أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة

أحوالنا الاقتصادية الصعبة.. وشىء عن الثقافة والسياسة

أحوالنا الاقتصادية الصعبة.. وشىء عن الثقافة والسياسة

 العرب اليوم -

أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة

بقلم: عمار علي حسن

الظرف الاقتصادى الصعب الذي نمر به، وفيه ما يخصنا وحدنا وما يرتبط بحال العالم، يتطلب التعامل بعقل مرن وقلب مفتوح، مع كل الاقتراحات التي يقدمها خبراء مقربون من السلطة وآخرون في صفوف المعارضة ومستقلون، وهم يتفقون على إعادة ترتيب «جدول الأولويات الاقتصادية» الآن وفى المستقبل المنظور.

( ٢ )

أيام الشدة المستنصرية، التي سببها جفاف النيل، اشترت امرأة جوال دقيق بعقد مجوهرات ثمنه مائة ألف دينار. حين حملته إلى الشارع هجم الناس عليها يخطفونه حتى لم يبق لها سوى حفنة خبزتها رغيفا، رفعته إلى السماء قائلة: اشهد يا إلهى أننى اشتريت رغيف خبز في عهد المستنصر بمائة ألف دينار.

( ٣ )

مطالبة الوزير الأسبق منير فخرى عبدالنور باحترام مبدأ «وحدة الموازنة» أمر مفهوم، بل هو مطلب وطنى، إذ لا يمكن لبلد أن يتقدم على طريق التنمية في ظل تعدد الميزانيات، اثنتين أو ثلاث أو يزيد. مبدأ «وحدة الميزانية» من عناصر الدولة الحديثة والعصرية، غير ذلك سنجد صعوبة شديدة في فهم إمكانيات اقتصادنا، ومن ثم نضع حلولا لمشاكله، ونرسم طرقا لخروجه من أزمته.

( ٤)

في ذكرى يوليو 1952 أقول: هناك ثلاثة لجمال عبدالناصر: الانحياز للعدل الاجتماعى، والاعتماد على نوابغ المدنيين في التنمية، والإيمان بمكانة مصر وكرامة أهلها. وهناك ثلاثة عليه: الاستهانة بالحريات العامة وبعض الملكية الخاصة، وترك الجيش لصديقه، وقيام دولة الخوف. من أسف فإن العيوب أكلت المزايا، وتراجعت مبادئ الثورة الستة حتى صارت شبحا.

( 5 )

جاء مؤنس يشكو إلى أبيه طه حسين دخول الدسائس إلى رحاب الجامعة، وكان طه قد رفت من جريدة الجمهورية بطلب من المشير عامر، وانعزل العقاد في بيته بعد اتهامه بالرجعية وتحاشى الناس له، فيما كان بلطجية قد اعتدوا عام 1954 على أبى الدساتير السنهورى، وهم يهتفون: تسقط الديمقراطية، يسقط المثقفون.

(6)

رأيت «فيديو» قصيرا، حذفه تويتر لأنه ينطوى في نظره على عنف، كان عن حمار ضربه صاحبه بقسوة، فلما ركبه تمرد الحمار ورماه أرضا، ثم رفسه، وأمسك ساقه اليمنى بين أنيابه، وراح يجره ويتخبطه يمنة ويسرة بقوة حتى مرغ أنفه في التراب، وأدمى وجهه. ضحكت وقلت: رفض الحمار المهانة بينما لا يزال على الأرض بشر يقبلونها.

( 7 )

«استرداد طه حسين» هو من أهم الكتب التي ردت شبهات كثيرة أثيرت حول شخص عميد الأدب العربى وأفكاره، ومؤلفه الناقد ممدوح فراج النابى، بذل جهدا كبيرا في بناء الأدلة التي تثبت أن الرجل قد تعرض لافتراءات متلاحقة، أغلبها ضمن الصراع السياسى الممقوت، أو الإحن بين الكتاب والمفكرين أو ممن يسعون إلى شهرة زائفة بلا ورع.

( 8 )

عاش عباس محمود العقاد في شقة بالإيجار، وبعد وفاته أراد صاحب الشقة استردادها، فدخل إليها وفوجئ بمكتبة ضخمة عامرة، فنادى عمالا راحوا يرفعون الكتب ويرمونها على سلم العمارة. كان العقاد يضطر أحيانا لبيع بعض كتبه التي استغنى عنها ليجد ما يعيش به، ويشترى كتبا جديدة. راحت الشقة بكتبها، وبقى العقاد.

( 9)

قال نجيب محفوظ في حوار مع الكاتب الصحفى والباحث في مجال الثقافة إبراهيم عبدالعزيز: «كان طه حسين ينبه على الأساتذة ألا يسمحوا لنا بكتابة المحاضرات، ولا يجوز لنا أن نقيد في أوراقنا إلا اسم مرجع أو سؤالغ نريد أن نسأله، أما أن أقيد ما يقوله الأستاذ وأحفظ، فهذا ما يرفضه، ويقول لنا: اكتبوا المحاضرات مما استوعبته عقولكم ولديكم المراجع في مكتبة الجامعة».

( 10 )

كتب الأديب سعد القرش مقالا يؤكد فيه أن ثلاثية نجيب محفوظ لو كانت قد كتبت بالإنجليزية أو الفرنسية، وهما أسرع لغتين تقرأ بهما لجنة نوبل، لفاز بالجائزة قبل حصوله عليها بثلاثين عاما. أتفق مع هذا الرأى، وأقول إنها مأساة مستمرة، فما يُترجم من الأدب العربى لا يزال ضئيلا وأغلبه يغذى الصورة النمطية التي صنعها الغرب للعرب والمسلمين.

( 11 )

«الشعب يعرف الكثير في وقت يسود فيه اعتقاد أن كل شىء محجوب عنه». عجبتنى هذه العبارة من الندوة التي عقدها اتحاد أدباء وكتاب العراق قبل أيام بقاعة محمد مهدى الجواهرى حول روايتى «صاحب السر»، وتحدثت فيها الناقدة د. بيسان خالد على مصطفى التي سبق لها أن أعدت دراسة عن الغرائبية والعجائبية في هذه الرواية، ضمن مساق ترقيتها لدرجة الأستاذية. ورغم أن الرواية اجتماعية نفسية تدور في قرية عزلاء منسية، لكن الحاضرين التقطوا الإسقاط السياسى الخفى، بما جعلنى أتذكر مقولة نجيب محفوظ: «لا يوجد حدث فنى، إنما يوجد حدث سياسى يلبس رداء فنيا». ومما قيل أيضا أنه حين يفسد الكبار ويتصارعون تنكشف الأسرار الدفينة، وهى مقولة تلخص، فقد دُفن بطلها حيا، لتموت معه الأسرار، لكنه قاوم في سبيل الحياة، حتى خرج من قبره، وفى جعبته أسرار أكثر، وهذا معناه ببساطة أن المبالغة في التعتيم تفتح أوسع باب نحو الفضائح.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:05 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن القضاء على 200 مسلح في ريفي حماة وإدلب
 العرب اليوم - الجيش السوري يعلن القضاء على 200 مسلح في ريفي حماة وإدلب

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab