آسيا جبار

آسيا جبار

آسيا جبار

 العرب اليوم -

آسيا جبار

محمد سلماوي

ماذا حدث لصحافتنا؟ لماذا صارت قروية إلى هذا الحد؟ لا تهتم إلا بما يحدث فى القرية المحلية التى تصدر بها، لقد رحلت عن عالمنا، منذ أيام، واحدة من كبرى الكاتبات فى العالم، وهى الجزائرية المقيمة فى فرنسا، آسيا جبار، فلم يتوقف إعلامنا عندها لحظة، بل انساق وراء الحوادث الصغيرة التى تقع فى الشارع المصرى.

لقد كانت آسيا جبار (78 عاماً) أول سيدة تحصل على عضوية الأكاديمية الفرنسية فى تاريخها، كما كانت عضوة بالأكاديمية البل جيكية، فقد كانت حجة لا يستهان بها فى اللغة الفرنسية، وفى الأدب والثقافة، وكانت روايتها Fantasia «الخيال» من العلامات الفارقة فى تاريخ الأدب العربى المكتوب بالفرنسية، وقد بدأت حياتها الأدبية برواية «العطش» عام 1957، حين اختارت لنفسها اسم آسيا جبار، بدلا من اسمها الحقيقى وهو فاطمة الزهراء، وهى التى قالت «الأشياء الصغيرة تأتى دائماً فى لفافات كبيرة»، والتى صارت بعد ذلك مثلاً فى اللغة الفرنسية.

إن صحافتنا لا تمل الهجوم على الصورة النمطية المشوهة التى يقدمها الإعلام الغربى للمرأة العربية، ولثقافتنا التى يتهمونها بالتخلف والعنف والإرهاب، وها هى آسيا جبار مثال للمرأة العربية المستنيرة والمتقدمة التى أكبرتها الأوساط الأدبية والثقافية فى العالم، لكننا لم نكترث لها وكأنها ليست عربية، وكأنها ليست التجسيد الحى للصورة المشرقة التى نبحث عنها للمرأة العربية.

وبعيدا عن المؤلفات الغزيرة التى تركتها آسيا جبار وراءها، ومنها «نساء الجزائر» (1980) و«شقيقة شهرزاد» (1987) و«أبناء العالم الجديد» (1962)، كانت آسيا جبار مدافعة قوية عن المرأة العربية وقضاياها، ونجحت بالفعل فى أن تقدم الصورة الإيجابية كلها والتى كان علينا أن نلقى عليها الضوء أمام العالم.

لقد كانت آسيا جبار على قائمة ترشيحات جائزة نوبل خلال السنوات الأخيرة وتردد اسمها أكثر من مرة حين اقتربت من الفوز بالجائزة، وقد حاربت معركة الدين الإسلامى وانتصرت له، ويكفى أن نعود لكتابها «بعيداً عن المدينة» الذى تقع أحداثه فى عصر الرسول، والذى يقدم الصورة الحقيقية للدين الإسلامى وللمبادىء السامية التى قام عليها.

وتتميز آسيا جبار بين الكتّاب العرب الذين يكتبون بالفرنسية بأنها لم تولد فى فرنسا ولا عاشت بها صباها، وإنما هى جزائرية أصيلة ولدت فى بلادها وعاشت بها معظم سنوات عمرها ولم تنتقل إلى فرنسا إلا فى سنواتها المتقدمة، ورحيلها خسارة كبيرة للأدبين العربى والفرنسى.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آسيا جبار آسيا جبار



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab