ما وراء مقتلة «وايت نايتس»

ما وراء مقتلة «وايت نايتس»

ما وراء مقتلة «وايت نايتس»

 العرب اليوم -

ما وراء مقتلة «وايت نايتس»

عمار علي حسن

كعادة السلطات التى حكمت مصر، سواء قبل الثورة أو بعدها، يغيب العلم عن القرار، ويغلب العناد على رؤوس من يتحكمون فى الأمور، بدءاً من عظائمها فى السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع حتى مباريات كرة القدم.

فمشكلة «الألتراس» ليست وليدة اليوم، ولم تنشأ عند استاد الدفاع الجوى، الذى سقط على أسواره وحولها أكثر من خمسة وعشرين شاباً مصرياً، ذهبت دماؤهم سدى، وعلى الأرجح، سيضيع نحيب أهلهم عليهم بلا جدوى، بين أيادى سلطة تتوهم أن الهيبة يخلقها البطش وليس العدل، ورؤساء أندية يراوحون بين الفساد والعجز والجنون.

هذا موضوع ممتد فى سنواتنا الأخيرة لا يعالجه أحد، لأن الذين يتصدون له يفكرون بأقدامهم، ولا تشغلهم سوى مصالحهم الضيقة العابرة التى دفعت عميد شرطة صار فى غفلة من الزمن أكبر معلق ومقدم برامج رياضية فى مصر أن يقول: «لتصمت السياسة إلى الأبد، وليحىَ الكلام عن الكرة أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً، وبعدها الفن خامساً وسادساً وسابعاً»، وذلك لأن مصلحته الشخصية، نجومية وكسباً، تقتضى أن يغيب وعى الناس فى المستطيلات الخضر، فلا سياسة ولا ثقافة ولا علم ولا تعليم، وليترك شبابنا بناء المؤسسات السياسية والاجتماعية، وعلى رأسها الأحزاب والنقابات والروابط والاتحادات، بل يتركون مدارسهم وأعمالهم وكل ما يقيم الدولة التى يحلمون بها، ويجلسون على المقاهى يتابعونه بشغف وهو يقطع من أعمارهم ساعات يحكى لهم فيها عن «الأوفسايد» الذى لم يتم احتسابه، و«التمريرة» التى لم تكن سليمة، و«الضربة الركنية» التى تفادت كل الرؤوس وهوت بعيداً.

حين ثارت مشكلة «الألتراس» للمرة الأولى بُحَّ صوتى، وصوت كثيرين، بضرورة توظيف العلم فى حلها، عبر الاستعانة بعلماء نفس واجتماع وخبراء أمن، ومعهم رياضيون بارزون لهم حظوة عند هؤلاء الشباب، وفنانون لهم مصداقية لديهم، ويتم تشكيل مجموعات من هؤلاء تدخل فى حوار عميق لإعادة دمج شباب «الألتراس» وتكيفهم مع السلوكيات التى تحترم القوانين السائدة، وتشحذ طاقاتهم لعمل إيجابى، وإعادتهم لتشجيع الكرة، وصيانتهم من التسييس، الذى بدأ معهم منذ أيام جمال مبارك حين حاول استخدامهم لصناعة «دخلات» تشيد به وترفع صوره، لكنهم أيامها رفضوا، حسب ما قاله بعضهم بعد الثورة، واستمر بعد صعود «الإخوان» إلى الحكم حين كانت هناك تصريحات وتقارير تتحدث عن اختراق «الجماعة» لهم، وأن هذا تم بتخطيط دقيق من «خيرت الشاطر» و«حازم صلاح أبوإسماعيل» وإن كان أحد، حسب علمى، لم يقدم أدلة قاطعة على هذا، وبقيت اتهامات لا بد من جمع معلومات دقيقة حولها، لأن هذا من شأنه أن يساعد كثيراً فى حل المشكلة.

إن العلاقة المتوترة بين «الداخلية» وشباب «الألتراس»، لا سيما من الأهلى والزمالك، تعود إلى ما قبل الثورة، وساهمت أحداث عدة على رأسها ما جرى لـ«أهلاوى» فى استاد بورسعيد وما وقع لـ«زملكاوى» فى استاد الدفاع الجوى، فى تعميق هذا الخلاف، ولا أعتقد أن فرص إنهاء هذه المآسى المتكررة ستسنح طالما أن الدولة بمؤسساتها وإدارات الأندية واتحاد كرة القدم تواجه المشكلة عبر «التحدى» وليس «الاحتواء»، وذلك نظراً لامتداد التفكير بالأقدام من ملاعب الكرة إلى أجهزة الأمن ومؤسسات القرار السياسى صغيرها وكبيرها.

وعلينا حتى نفهم المشكلة أن نبحث فى جذورها وأسبابها والإجابة عن سؤال رئيسى: هل هؤلاء الشباب فى العموم، وقبل الحادث الأخير، ضحايا أم جناة؟ فإن كانوا الأولى علينا تعويضهم، وإن كانوا الثانية علينا تأهيلهم.

ونتيجة هذه الإجابة، وتلك الجهود العلمية التى من الضرورى اتباعها، يجب أن تصل إلى وزارة الداخلية التى تصر على التفكير والتدبير بطرق قديمة فى لحظات جديدة جداً، ولا تريد رغم عمق التجارب ودمويتها أن تتعلم.

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء مقتلة «وايت نايتس» ما وراء مقتلة «وايت نايتس»



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab