت الثمن؟ سؤال لم يزل هائماً في فضاء المجهول.

بيد أن سعاد حسني لم تكن الأولى، ولا الأخيرة، بين مشاهير نجمات الغناء والتمثيل، اللواتي عشن حياة لم تكن عادية، بكل المقاييس، مقارنة بأغلب الناس العاديين، بدءاً من سنوات طفولتهن، ثم صباهن، وبواكير شبابهن، وصولاً إلى سطوع نجوميتهن في الفضاء العالمي ككل، وانتهاءً بالرحيل المأسوي لكل منهن. هناك، مثلاً، الأسطورة ماريا كالاس، التي ملأت دنيا زمانها، وشغلت مجايليها في كل أنحاء المعمورة، والتي قيل إنها الأجمل صورةً وصوتاً في غناء الأوبرا. ومثلها أيضاً مارلين مونرو، التي قيل إنها لم تتورع عن مهاتفة جاكلين كيندي تعلمها أن تستعد لاستقبالها زوجةً لزوجها الرئيس جون كيندي. شاءت الأقدار أن تجمع «التراجيديا» اليونانية ماريا كالاس مع جاكلين كيندي. فالأولى أميركية من أصل يوناني، وسبقت الثانية في الوقوع في غرام الملياردير أرسطو أوناسيس؛ الأغنى من كل تعريف. لم تسعد ماريا كالاس بطفولة كغيرها من الأطفال. رُوي عنها التالي: «لقد أُجبرتُ على الغناء عندما كنت في الخامسة، وقد كرهتُ ذلك»، وعن العلاقة مع أمها: «كانت أختي نحيفة وجميلة، وكانت أمي تفضلها دائماً. وكنت أنا السمينة القبيحة وغير المحبوبة».

نعم، نهاية ماريا كالاس المأسوية في باريس (16 - 9 - 1977) عن 53 عاماً - كما عمر سعاد حسني عند وفاتها - ليست غامضة كما حالة مارلين مونرو. لكن يبقى أن مجرد اضطرارها للانتحار يقول الشيء الكثير عن مآسٍ عانتها نجمات بدا للناس أن ما من شيء ينقصهن للتمتع بالقدر الأعظم من السعادة. آخر الراحلات، ضمن سياق معاناة مشاهير النجمات، المغنية تينا تيرنر، التي رحلت يوم الرابع والعشرين من مايو (أيار) الماضي. تينا أيضاً عانت كثيراً مع زوجها السابق، أريك تيرنر، قبل الحصول على حريتها بالطلاق. الواقع يؤكد أن العنف المنزلي موضوع مأسوي آخر، لا يُفرّق بين بيوت البسطاء، ومنازل مشاهير العالم.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة النجمة سندريلا العربية مِثالاً مأساة النجمة سندريلا العربية مِثالاً



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab