أربعاء مدريد يوم مشهود
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

أربعاء مدريد يوم مشهود

أربعاء مدريد يوم مشهود

 العرب اليوم -

أربعاء مدريد يوم مشهود

بكر عويضة
بقلم: بكر عويضة

قبل ثمانية وعشرين عاماً، في الثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول) 1991. شهدت عاصمة إسبانيا انعقاد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط. كان يوم أربعاء أيضاً. لسبب ما، سجلتْ ذاكرتي، ومن ثم أوردتُ اسم ذلك النهار بمفكرتي تحت عنوان: «أربعاء مدريد»، وأضفت: افتتاح فصل جديد من فصول دوامات البحث عن سلام في منطقة كُتب عليها، وقُدِّر لمعظم شعوبها، الابتلاء بحروب ليست تبدو لها نهايات في أفق قريب، فهل يُكتب النجاح لهذا الفصل؟ المُشاهَد من واقع ما يجري، منذ وقائع ذلك اليوم المشهود في مدريد، يجيب بوضوح صاعق أن سلام المنطقة لم يزل بعيداً، وعلى وجه التحديد بين الشعب الفلسطيني والحكومات المتعاقبة على حكم إسرائيل. لماذا، ومَن المسؤول؟

بلا أي تردد، يمكن تحميل الطرف الإسرائيلي كامل المسؤولية، لكن ذلك لن يغسل أيدي أطراف عدة، سواء في الجانب الفلسطيني، أو العربي، أو الدولي، من تحمّل نصيب مهم من مسؤولية توالي الفشل في التوصل للسلام المقبول من الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي. قبل أي خوض في تفاصيل إسهام الآخرين في إفشال مساعي السلام العادل، جدير بساسة إسرائيل إمعان النظر في مرايا تصرفاتهم، لعلهم يقرّون بالفعل أنهم يتحملون النصيب الأوفر، والأهم، إزاء استمرار مسلسل دوامة الفشل. لقد بدأ سعي بعض ساسة تل أبيب لإفشال المسعى السلمي الجديد، بوضع عراقيل أمام احتمال النجاح، من جلسة افتتاح مؤتمر مدريد ذاته، إذ هدد إسحاق شامير، رئيس الوفد الإسرائيلي، بالانسحاب بدعوى الاحتجاج على ارتداء صائب عريقات، عضو الوفد الفلسطيني، الكوفية الفلسطينية. انظر إلى الأسلوب الممجوج في ادعاء الذرائع! عندما وصلت ملاحظة إلى جيمس بيكر، وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك، ورئيس الوفد الأميركي للمؤتمر، بشأن تهديد شامير بالانسحاب، أجاب ببساطة: دعه ينسحب.

بالطبع لم ينسحب شامير. لماذا؟ لأن صلابة الموقف الأميركي، عندما تتوفر، كفيلة بأن توقف تصلّب العناد الإسرائيلي عن الاستمرار في صلافة المواقف الرافضة لأي منطق. ربما من المفيد هنا التذكير بحقيقة يُفتَرض أن يتذكرها كل متابع لمحاولات التوصل للسلام العربي - الإسرائيلي، وخلاصتها أن جيمس بيكر نفسه وقف أمام جموع الصحافيين ومراسلي وكالات الأنباء العالمية في إسرائيل ذاتها، رافعاً يده بورقة تحمل رقم هاتف البيت الأبيض، ومخاطبا ساسة إسرائيل بما مضمونه، هذا رقم هاتفنا، اتصلوا بنا عندما تقررون وقف بناء المزيد من المستوطنات، والبدء جدياً في مفاوضات سلام. كان ذلك قبل انعقاد مؤتمر مدريد، عندما كانت إدارة الرئيس جورج بوش (الأب) حريصة بالفعل على ما يمكن عدّه تطويق ما نشأ من حرائق بسبب كارثة غزو الرئيس العراقي صدام حسين الكويت، وإرغامه على الانسحاب منها عسكرياً، بعدما رفض كل محاولات إخراجه سلمياً. ضمن ذلك السياق، بدا طبيعياً إعطاء أولوية لتحريك عملية السلام العربي - الإسرائيلي، وهو أمر لم يكن ممكناً بلا تشدد أميركي في مواجهة العناد الإسرائيلي. ذلك الموقف الصلب من جانب واشنطن، لم يكن ليتحقق كذلك لولا ممارسة الدول العربية ذات الحضور الفاعل، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، ضغوطاً على الإدارة الأميركية لعمل شيء يقنع العالم العربي بجدية واشنطن في القيام بدور وسيط عادل بين العرب وإسرائيل. الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، السفير السعودي يومذاك في الولايات المتحدة، أدى دوراً بالغ الأهمية، بعيداً عن أضواء الإعلام، في التئام مؤتمر مدريد، وكان أحد حضوره البارزين.

استحضار بعض وقائع ما مضى يُفترض أن يفيد في أخذ العبرة، وتجنّب تكرار ما وقع من أخطاء. سهل ترديد هذا القول، أغلب الناس، ربما الكل، يردده بلا ملل. الصعب هو التطبيق. ذلك أمر ينطبق، بشكل محدد، على أكثر من طرف فلسطيني، وعربي، ودولي، أسهم في تعقيد التوصل للسلام، منذ أربعاء مدريد، اليوم المشهود بالفعل، بما شَهِد من تثبيت للحق الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم، بمنطق حضاري أذهل كثيرين. ليس من السهل أن تنسى الذاكرة ترؤس دكتور حيدر عبد الشافي للوفد الفلسطيني، وإلى جانبه دكتورة حنان عشراوي، ومعهما دكتور صائب عريقات. تشكيل ذلك الوفد، برضى من جانب ياسر عرفات، الزعيم الواثق بنفسه، أفشل عقبة أرادها شامير لغماً ينسف المؤتمر قبل انعقاده. ذلك يوم مشهود حقاً، وسوف يأخذ مكانه المتميز دائماً في الذاكرة التاريخية عموماً، والفلسطينية خصوصاً

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربعاء مدريد يوم مشهود أربعاء مدريد يوم مشهود



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab