عن رواية «مجهول» 22

عن رواية «مجهول» (2-2)

عن رواية «مجهول» (2-2)

 العرب اليوم -

عن رواية «مجهول» 22

عمار علي حسن

وتبلغنا رواية يوسف القعيد الأخيرة «مجهول» منذ أول سطورها بأن بطلها استجاب لـ«النداهة» فاختفى عند شط النيل، ليفتح خلفه سيلاً من التكهنات والتخمينات أقله دار حول سعيه وراء كنز يقال إنه مخبوء تحت جدران بيته أو رغبة فى خلفة الولد بعد الزواج من امرأة أخرى غير زوجته التى أنجبت له البنات. وانتقال البطل من قريته أعطى الكاتب فرصة كى ينتقل من البيئة القروية التى سيطرت على أغلب رواياته وقصصه، إلى جانب موضوع الحرب، إلى عوالم المدن الصغيرة أو البنادر، لكن يبقى «القعيد» مخلصاً لمقولته الشهيرة: «القرى من صنع الله، أما المدن فمن صنع البشر»، لهذا تبقى القرية المحضة هى منبع الدهشة والأسرار والفطرة الاجتماعية والحكايات التى تتناسل بلا هوادة، وعنها وفيها يكتب القعيد أفضل ما لديه.

كما منح هذا الانتقال المفاجئ والغريب الكاتب قدرة على الإبحار فى عالمى الغيبيات والخرافات، بعد أن عجزت البراهين العقلية عن تفسير ما أقدم عليه بطل الرواية «حسن أبوعلى» فأضفى هذا على الرواية مسحة صوفية تقاطعت فى بعض المواضع مع التصورات الدينية النفعية التى تغلب على بعض شيوخ القرية من الوعاظ، وهى طالما تكررت فى أعمال روائية عن القرية المصرية، لا سيما تلك التى كانت تتعامل معها باعتبارها وحدة مصغرة من الدولة أو تمثيلاً اجتماعياً لوظائفها المادية والرمزية والاعتبارية، حيث يلعب فيها العمدة أو الشيخ دور الحاكم، ويمارس ذوو الأملاك دور الطبقة الممكنة أو العليا، ويبدو شيخ الجامع هو المؤسسة الدينية، ويلعب الخفر دور الشرطة، واللصوص هم سارقو القوت وصانعو الشر، ويبقى الفلاحون هم عموم الشعب، وهى المسألة التى طالما لمسها القعيد فى رواياته السابقة، خاصة «الحرب فى بر مصر».

ربما أعطى «القعيد» روايته عنوان «مجهول» اتكاء على مراوحة أبطالها بين الخوف والرجاء، خوف من آتٍ غامض، ورجاء فى أن يكون ما يأتى فيه خير وسعادة، لكن فى الحالين يتعامل هؤلاء مع أمر ما غير معلوم فى مخاوفهم وأمنياتهم، وقد لا يملكون خيارات بديلة راسخة ومضمونة فى مواجهته. وهذا الوضع ينسحب على عموم المصريين فى اللحظة الراهنة، مع اضطراب الأحوال وسقوط اليقين فى السلطة والنخبة السياسية والتيار الدينى بشعاراته الزائفة ووثوقيته المصطنعة، وعندها بدا كثيرون فى حالة استهواء شديد، يبحثون عن أى خيط أمل يتعلقون به حتى لو كان وهماً، وهذه هى الوظيفة التى لعبها الكنز فى الرواية، وهو مخرج نابع من واقع معيش بائس تحول إلى ظاهرة فى المجتمع المصرى فى العقد الأخير، حيث نشط الناس فى الصعيد والدلتا، من سكان المدن والبنادر والقرى التى بنيت بيوتها فوق أرض كانت تمثل مراكز حضارية فرعونية، فى النبش عن كنوز تحت جدران بيوتهم فى محاولة لتحصيل ثراء سريع بعد أن أوصد الباب أمام الطرق المشروعة والمضمونة لتحقيق هذا الهدف عبر بذل الجهد، وإتقان العمل، واستغلال الوقت، والتدريب المستمر.

arabstoday

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

خيار الفاتيكان القادم: الكرازة أم التعاليم؟

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

السوداني والإخوة الحائرون

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

... والجامعيون أيضاً أيها الرئيس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن رواية «مجهول» 22 عن رواية «مجهول» 22



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab