13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 3

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز (3)

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز (3)

 العرب اليوم -

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 3

بقلم : عمار علي حسن

وفى ثلاثينات القرن التاسع عشر، راح محمد على يزيد من نفوذه فى جزيرة العرب، متشجعاً بالانتصارات التى حققها فى الشام، رامياً إلى تكوين دولة عربية موحدة أو «إمبراطورية صغيرة». وتغلبت القوات المصرية على الثورات المحدودة وحركات التمرد الواسعة ضد الحكم المصرى، ومنها الفتنة العسكرية التى وقعت فى جدة فى عام 1832، وثورة أمير نجد فيصل بن تركى. وتقدمت القوات المصرية إلى البحرين، لكنها لم تدخلها حتى لا تُستدرَج إلى معركة مباشرة مع البريطانيين، وبنت خطتها على عدم تمكينهم من الاستقرار فى تلك البقعة الخليجية. وامتد النفوذ المصرى إلى ساحل عُمان. وعيّن خورشيد باشا قائد القوات المصرية فى الحجاز سعيد بن مطلق حاكماً على الساحل، فرحب به القواسم فى الشارقة ورأس الخيمة. علاوة على ذلك، فكر محمد على فى الزحف إلى الشمال الشرقى للاستيلاء على مصب دجلة والفرات.

لكن الإنجليز كانوا لمحمد على بالمرصاد، فاستولوا على عدن فى عام 1839، ليحولوا دون تفكيره فى الزحف جنوباً للاستيلاء على هذا المرفأ المهم. ثم ألّبوا عليه أوروبا، فحشدت قواتها ضده، وتمكنت من هزيمته فى معركة نزيب فى عام 1839، ليضعوا حداً لطموحه، بعد إبرام معاهدة لندن فى عام 1840، التى أصدر بمقتضاها أوامر لقائده خورشيد باشا بالتوجه إلى مصر، فخرج من جزيرة العرب، تاركاً وراءه بعض جند الاحتياط تحت إشراف الأمير خالد بن سعود أمير نجد.

وبانسحاب الجنود من الإحساء ونجد فى عام 1256 هـ/ 1840، انتهى الحكم المصرى فى جزيرة العرب، لتصبح نهباً لصراعات دولية، لم تنتهِ إلى الآن.

أما العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر ودول الخليج، فتضرب هى الأخرى جذوراً عميقة فى التاريخ، فحرص مصر على الاستيلاء على الحجاز نبع من أن الحجاز كانت محطة تجارية على البحر الأحمر، درّت على مصر أرباحاً طائلة، ولذا سعت مصر دوماً إلى عدم تمكين أى طرف خارجى أو قوة معادية من السيطرة عليها، لأن هذا كان يعنى إضعاف مركز مصر الاقتصادى.

ومع أن العلاقات التجارية بين مصر والحجاز قديمة، فإن النصف الثانى من القرن السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر شهد نمواً غير مسبوق فى الحركة التجارية المتبادلة بين موانئ مصر (السويس - القصير) وموانئ الحجاز (جدة - ينبع - المويلح)، نظراً لعوامل عدة، منها بروز أهمية كبيرة للبن اليمنى فى التجارة الدولية، وتحول مدينة سورات الهندية إلى مدينة تجارية نشطة، واتخاذ الإنجليز للبحر الأحمر معبراً للتجارة واسعة النطاق بعد أن سمحت لهم السلطات العثمانية بذلك، ثم الدور الكبير الذى لعبته الدولة العثمانية فى تأمين النقل البحرى فى البحر الأحمر، علاوة على إنشائها العديد من السفن لنقل غلال الحرمين.

وكانت الصادرات المرسلة من الحجاز إلى مصر فى تلك الآونة هى البن والأقمشة القطنية الهندية والبخور والخزف الصينى والتوابل والمر والصبر والصمغ وسم الحوت، وهى سلع كان أغلبها يأتى إلى الحجاز من الهند واليمن. فى المقابل، كانت مصر تصدّر إلى الحجاز السلع الغذائية من القمح والفول والأرز والعدس والحمص والزبد والجبن والعسل والسكر إلى جانب الأقمشة والورق وبعض المصنوعات مثل مرايا الزجاج وإبر الخياطة والخرز والسكاكين وبعض الأدوات الحديدية والأسلحة.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 3 13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 3



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab