اعترافات ومراجعات 59 من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 59 من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

بقلم - مصطفي الفقي

لا بد أن أعترف أن بى ضعفا شديدا تجاه أستاذ الأجيال من الدبلوماسيين المصريين أسامة الباز الذى ترك فينا أثرًا عميقًا، وقد عملت شخصيًا معه لما يقرب من أربعين عامًا، سواء فى معهد الدراسات الدبلوماسية أو ديوان وزارة الخارجية أو رئاسة الجمهورية، وتعلمت من تلك الشخصية الفذة ما أعتز به طوال حياتى، فقد كان الرجل زاهدًا متواضعًا لا يهوى المظاهر ولا يهتم بما يسعى إليه الآخرون، وقد استهوتنى المقارنة بينه فى عصر مبارك وبين أحمد حسنين باشا فى عهد الملك فاروق، مع الفارق بين أدبيات العصر الملكى ومفردات النظام الجمهورى، إلا أن هناك عناصر شبه وأوجه تلاق بين الشخصيتين الكبيرتين، فلقد كان أحمد حسنين صاحب قرار من وراء ستار ويكفى دوره فى 4 فبراير 1942 عندما أنقذ عرش فاروق ونصحه بقبول الإنذار البريطانى لأن البديل كان هو الإطاحة به، فكانت نصيحة أحمد حسنين باشا هى حبل الإنقاذ الذى حافظ لفاروق على عرشه، ولقد قالت الملكة نازلى فى سنوات «مراهقتها الثانية» بعد وفاة زوجها الملك فؤاد الذى كان يقمع حريتها بشكل مباشر،

قالت لابنها يوم أن دخل عليها أحد أبهاء القصر ليجدها وقد دعت إلى مقرأة دينية من أكثر من عشرين مقرئًا للقرآن على روح أحمد حسنين باشا بعد مصرعه فى حادث حين اصطدمت سيارته بلورى يتبع الجيش البريطانى فوق كوبرى قصر النيل بالقاهرة، وحينما أبدى فاروق استياءه مما تفعل والدته وهو يعلم أنها كانت زوجة لأحمد حسنين باشا بعقد عرفى بعد وفاة الملك فؤاد، ردت عليه وهو يلومها على ما تفعل (إن هذا الذى تتحدث عنه هو الذى حافظ على عرش أبيك وسمح باستمرارك فى مقعدك)، ومعلوم أن الملك بنفسه بعد حادث كوبرى قصر النيل قد سارع إلى مكتب حسنين باشا وبدأ يبحث فى الأدراج عن عقد الزواج العرفى بينه وبين الملكة السابقة نازلى، وقد أصدر عنه منذ سنوات الكاتب الصحفى محمد السيد صالح كتابًا بعنوان «أسطورة القصر والصحراء» شرفنى بإعداد مقدمته، ولم يكن أسامة الباز بالطبع من ذلك النموذج الصارخ مثل ذلك الجغرافى الرحالة والشخصية الهامة فى التاريخ الملكى المصرى، إلا أن الشبه الشديد بينهما هو الشراكة الفاعلة فى الحكم من وراء ستار ودون صخبٍ أو ضجيج، كما أن كليهما ابن عالم أزهرى ولابد أن أقرر هنا أن أبناء المشايخ الأزهريين قد احتلوا مواقع هامة فى تاريخ الحكم والدبلوماسية المصرية بدءًا من أحمد حسنين مرورًا بمرتضى المراغى وصولاً إلى أسامة الباز مع احتواءٍ لأسر عريقة مثل المشايخ عبدالعزيز عيسى وعبدالحليم محمود وبيت الظواهرى وعائلة عبدالرازق وغيرهم من أبناء الأئمة وعلماء الدين،

كما أن هناك وجه شبه آخر وهو أن حسنين والباز درس كل منهما فى الخارج، درس الأول فى بريطانيا أما الثانى فدرس فى الولايات المتحدة الأمريكية وعاد كل منهما بقدر من الاستنارة والاحتكاك بالعالم الخارجى جعل منهما شخصياتٍ رحبة قادرة على استيعاب كافة المواقف، بالإضافة إلى ملكات الرؤية الواضحة وإجادة اللغة الإنجليزية فضلاَ عن فهم طبيعة النظام السياسى المصرى فى مرحلتيه الملكية الجمهورية، ولقد شارك حسنين باشا فى اكتشاف واحات فى الصحراء الغربية، كما كان لأسامة الباز نشاط ثقافى خارج موقعه الرسمى طوال السنوات التى عرفته فيها، ولقد وصل حسنين باشا إلى منصب رفيع هو رئيس الديوان الملكى بينما توقفت أسهم أسامة الباز عند موقع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية بعد أن كان وكيلاً أول لوزارة الخارجية ولكنه لم يخدم فى بعثاتنا بالخارج واكتفى بالبقاء إلى جانب الرئيسين السادات ومبارك، ومثلما كان للباز دور بارز فى إعداد منشورات الضباط الأحرار عام 1952 وهو طالب فى كلية الحقوق، فقد كان له نشاط بارز فى مباحثات كامب ديفيد ومازلت أحتفظ بنسخة من الأهرام على صفحتها الأولى جيمى كارتر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأسامة الباز المفاوض فى وفد أنور السادات، وجدير بالذكر أن حسنين باشا كان هو من أوكل إليه الملك فؤاد تربية وتدريب ولى العهد فاروق خصوصًا فى فترة لندن كما كان أسامة الباز مهتمًا بتدريب جمال مبارك فى فترة معينة من حياته الأكاديمية والسياسية، إننى أكتب هذه السطور لأنى تذكرت أستاذى ومعلمى أسامة الباز، وتذكرت معه قرينه فى التاريخ المصرى الحديث أحمد حسنين باشا، رحم الله الرجلين لما قدماه لمصر فى العهدين من آراء وأفكار ومواقف

arabstoday

GMT 08:34 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الشباب والأحلام!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 06:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نحن واللحظة الحاسمة

GMT 06:16 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... القول ما قالت «ندى» الجميلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 59 من أحمد حسنين إلى أسامة الباز اعترافات ومراجعات 59 من أحمد حسنين إلى أسامة الباز



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab