أحمد السيد النجار
على مدار تاريخها الطويل الذى يبدأ به التاريخ المكتوب للعالم، صاغت مصر أسس المكانة الحضارية للمرأة متجاوزة دولا وحضارات أتت بعدها بآلاف السنين. وقدم المصريون القدماء لأحفادهم وللدنيا بأسرها ميراثا ضميريا وأخلاقيا هائلا فى تطوره بشأن المساواة بين المرأة والرجل فى الكثير من المسائل التى سبقت بها العالم بعدة قرون من الزمن.
وكانت حقوق المرأة المصرية فى مصر القديمة (الفرعونية) فى الملكية وإدارة ممتلكاتها دون وصاية من أحد، وحقوقها ومشاركتها فى العمل وفى التعليم لدى الفئات المتاح لها التعلم، عنوانا للإنجاز الحضارى المصرى العظيم. وانعكست مكانة المرأة فى حالة التبجيل والتقدير الاجتماعى لها، بشكل يتجاوز الصور النمطية عن وضع المرأة فى المجتمعات القديمة. وكانت المرأة شريكة للرجل فى كل الأعمال الزراعية وخاصة فى مواسم الحرث والزراعة والحصاد وتخزين المحاصيل التى كانت تستدعى كل القوى القادرة على العمل فى المجتمع. ومع مثل تلك المشاركة فى توليد الدخل، تطورت النظرة للمرأة باحترام كشريك وإنسان. ونظرا لوجود الدولة وغياب «الثقافة» المنحطة للغزو القبلى وسبى النساء واستعبادهن، فإن المرأة فى مصر لم تتعرض لمثل تلك الممارسات.
ووصلت المرأة المصرية لأعلى المراتب الاجتماعية والسياسية فى مصر القديمة. فقد تربعت ملكات على رأس الحكم فى مصر فى عهود مختلفة من الدولة المصرية القديمة، أو ما اصطلح على تسميته العهد الفرعوني.وفى عهد الدولة الفرعونية القديمة وكان مركزها «منف» بالقرب من قرية ميت رهينة الحالية، تولت «مريت نيبت»، و«خنتكاوس»، و«حتب هور» التى تكتب عادة «حتب حرس»، الملك فى سابقة هى الأولى فى التاريخ.
وصحيح أن المرأة فى عهد المشاعية البدائية ما قبل ظهور الدول، كانت تتولى القيادة وكان الأبناء ينسبون إليها، إلا أنه مع تجاوز المجتمعات لتلك المرحلة فقدت المراة مكانتها وصارت إنسانا من الدرجة الثانية فى مكانة تلى العبيد فى المجتمعات العبودية القديمة. واستمر الأمر على نفس المنوال فى المجتمعات الإقطاعية والرأسمالية مما استلزم نضالا هائلا من المرأة فى طول العالم وعرضه لاستعادة الحقوق فى التعليم والعمل والمساواة مع الرجل كإنسان فى كل الحقوق السياسية والاجتماعية.
وعودة إلى مكانة المرأة المصرية فى التاريخ المصرى القديم سنجد أنه فى عهد الدولة الوسطى وكان مركزها فى اهناسيا بمحافظة بنى سويف حاليا، تولت الملكة «سوبك نفر» الحكم. وللعلم فإن ملوك مصر فى تلك الحقبة (حقبة الدولة الفرعونية الوسطي) يعرفون بأنهم الملوك الفلاحون نظرا لإنجازهم أعظم مشروعات الزراعة والرى وشق الترع والقنوات وأهمها قناة سيزوستريس، وبخاصة فى عهود أمنمحات الثالث وسنوسرت الثالث.
أما فى عهد الدولة «الفرعونية» الحديثة فإن الأدوار الرئيسية فى تحرير مصر من الغزاة وتأسيس تلك الدولة قامت بها نساء ربما يكن الأكثر عظمة على مدار تاريخ مصر القديم. فقبل ستة وثلاثين قرنا من الزمان قادت الأسرة السابعة عشرة مصر لإزاحة احتلال الـ «حقخاسوت» التى تعنى بالهيروغليفية «حكام البلاد الأجنبية» والمعروفين شعبيا بالهكسوس والذى جثموا على صدر مصر قرنين من الزمان قبل أن يتم طردهم ومحو ذكرهم من الوجود كليا فى عام 1550 قبل الميلاد.
وكان لثلاث نساء من تلك الأسرة فضل عظيم فى حرب التحرير تلك. وعلى رأسهن الملكة الأم تيتى شيرى التى دفعت بابنها »سقنن رع« لبدء المعركة الأخيرة والكبرى لتحرير مصر من «الهكسوس». وساندتها فى ذلك ملكة عظيمة أخرى هى »إعج حوتب« زوجة سقنن رع الذى سقط شهيدا فى معركة التحرير وما زالت مومياؤه المصابة بكسر فى الجمجمة نتيجة ضربة سيف على الرأس شاهدا على استشهاده. واستمرت «إعج حوتب» فى حشد المصريين لمواصلة الحرب ودفعت بابنها الأكبر »كاموس« لأتون المعركة ليلقى مصير والده ويستشهد هو الآخر فى معركة استرداد حرية مصر واستقلالها وكرامتها. ودفعت تلك الأم التى تملك مخزونا هائلا من الاحتمال والجلد والإيمان بالوطن بابنها الثانى «أحمس الأول» لأتون الحرب وهى من ورائه تبث روح الثورة والوطنية فى المصريين وتجمع الأنصار والأموال لتمويل الحرب الوطنية العظمى عند المصريين القدماء. واخيرا تتمكن مصر بقيادة أحمس الأول من تحقيق انتصارها التاريخى الهائل على «الهكسوس» وتحطيم عاصمتهم «أواريس» وتحرير مصر منهم كليا وتأسيس الدولة الحديثة.
ولم تكن «إعج حوتب» وحدها فى دعم ابنها، إذ كانت هناك زوجته «أحمس نفرتاري» تدعمه بكل قوتها وتسهم فى حشد الأنصار وتعبئتهم، والمشاركة معه فى المعارك لدرجة أنها رفعت لمرتبة القداسة وعُبِدت بعد ذلك. أما أمه «أعج حوتب»، فقد لُقبت بـ»سيدة الجزر» تكريما لها، والمقصود بذلك هو جزر البحر الأبيض المتوسط وضمنها بعض الجزر اليونانية التى كانت تابعة لمصر وكانت تسكنها شعوب بدائية أسماها المصريون «شعوب البحر»، وهى الشعوب التى نقلت إنجازات الحضارة المصرية القديمة إلى اليونان وأوروبا، قبل أن يُكمل الاحتلال الإغريقى ومن بعده الرومانى نقل تلك الإنجازات بل ونسب جزء مهم منها إلى أنفسهم فى الطب والهندسة والأدب والفلسفة، فى سرقة حضارية هى الأكبر تاريخيا. وكانت تلك السرقة قد تغطت لزمن طويل بفقدان اللغة الهيروغليفية إلى أن فك شامبليون رموزها وظهرت الأصول المصرية القديمة التى تمت سرقتها.
وضمن أهم ملكات الدولة الحديثة وأهم ملكات مصر على مر العصور، تأتى حتشبسوت، وهى ملكة بناءة عظيمة، ملأت مصر بناء وتنمية ورخاء ومدت علاقات مصر إلى قلب وشرق إفريقيا، ويعتبر معبد الدير البحرى الخاص بها والذى بناه مهندسها العظيم »سنموت« تحفة معمارية، فضلا عما يحتويه من جداريات سردية تحكى قصة ولادتها من الإله آمون والتى وضعتها لتعزيز مكانتها على العرش، وقصة الرحلة التجارية لبلاد «بونت»، وهى شرق إفريقيا الحالى والصومال تحديدا.
وكانت هناك ملكات لهن أدوار مؤثرة فى إدارة البلاد مثل الملكة «تي» زوجة «أمونحتب الثالث» وهى ملكة ميتانية الأصل (مملكة ميتانى كانت تقع فى شمال العراق فى منطقة كردستان العراق الحالية، وشعبها على الأرجح هم الأكراد القدماء). وكانت تلك الملكة قد تم إهداؤها من بلدها الذى كان يدين بالولاء لمصر، إلى «أمونحتب الثالث» لتصبح زوجته المفضلة والمسيطرة خاصة فى أواخر عهده عندما كبر فى العمر. وتلك الملكة هى أم الملك «إخناتون» صاحب دعوة التوحيد الذى كان زوجا لملكة مهمة أخرى ساندته فى دعوة التوحيد هى الملكة نفرتيتى (اسمها يعني: الجميلة تخطر). ويعد تمثال رأسها المسلوب والمحفوظ فى برلين رمزا لجمال المرأة المصرية.
وكانت وراثة العرش أنثوية فى غالبية عصور الحضارة المصرية القديمة، وهو السبب الرئيسى لوجود زواج الأشقاء فى العائلات المالكة فى مصر القديمة رغم أنه كان محرما ويعد خطيئة كبرى تستحق الموت لدى الشعب المصرى الذى يتصدر الشعوب التى وضعت المحارم فى وقت مبكر عن كل ما عداه.
كما أن نظريات وأساطير الخلق عند المصريين القدماء ومجمعات الآلهة كانت تضم أكثر من إلهة رئيسية. ففى تاسوع هليوبوليس الذى يضم الإله الخالق رع، والآلهة التى أوجدها »شو« إله الهواء، و»تفنوت» إلهة الماء، و»جب» إله الأرض، و»نوت» إلهة السماء وأم النور، و»عوزير« الذى يكتب عادة «أوزوريس» إله الزرع والنماء وخصوبة الأرض وإله عالم الموتي، وزوجته الإلهية »عيزي« أو »إيست« أو »الست« التى تكتب عادة »إيزيس«. وكانت إلهة السحر والأمومة، ويعزى إليها قدرات خارقة تمثلت فى قيامها ببعث زوجها عوزير أو أوزوريس من الموت بعد أن قتله شقيقه إله الشر »ست« أو »سيتان«. وكان المصريون القدماء ينسبون فيضان نهر النيل بكل ما ينطوى عليه من خير وعطاء إلى دموع تلك الإلهة. وكان لديهم عيد يسمى عيد »النقطة« فى شهر بؤونة، حيث تنهمر دموع تلك الالهة حزنا على زوجها القتيل وهى تبحث عن جثمانه بعد أن أخفاه شقيقه القاتل، فتتحول تلك الدموع لفيضان هائل يحمل الخير لمصر كلها وفقا للأساطير المصرية القديمة.
وكانت عيزى أى إيزيس أو «الست» هى آخر إلهة مصرية ظلت معبودة حتى القرن الخامس بعد الميلاد فى بعض مناطق مصر وبلدان أخرى من بينها إيطاليا، ومنها أُخذت الإلهة العربية «العزي» على الأرجح. كما أن أى سيدة عظيمة فى مصر كان يطلق عليها لقب «الست» نسبة إلى تلك الإلهة. وتعد سيدة الغناء العربى أم كلثوم من أشهر من حصلن على ذلك اللقب العزيز الساكن فى ضمائر المصريين حتى لمن لا يدركون أصل التسمية.
وضمن هذا التاسوع هناك «هور» الذى يكتب عادة «حورس»، وهو إبن عوزير (أوزوريس) وعيزى (الست) وهو رب الانتقام والثأر ورمز الوراثة الشرعية للعرش. وضمن التاسوع أيضا، هناك إله الشر والظلام »ست« أو »سيتان« ويُرمز له عادة بلون الدم المكروه لدى المصريين القدماء وبحيوان يشبه الحمار. وكانت زوجته هى الإلهة «نفتيس» وهم أشقاء عوزير (أوزوريس) وعيزي. (إيزيس أو الست).
وهناك إلهة أخرى لا تقل أهمية عن آلهة هذا التاسوع هى «هاتور» التى تكتب عادة «حاتحور». وهى إلهة الجمال والموسيقى والحب والطرب وربة الجميزة إلهة الأشجار والزوجة الإلهية لـ «هور». وهناك الإلهة «سخمت» زوجة الإله بتاح التى كانت تُصور على هيئة لبؤة ضارية، وهى إلهة الحرب.
وهناك أيضا «سيشات» إلهة الكتابة. وهناك الإلهة «ماعت» إلهة الحق والعدل، والإلهة «تاورت» التى اعتبرها المصريون القدماء «أم الكون الإلهية» وراعية النساء الحوامل، والإلهة «إبت» راعية المواليد (ماريو توسي،، كارلو ريو ردا، معجم آلهة مصر القديمة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة مصريات.. تاريخ-فن-حضارة، 3، القاهرة، 2008.)
وهناك عدد كبير من الإلهات فى مصر القديمة. وتقريبا كانت هناك إلهة مؤنثة كمقابل لكل إله مذكر. وهناك الإلهة «بعلات» الكنعانية التى تحمل نفس سمات الإلهة «هاتور» المصرية، وهى صورة منها فى بعض الأحيان. وقد عبدها بعض المصريين فى الدلتا. وهناك الإلهة «عشتار» فى بلاد الرافدين وسورية وهى ربة الحب والحرب والدمار وأم البشر، والتى عُبدت أيضا فى مناطق إقليمية محدودة فى شرق الدلتا، من خلال تبادل التأثير بين مصر وشعوب المنطقة.
باختصار كانت الأنثى لها مكانة عظمى بين البشر والآلهة فى مصر القديمة التى فاقت كل الحضارات القديمة فى موقفها الأكثر إنسانية من المساواة بين الرجل والمرأة، بالذات إذا قارناها بالحضارة الإغريقية التى كانت متخلفة للغاية بالمقارنة مع الحضارة المصرية القديمة فى هذا المجال. وكل هذا يجعل التردى الراهن فى النظر للمرأة والانحطاط الأخلاقى باستسهال إهانتها أو التحرش بها، غريبا على الميراث الحضارى المصري. وهو نموذج لتأثير الظروف الاقتصادية غير المواتية، والتأثير السلبى للمجتمعات المجاورة الأقل تحضرا على مجتمع أكثر تحضرا فى أوقات أزمته.
وبعيدا عن التاريخ القديم، حقق الرواد العظام فى أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين انتصارات كبرى لحقوق المرأة فى التعليم والعمل. وتعززت تلك الانتصارات بقوة بعد الانقلاب الثورى فى يوليو 1952 والذى تحول لثورة اجتماعية. فأصبحت هناك مساواة قانونية بين المرأة والرجل فى فرص ومجانية التعليم الذى صار مدخلا رئيسيا للحراك الاجتماعى فى دولة كانت تبنى القواعد الاقتصادية الصناعية والزراعية والخدمية لاستقلالها الوطنى خلال الخمسينيات والستينيات وحتى منتصف السبعينيات من القرن العشرين. وظلت الفوارق فى التعليم بين الجنسين مرتبطة بالتغيرات الثقافية والاجتماعية الأبطأ فى العادة من التغيرات السياسية التى حققت المساواة بين الجنسين قانونيا فى مجال التعليم.
وكانت قدرة سوق العمل على استيعاب خريجى النظام التعليمى من رجال ونساء فى تلك الفترة، تشكل حافزا هائلا لتعليم الفتيات باعتبار أن التعليم والوظائف المميزة المرتبطة به، بمنزلة سلاح لتحسين فرصهن فى الحياة سواء بالنسبة لمستوى المعيشة أو فرص الزواج والاستقلالية والتكافؤ مع الرجل فى الحياة الزوجية القائمة على دخل الزوجين.
ومع تباطؤ النمو الاقتصادى وتراجع فورة بناء المشروعات العامة الجديدة منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين، بدأ تكديس خريجى النظام التعليمى فى الجهاز الحكومى والجهاز الإنتاجى القائم كبطالة مقنعة. وبدأ تعيين الخريجيين يتأخر عدة أعوام. وبدأ التزاحم يتزايد على فرص العمل القائمة. وعادت دعاوى عودة المرأة للمنزل. وتبنتها بصفة خاصة المجموعات السياسية ذات المرجعية الدينية المتطرفة. وكان الرئيس الأسبق أنور السادات قد فُتح مجال النشاط لتلك القوى على أوسع نطاق لمواجهة قوى اليسار من ماركسيين وناصريين. وبدأت أيضا أفكار من قبيل عدم أهمية تعليم المرأة تنتشر بالذات لدى الفقراء ومحدودى الدخل خاصة. وفاقم من ذلك أن مجانية التعليم تراجعت. كما أن التعليم لم يعد مرتبطا بالتوظف الفوري، بعد تأخر التعيين الحكومى ثم توقفه. كما أن أجور غير المتعلمين والمتعلمات ممن يعملون فى الزراعة أو الخدمات المنزلية، أصبحت تفوق كثيرا، أجور العاملين فى الجهاز الحكومى من خريجى النظام التعليمي. ثم أوقفت الدولة التزامها بتعيين الخريجيين عام 1984.
ومنذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين، تم فتح باب السفر الفردى للعاملين المصريين للعمل فى بلدان الخليج فى ظل نظام الكفيل الأقرب للعبودية المؤقتة. وسهل نظام الكفيل، فرض المنظومة القيمية لتلك البلدان على العاملين لديهم. وتم تفضيل التعاقد مع من يتبنون تلك المنظومة، وبالذات من أنصار المجموعات الدينية المحافظة أو المتشددة. وأدى ذلك إلى قيام أعداد من العاملين المصريين من مختلف المستويات التعليمية والمهارية ممن عملوا وأقاموا فى منطقة الخليج المحافظة ظاهريا بنقل النموذج الاجتماعى الموجود فيها إلى مصر. وهو نموذج مرتبط بالثقافة القبلية المغلقة فى النظر إلى المرأة، وهو ما يختلف عن الميراث الحضارى التاريخى الهائل لمصر فى هذا الصدد على مر العصور منذ الدولة المصرية القديمة. وقد شكل ذلك مؤثرا شديد السلبية على منظومة القيم الاجتماعية والثقافية المصرية التنويرية العظيمة، وأسهم مع عوامل داخلية فى وأد حركة التنوير فى مصر وإعادتها للوراء قرنا من الزمان على الأقل.
وقد فاقم من هذا التأثير أن خروج الرجل للعمل فى الخارج واستغناءه عن الدخل المتحقق من عمل النساء فى أسرته داخل مصر، قد أدى إلى تهميش الدور الاقتصادى للمرأة وضاعف من عوامل تهميشها اجتماعياً أيضاً.
وبالتزامن مع ذلك شهدت مصر تحولات سياسية وأيديولوجية أثرت سلبيا على وضع المرأة. فقد تحولت مصر من النظام الناصرى الذى حقق درجة عالية من المساواة بين المرأة والرجل فى التعليم والعمل والرعاية الصحية والأجر، إلى نظام الاقتصاد الحر دونما ليبرالية سياسية حقيقية، بل تم استنهاض قيم ظلامية ومتخلفة ثقافياً واجتماعياً يسهل معها حكم الشعب وتقييد حرياته فى الفعل، وقمع وجهات النظر التنويرية والتحررية الحقيقية والتقدمية، وتسهيل مواجهة بقايا النظام الناصري، فكانت النتيجة نظاماً يفتقد الاتساق من جهة، وأكثر تخلفاً من جهة أخري.
ومع ثورة الشعب العظيمة فى 25 يناير 2011، وموجتها الثاتية الهائلة فى 30 يونيو 2013، والدور الهائل للمرأة فى الثورتين، وفى إقرار الدستور المنصف لها إلى حد كبير، أصبحت استعادة عصر التنوير والمساواة الحقيقية بين المرأة والرجل فى كل مناحى الحياة واجبا حقيقيا على كل المؤمنين بمستقبل مصرنا العظيمة كوطن لكل أبنائها دون أى تمييز نوعى او عرقى او دينى او طائفي، لتتجلى على وجه الدنيا شمسا للحق والعدالة والتنوير والمساواة.