الأدب والخيال والثورة 1  4

الأدب والخيال والثورة (1 - 4)

الأدب والخيال والثورة (1 - 4)

 العرب اليوم -

الأدب والخيال والثورة 1  4

عمار علي حسن

هذا حوار أجراه معى الروائى الأستاذ أسامة حبشى للنشر فى جريدة «القاهرة»، ونظراً لما للأسئلة التى طرحها من أهمية، ليس لى فحسب، بل لكل من يروم التفاعل مع المشهد الثقافى الراهن، فإنى أعيد نشره لقراء «الوطن»، الأوسع انتشاراً، لعلهم يجدون فيه ما يفيد.

■ النبوءة والواقع.. صراع الأب وابنه فى روايتكم الأخيرة «السلفى».. هل تحدثنا عن تلك النبوءة؟

- النبوءة فى الرواية هى بنت انحيازى للخيال والتخييل أو السحر أو الفنتازيا التى كان لها حضور شديد فى روايتى «شجرة العابد» وسيكون لها حضور أشد فى روايتى القادمة «جبل الطير»، والنبوءة فى «السلفى» تنبت من «كرامة صوفية» لعجوز تحدد بها مستقبل الابن الذى يستدرجه «السلفيون الجهاديون» ويزرعون أفكارهم المفضية إلى العنف والإرهاب فى رأسه انتقاماً من والده المحامى الليبرالى الذى يكتب مقالات يحارب بها التزمت وينتصر للاعتدال والاجتهاد والعصرنة. والنبوءة هى التى تحدد العتبات الواحدة والعشرين التى على الأب أن يمر بها حتى يستعيد نجله الذى سافر للجهاد فى أفغانستان ومنها ساح مع الإرهابيين فى بلاد شتى، وبتحديدها تلك العتبات لا ترسم النبوءة معانى النص ومضمونه بل أيضاً بناءه ومعماره.

■ تتخذ أعمالك الأدبية محوراً مهماً وهو الإسلام السياسى وتشرع عبور شخوص روايتك فى تحليل ذلك المحور برؤية كاشفة واعية.. فهل يمكن اعتبار ذلك مساراً للمبدع الكبير عمار على حسن؟

- لا، وليس صحيحاً، فهذا الحكم ناجم عن محاولات غير علمية لقراءة كتاباتى الأدبية من خلال معرفة اهتماماتى العملية والعلمية وسيرتى الذاتية، وهذا مسلك حذر كثيراً منه الأديب الكبير «ميلان كونديرا» ورآه ظلماً للكاتب، وبالتالى فهو مسلك يظلمنى، وللأسف بعض النقاد بدأ قراءة أعمالى من خلال معرفته بما أكتب وأفعل خارج الأدب، إنه التأويل البيوجرافى المجحف، فأعمالى الروائية والقصصية بها محاور أو مسارات متنوعة، فـ«حكاية شمردل» روايتى الأولى هى تجربة أليمة لشاب فقير مريض مع ملابسه البسيطة الضائعة، ورواية «جدران المدى» بطلها الرئيسى شاب يسارى يقاوم الفساد لكنه ينهزم ويدفع ثمناً باهظاً لنبل مقصده وشجاعته، وبطلا رواية «زهر الخريف» شابان، مسلم ومسيحى، كانا صديقين يقاومان اللصوص فى قريتهما العزلاء المنسية ثم يذهبان للتجنيد ويحاربان فى أكتوبر 1973 لاستعادة الأرض السليبة، فيعود أحدهما شهيداً، ويضيع الثانى فى الصحراء الشاسعة لتبدأ رحلة البحث عنه صانعة مضمون الرواية ومفارقاتها وبكائيتها. ورواية «شجرة العابد» هى فانتازيا ممزوجة بواقع يجرى فى نهاية العصر المملوكى، ورواية «سقوط الصمت» هى تصوير جمالى ونفسى واجتماعى لمشاهد ثورة «يناير» وشخصياتها الفاعلة.

كما أن مجموعتى القصصية «عرب العطيات» تدور فى الريف والمدينة وأغلب أبطالها من المهمشين، وأبطال مجموعة «أحلام منسية» كلهم من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية وإعاقات ذهنية، وشخصيات مجموعة «التى هى أحزن» متنوعة من الريف والمدينة أيضاً، وبها قصة طويلة تحمل عنوان المجموعة عن سيدة رومانسية تعانى مع زوجها المتبلد الغشوم فتطلب الطلاق منه لتبدأ مأساة جديدة، وعلى وشك الصدور هناك أقاصيص بعنوان «حكايات الحب الأول» هى عبارة عن مائة قصة وأقصوصة شاعرية عن تجربة الحب الأول. ورواية «جبل الطير» التى انتهيت منها مؤخراً عالمها يغوص فى التاريخ الفرعونى والقبطى والإسلامى، وتخلط الواقع بالخيال.

هذا معناه أن هناك تنوعاً فى اهتماماتى الأدبية، وأن قضية «الإسلام السياسى» لم تظهر بكثافة سوى فى رواية «السلفى» وهناك فقط شخصية من تنظيم «الجماعة الإسلامية» فى رواية «جدران المدى».

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأدب والخيال والثورة 1  4 الأدب والخيال والثورة 1  4



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab