سرور والريدى تسعون عامًا

سرور والريدى.. تسعون عامًا

سرور والريدى.. تسعون عامًا

 العرب اليوم -

سرور والريدى تسعون عامًا

بقلم: مصطفي الفقي

تتواكب هذه الأيام مع الذكرى التسعين لميلاد علمين بارزين من أبناء الوطن، أولهما الفقيه القانونى الضليع- علمًا وذكاءً- وأعنى به الدكتور أحمد فتحى سرور أستاذ القانون الجنائى والمعروف في الأوساط القانونية وكليات الحقوق في معظم جامعات العالم، وهو الذي ترأس مجلس الشعب المصرى عدة سنوات بعد أن كان وزيرًا للتعليم، وأما الثانى فهو السفير عبدالرؤوف الريدى الذي لا يختلف اثنان على كفاءته ووطنيته ودماثة خلقه فهو من جيل رفيع الشأن من الدبلوماسيين المصريين على امتداد العقود السبع الأخيرة، وإذا بدأنا بالأول وأعنى به الدكتور سرور فإننى أسجل هنا تقديرى الشديد على المستوى الإنسانى والفكرى لهذه الشخصية الفذة التي مهما اختلفنا معها إلا أننا لا نملك إلا تقديرها واحترام علمها والإشادة بخبرتها،

ورغم أن الرجل يتجه نحو العشر الأخيرة من المئوية الأولى إلا أنه لا يزال صافى الذهن عالى الهمة يحمل ذاكرة ذهبية ويفكر بطريقة متطورة ويمضى مع الأحداث كما لو كان في صدر شبابه، فهو في ظنى أستاذ أساتذة القانون الجنائى كما أنه برلمانى رفيع الشأن، وقد قال أمامى الأستاذ نبيه برى رئيس برلمان لبنان لسبع دورات متتالية إنه حين كان يطلب الكلمة في المؤتمر السنوى للبرلمان الدولى فإنه يسحبها إذا تقدم الدكتور أحمد فتحى سرور بطلبٍ آخر للكلمة مكتفيًا بما يقوله، وقد كان البرلمانى اللبنانى متأثرًا من الشهور التي جرى فيها حبس ذلك الفقيه الكبير، ولكن لحاها الله السياسة التي تضرب الكفاءات وتمزق القدرات وتهين الرجال!، ولا يزال الرجل بقف أمام المحاكم ويترافع أمام تلاميذه والكل ينهل من علمه ويستمد من ثقافته. أما الفارس الثانى فأعنى به أخى الكبير عبدالرؤوف الريدى فهو وطنى مصرى تنطق كل خلايا جسده بعشق خالص للوطن وحب لمصر، حتى إنه اشتغل بالحياة السياسية مبكرًا وانضم لحزب مصر الفتاة حينًا، ولكنه ظل في النهاية مواليًا لمصر التي لا تغرب شمسها، وقد عمل في عواصم عالمية كبرى وقضى ردحًا من الزمان في الأمم المتحدة وفروعها، كما كان سفيرًا لمصر في باكستان ولو لفترة قصيرة، وقد ظل دائمًا يبحث عن الأفضل لبلاده، وهو بطل معركة إسقاط الديون عن مصر بعد حرب الكويت، فقد كان سفيرًا لمصر في واشنطن فأبلى بلاءً حسنًا بالتنسيق مع الرئيس الراحل حسنى مبارك حتى نجحت مصر في التعافى من نسبة كبيرة من ديونها العسكرية، وقد كان دور عبدالرؤوف الريدى- وأنا شاهد عليه- رائعًا ومشهودًا وكبيرًا، ورغم أن الرجل لم يتول منصب وزير الخارجية إلا أنه في نظر أجيالٍ من الدبلوماسيين هو الأستاذ والمعلم وهو الرمز الأخلاقى والمهنى، فلقد كان قريبًا في مسار حياته من زميله الدبلوماسى الفذ أسامة الباز رحمه الله، ولقد تلقيت رسالة من السفير عبدالرحمن صلاح يعد فيها لاحتفالٍ بمئوية السفير الريدى، فأكبرت الأستاذ وتلميذه معًا وآمنت أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وفى نفس الوقت تلقيت اتصالاً هاتفيًا من الصديق المستشار د.خالد القاضى يرتب فيه هو الآخر احتفالاً بتسعينية الدكتور فتحى سرور فآمنت أن القول الحكيم عن ابنٍ يدعو لأبيه يتواكب أيضًا مع تلميذٍ يحتفى بأستاذه، فالدكتور سرور يستحق- مهما اختلفنا معه سياسيًا- كل التكريم والتقدير والإكبار، أما عبدالرؤوف الريدى فهو أيقونة تزهو بها وزارة الخارجية المصرية على الدوام، وهو الذي أنشأ عشرات المكتبات الفرعية في أنحاء البلاد بعدما تولى إدارة مكتبة مصر العامة على شاطئ النيل بالجيزة وجعل منها بؤرة ثقافية رفيعة يعتز بها كل مثقف مصرى.

هذان نموذجان أهديهما إلى الأجيال الجديدة لكى يجدوا فيهما وفى أمثالهما القدوة الحسنة، والسيرة الطيبة، والوطنية الصادقة، والرؤية المخلصة التي لا تبغى إلا رفعة الوطن وازدهار أجياله القادمة.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرور والريدى تسعون عامًا سرور والريدى تسعون عامًا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab