لا ليمون ولا برتقال

لا ليمون ولا برتقال

لا ليمون ولا برتقال

 العرب اليوم -

لا ليمون ولا برتقال

محمد سلماوي

بعيداً عن كل المقارنات بين الانتخابات الرئاسية فى 2012 ومثيلتها فى 2014، فإن الفارق الأساسى الذى لا يمكن إغفاله هو تلك البهجة التى تميز انتخابات 2014، بينما جرت سابقتها فى جو من الكآبة التى تزايدت مع الشهور حتى أوصلتنا إلى 30 يونيو.
لقد نزل المواطنون إلى الانتخابات فى يونيو 2012 وقد فقدوا الخيار الأساسى الذى أتت به ثورة 25 يناير، فقد كان التصور السابق على الثورة هو أن الخيار المتاح أمام المصريين هو بين نظام مبارك أو حكم الإخوان، ثم جاءت الثورة فوجدنا أن هناك خياراً ثالثاً يتمثل فى الجيل الجديد الذى فجر الثورة وهو جيل فتىّ من الشباب المتعلمين، الذين نادوا بالدولة المدنية الحديثة التى تقوم على الديمقراطة والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ثم بعد مرور ما يقرب من سنة ونصف إذا بالشعب المصرى يجد نفسه مرة أخرى أمام نفس الخيار السابق على الثورة، وهو إما أحد رجال مبارك وآخر رؤساء وزرائه أو مرشح الإخوان، لذا نزل الناس إلى الانتخابات كارهين ومعظم من صوت فيها فعل ذلك كراهية فى المرشح الآخر، وهكذا انتشرت مقولة «عصر الليمون» التى جعلت الكثيرين ينزلون للتصويت لمن لا يريدون من أجل الحيلولة دون وصول الآخر للحكم.
بهذا المفهوم كانت انتخابات الرئاسة عام 2012 انتخابات مريضة لا تعبر عن الإرادة الحرة للناخبين، وما نتج عنها كان وضعاً مريضاً أيضاً، بدأ الشعب يقاومه من اليوم الأول حتى أسقطه بعد مرور سنة واحدة على توليه.
أما إذا نظرنا إلى الانتخابات الحالية فسنجدها انتخابات صحية بكل معانى الكلمة، فكل من أدلى بصوته فيها فعل ذلك تأييداً لمرشح هو يريده، وليس من أجل منع المرشح الآخر من النجاح، هى انتخابات لم يستخدم فيها ذلك الليمون الذى أوصلنا إلى كوارث لا يستهان بها فى الانتخابات الأولى.
إن انتخابات الرئاسة الحالية بهذا المعنى هى الانتخابات الديمقراطية الحقة، لأن الديمقراطية هى التعبير عن إرادة الشعب وليس فقط عن رفض الشعب لأحد المرشحين، وبهذا المعنى يكون الفائز فى هذه الانتخابات هو أول رئيس مصرى منتخب ديمقراطياً بعد الثورة، وليس أول رئيس مصرى اختاره المصريون حتى يحولوا دون نجاح المرشح الآخر.
هذا هو سر البهجة التى تعم الشوارع الآن، والتى سألنى أحد المراسلين الإيطاليين عنها قائلاً: إن الناس يحتفلون وكأن النتيجة قد أعلنت بالفعل! فقلت: إنهم يحتفلون لأنهم لأول مرة يمارسون إرادتهم الحرة فى اختيار من يريدون بلا ليمون ولا برتقال، فلم يبد أنه فهم ما أقول، ولم أسع لمحاولة إفهامه.

arabstoday

GMT 06:31 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 06:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 06:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 06:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 06:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 06:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 06:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

GMT 06:14 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

حرية المعلومات هى الحل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ليمون ولا برتقال لا ليمون ولا برتقال



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab