التحالفات الانتخابية 2  3

التحالفات الانتخابية (2 - 3)

التحالفات الانتخابية (2 - 3)

 العرب اليوم -

التحالفات الانتخابية 2  3

عمار علي حسن

فى المقال السابق ذكرت أربع سمات للتحالفات الحزبية فى مصر، وهنا أكمل:

5- هناك عامل جعل التحالفات الحالية لا تخلو من الاضطرارية، أو تفتقد إلى قدر مناسب من الطوعية يتمثل فى قانون الانتخابات الحالى الذى دفع الأحزاب إلى الدخول فى تحالفات لملاءمة أوضاعها من نظام القائمة المطلقة المغلقة، إذ ينص الدستور على ضرورة تمثيلها فئات معينة هى الشباب والنساء والمسيحيون وذوو الاحتياجات الخاصة، وفق المادة (244) الواردة فى باب الأحكام الانتقالية، التى تقول: «تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوى الإعاقة والمصريين المقيمين فى الخارج، تمثيلاً ملائماً فى أول مجلس للنواب يُنتخب بعد إقرار هذا الدستور، وذلك على النحو الذى يحدده القانون».

6- تحمل هذه التحالفات بذور فنائها، إذ إن المحاصصة قد تؤدى إلى انفجارها، حيث يبلغ عدد الراغبين فى الترشّح أضعافاً مضاعفة للعدد المحدد لهم وفق القانون بالانضواء تحت قائمة واحدة، الأمر الذى يُعرض قيادات الأحزاب لضغوط متواصلة من المرشحين، وبعضهم قد يسحب عضويته منها إن لم يدخل القائمة، وقد يتجمع البعض منهم معلنين انشقاقاً عن الحزب، وتكوين حزب جديد، لا سيما فى ظل ثقافة الانقسام والانشطار المسيطرة على الحياة السياسية المصرية حتى الآن، ومع استمرار كثير من المشكلات التى كانت تعانى منها الأحزاب قبل الثورة، ومنها الهشاشة وسيطرة الشللية ونفسية الانتفاع.

7- هذه تحالفات بين مختلفين أيديولوجياً، بما يجعل التنسيق العميق بينها أمراً صعباً أو مؤقتاً، لا سيما فى ظل حالة من الاستقطاب الاجتماعى الكبير فى مصر على خلفية تفاوت طبقى واسع بفعل سياسات أدت إلى تركز الثروة فى أيدى قلة، بينما بقيت أغلبية الشعب تراوح بين فقير وتحت خط الفقر، فيما تآكلت الطبقة الوسطى.

8- رغم أن هذه التحالفات هى بالأساس بين أحزاب، إلا أنها تسعى بلهفة وراء شخصيات مستقلة بارزة لتضعها على رؤوس قوائم بغية اصطياد أكبر عدد من المقاعد، لا سيما مع اتساع الرقعة الجغرافية للقوائم، بما يجعل النخب البرلمانية التقليدية والمحلية غير قادرة على المنافسة القوية.

9- تبقى أمام هذه التحالفات أربعة سيناريوهات، إما أن تتماسك حتى إنجاز الانتخابات البرلمانية ثم تنهار، وإما أن تستمر متماسكة أثناء جريان الفصل التشريعى المقبل كمعارضة، وقد تستمر متماسكة وتشكل الحكومة حال عدم حصول رئيس الوزراء الذى يسميه الرئيس على أغلبية الثلثين، وإما أن تتفكك قبل الانتخابات كأنها لم تكن.

10- مهما بلغ مدى التنسيق أو التماسك بين الأحزاب السياسية فليس بوسعها أن تتجاوز واقعاً مؤلماً يبين أن حجم عضويتها والجماهير التى تميل إليها أقل بكثير من الجماهير غير المنظمة أو المحزّبة، وكذلك تلك التى لا تثق فى الحياة الحزبية برمتها، لا سيما مع التشويه المنظم الذى تتعرّض له الأحزاب بواسطة إعلاميين يستعيدون الدولة الشمولية، إلى جانب تركز الأحزاب فى العاصمة وبعض المدن الكبرى وندرة وجودها، أو قلة تأثيرها، فى الريف والمدن الطرفية.

ومما لا شك فيه، فإن استمرار تحالف الأحزاب، كلها أو بعضها، وتحوّله من مجرد تنسيق انتخابى إلى موقف سياسى موحد، فى الحكومة أو المعارضة، يتوقف على ما ستحصل عليه هذه الأحزاب من مقاعد فى البرلمان الآتى، مقابل المستقلين أو غير الحزبيين، كما يتوقف على حسم أمور أخرى ربما من قبيل الزعامة، أى من سيكون زعيم هذا التحالف؟ سواء على مستوى «الحزب القائد» أو «الشخص القائد».

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

arabstoday

GMT 07:18 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

شريك المأوى

GMT 07:15 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

لا تنتخبوا مرشحي المال الأسود

GMT 07:12 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

“الكباريتي” رجل دولة من طراز مختلف

GMT 07:10 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

لماذا نشعر بالقلق أكثر من أى وقت مضى؟

GMT 06:57 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 06:44 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

قضايا انتخابية 2024

GMT 06:39 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

مرونة أم تنازل؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات الانتخابية 2  3 التحالفات الانتخابية 2  3



النجمات العرب يتألقن أثناء مشاركتهن في فعاليات مهرجان فينيسيا

فينيسيا ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - أشهر الجزر السياحية في فينيسيا لقضاء عطلة ممتعة
 العرب اليوم - إستخدام اللون الفيروزي في ديكور المنزل المودرن

GMT 05:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 07:57 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

ما قبل الصناديق

GMT 18:31 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

وفاة مدرب فرانكفورت في حادث سير

GMT 06:56 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الجيش الإيراني... الحسابات والأخطاء التقديرية

GMT 14:07 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

انتشار واسع لـ حمى غرب النيل في أوروبا

GMT 14:09 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 40878 شهيدا و94454 إصابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab