اعترافات ومراجعات 34 قراءة في دفتر أحوال الوطن

اعترافات ومراجعات (34).. قراءة في دفتر أحوال الوطن

اعترافات ومراجعات (34).. قراءة في دفتر أحوال الوطن

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 34 قراءة في دفتر أحوال الوطن

بقلم - مصطفي الفقي

لا ينكر أحد أن الشأن العام ينعكس على الحياة الشخصية لكل مواطن يشعر بالانتماء لوطنه، ويعتز بالرابطة التى تشده إليه وتجعل حياته اليومية- صعودًا وهبوطًا- متأثرة بما يجرى حوله أو يدور فى فلكه، ولقد أصدرت عام ٢٠٠٠ كتابًا من دار الشروق المصرية بعنوان (الرهان على الحصان) إيمانًا منى بأن ذلك الحيوان الرشيق هو الفارس الحقيقى فى الحروب القديمة والأحداث الجديدة، وأوضحت.

بما لا لبس فيه، أن تفوق الفارس يأتى من خلال اختياره لصهوة جواده وقدرته على اجتياز الحواجز وقيادة الأوطان، وأضفت، بما لا جدال فيه، أن ذلك النموذج الرائع هو القادر على تحريك الوطن نحو غاياته الحقيقية وآماله المشروعة، لقد عشت دائمًا أعانى من عقدة لا تفسير لها وهى شعورى الدائم بأن الوطن المصرى يستحق مكانة دولية تليق بتاريخه العريق والهندسة الجغرافية لموقعه الفريد.

وكنت أشعر أحيانًا بأن مصر تتحمل دائمًا خطايا غيرها وأخطاء سواها، وكنت أتطلع، فى كل الظروف، إلى وطنٍ واعٍ ورشيد قادر على دفع الأوضاع إلى الأمام، وتحقيق ما يصبو إليه الحصاد الشعبى العام، وكنت أقارن من خلال وظيفتى الدبلوماسية فى الخارج بين بلادى فى جانب ونظيراتها فى جانب آخر، وكنت متواصلًا مع حقيقة لا تغيب عن الأذهان، وهى أن مصر أول الأمصار ووطن الأوطان يرمقها الكثيرون بالغيرة فى السراء والشماتة فى الضراء.

وهى كما هى لا تتغير شامخة صامدة، تبدو كالنخيل يقذفه الصغار بالحجارة فيرد عليهم بخير الأثمار، ولقد فرغ المصريون من إجراءات التصويت فى الانتخابات الرئاسية منذ ساعات ليجددوا لقائد البلاد ورئيس الدولة مدة رئاسية جديدة، يقود فيها سفينة الوطن ويبحر بها نحو شاطئ النجاة فى ظل ظرف إقليمى صعب ووضع دولى غير مسبوق، ولقد عايشت شخصيًا عصور الرؤساء نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك والمشير طنطاوى ومحمد مرسى وعدلى منصور.

وصولًا إلى الرئيس الحالى ابن العسكرية المصرية المشرفة (عبدالفتاح السيسى)، ولم يعد الرهان على (الفارس)، الذى حاول تجديد شباب مصر وأحدث تغييرا جذريا فى البنية الأساسية وسعى للإصلاح والتعمير والبناء والتشييد وتحمل ما لا يتحمله غيره من مواقف دولية وضغوط إقليمية ومطالب محلية، بل أصبح الرهان على الوطن.

ولقد تحول الرجل، بتاريخه الواضح، إلى خلية بشرية، إنه الرجل الذى قاد سفينة الوطن وسط الأنواء والأعاصير وحرك المياه الراكدة فى ظل حسابات علوية تحتاج إلى الحذر الشديد والنفس الطويل مع صبر بغير حدود، وها هو يتلقى تفويضًا جديدًا من شعبه، على أمل أن تكون مدة الرئاسة القادمة خيرًا وبركة على البلاد والعباد، يتصدى فيها الرئيس وإدارته لكل المظاهر السلبية فى حياتنا، ويمضى بقطار الزمن نحو غايات شعبه لا يعبأ بالنباح على القافلة.

إنه الرئيس الذى عانى أحيانًا من انصراف الأشقاء وابتعاد الأصدقاء، ورغم كل ذلك ظل الرجل متماسكًا قويًا منصرفًا إلى مهامه الرئيسية دون أن يدخل فى دروب المهاترات أو الحروب الكلامية، بل تميز دائمًا بأنه عذب اللسان يسعى نحو غاياته التى لا يحيد عنها ويمضى كالقطار السريع الذى لا ينظر يمينًا أو يسارًا، بينما يتأكد فقط من أنه يمضى على الطريق الصحيح بإيمان الواثقين بالله مع نزعة صوفية شفافة تجعله قادرًا على استشراف المستقبل وقراءة ما هو قادم فى شفافية ووضوح.

ألم تره وهو يستقبل وزير الخارجية الأمريكية فى مباحثات علنية أمام الميكروفونات وعدسات التصوير حتى يعلم الشعب المصرى وأمته العربية أن مصر لا تقايض على أرضها ولا تساوم على ترابها الوطنى مهما كانت الأثمان؟، وهو القائد الذى أجهض كل محاولات التأثير وذلك بالتمسك الدائم بالالتزامات القومية والوطنية لمصر فى كل الظروف ومهما كانت التحديات.. دعنا نستقبل ما هو قادم بروح التفاؤل، رغم أن الدنيا تنشر الظلام حولنا وتحيط بنا الأشلاء والدماء من كل الأنحاء، وتبقى مصر قلعة للشموخ ومنارة للهدى ونصيرًا للحق.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 34 قراءة في دفتر أحوال الوطن اعترافات ومراجعات 34 قراءة في دفتر أحوال الوطن



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 العرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 العرب اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 07:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
 العرب اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

حظر الطيران الجوي في أصفهان وقم الإيرانيتين

GMT 02:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بغزة

GMT 02:54 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 7.3 يضرب المحيط الهادئ وتحذير من تسوماني

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دوي انفجار يهز صنعاء وسط أنباء عن استهداف وزارة الدفاع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab