محمد سلماوي
كل الشكر للمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، الذى ما إن نشرت خلال الأيام الماضية أن هناك مخالفات تحدث فى عمليات حرق القمامة بالقرب من الأحياء السكنية، بالإضافة لمخالفات البناء فى المعادى، حتى قام بالاتصال بى تليفونياً مستفسراً حول تفاصيل الموضوع، وواعداً ببحث الأمر وباتخاذ الإجراءات الواجبة.
وقد أكد لى رئيس الوزراء أنه لا يقبل أى تهاون فى حماية صحة المواطنين، وأن حكومته عازمة على وقف ظاهرة السحابة السوداء، ولن تسمح بمثيل لها بالقرب من المناطق السكنية فى القطامية أو مساكن الزلزال أو زهراء المعادى أو المقطم، وهى الأحياء التى ذكرت فى مقالى أنها تعانى من حرق القمامة بجميع أنواعها، العضوية والكيماوية، فى مقلب قمامة تشرف عليه شركة إيطالية بتصريح من الحكومة المصرية، وقلت إن الطريق الدائرى فى هذه المنطقة كثيراً ما تغيب فيه الرؤية تماماً لمسافة 200 أو 300 متر، بسبب الدخان الأسود، الذى ينبعث من هذا الموقع، وهو طريق تمر به حافلات مدرسية كل يوم.
وقد استمع المهندس محلب إلى ما نقلته له من مخاطر يشكو منها السكان ووعد بأن يولى الموضوع عنايته.
أما موضوع الفيلا السكنية التى يجرى تحويلها الآن إلى مطعم وملهى فى شارع 15 فى حى المعادى السكنى الهادئ - أو الذى كان هادئاً - فقد شرحت لرئيس الوزراء أن رئيس الحى أصدر قراراً بالإزالة ثلاث مرات، وقام بمصادرة مواد البناء التى وجدت بالموقع، لكن فى كل مرة كان متعهد المطاعم الذى يستأجر الفيلا يقوم بمعاودة أعماله الإنشائية فى تحدٍ صارخ للقانون ولسلطات الحى.
وقلت لرئيس الوزراء إنه تم ردم حديقة الفيلا بالأسمنت لتكون امتداداً لمساحة المطعم الداخلى فى هذا الحى، الذى مازال يعتبر أكثر أحياء القاهرة خضرة.
وما شجعنى على وضع هذا الموضوع بين يدى المهندس محلب ما وجدته منه من اهتمام بحى المعادى الذى نتجاور فيه، حيث كثيراً ما ينزل بنفسه أيام الجمعة ليتفقد عملية تحويل شارع 9 التجارى إلى ممشى يحظر فيه دخول السيارات، ففى الشهر الماضى أخبرنى أحد أصحاب المحال التجارية بأن رئيس الوزراء مر أمام محله على قدميه قبل وصولى بقليل، وأضاف: «أول مرة أشوف رئيس وزارة ماشى على رجليه من غير حراسة، ربنا يحميه».