محمد سلماوي
اتصل بى الأستاذ محمد حسنين هيكل بمجرد أن نشرت مقالى، أمس الأول، حول اهتمام المراسل الأجنبى أوجوست بنار بنظرية القوة السائلة التى طرحها الأستاذ هيكل فى حديثه التليفزيونى الأخير ليناقشنى فى الترجمة الإنجليزية التى أوردتها فى المقال للتعبير عن السيولة، وهى كلمة Fluid، وقال إنه يرى إن كانت كلمة Liquid هى الأدق؟ فقلت إن كلمة Liquid هى اسم وليست صفة وأما كلمة Fluid فهى تصف الحالة التى تكون عليها المادة وهى فى حالة ذوبان، بمثل ما نصفها بأنها صلبة إن لم تكن ذائبة.
هذا فى اللغة الإنجليزية، أما فى الفرنسية فإن كلمة Liquide تكون هى الأدق لأنها تستخدم كصفة، فيقال فى المطبخ الفرنسى مثلاً Creme Liquide أى قشرة سائلة، وهو بالفعل التعبير الذى استخدمته فى حديثى إلى المراسل الفرنسى، لكنى حين ترجمته فى مقالى إلى الإنجليزية الأكثر شيوعاً فى مصر، استخدمت التعبير الذى وجدته أدق فى الإنجليزية وهو Fluid.
وسألت الأستاذ هيكل ما وجه اعتراضه على كلمة Fluid، فقال إنها توحى بالتدفق بينما المادة السائلة قد لا تكون دائماً متدفقة، بل إننا نطالب بتدفقها فى مسار محدد حتى تصل إلى تحقيق أهدافها.
قلت: أخشى أن نكون قد خلطنا بين صفة Fluid واسم Flow الذى يعنى التدفق مثلما نقول flow oF information أى تدفق المعلومات.
قال: لقد أردت فقط أن أطرح عليك الموضوع كى تأخذ وقتك فى التفكير فيه، قلت: بل أنا الذى أريد أن أطرح عليك الكثير من الآراء التى وصلتنى تعليقاً على فكرة القوة السائلة لأستطلع رأيك فيها، فالنقاش لن يكتمل إلا إذا كنت طرفاً فيه باعتبارك صاحب الفكرة. وقلت له إن لدىّ بعض الآراء التى تفضل بها كل من السيد عمرو موسى والدكتور صبرى الشبراوى، كما أنه جرت مناقشات حول هذا الموضوع بينى وبين كل من السيد يس والدكتور أسامة الغزالى حرب، بالإضافة لعدد غير قليل من القراء الذين أرسلوا لى تعليقاتهم على فكرة القوة السائلة وهى تثبت جميعها تعطش المواطنين للمناقشة الموضوعية حول القضايا الجادة فى حياتنا، فاسمح لى أن أعود إليك فى النهاية بكل هذه الآراء.
قال: افعل ما تريد، «لكن بلاش كلمة Fluid دى»، قلت: فى اعتقادى هى الأدق، فضحك وقال: إذا كنت مصمماً على أن تطلق أنت الاسم الذى يعجبك على مولودى فهذا موضوع آخر.