اعترافات ومراجعات 88 جواد ظريف وأنا وديفوس 1995

اعترافات ومراجعات (88).. جواد ظريف وأنا وديفوس 1995

اعترافات ومراجعات (88).. جواد ظريف وأنا وديفوس 1995

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 88 جواد ظريف وأنا وديفوس 1995

بقلم : مصطفي الفقي

 

أستعيد ذكريات مثل هذه الأيام من عام ١٩٩٥، أى منذ نحو ثلاثين عامًا؛ حيث تلقيت دعوة من منتدى ديفوس لإلقاء محاضرة مع مسؤول إيرانى يعمل مساعدًا لوزير الخارجية فى طهران، وكنت نظيره على الجانب الآخر بنفس الدرجة تقريبًا مديرًا لمعهد الدراسات الدبلوماسية ومنقولاً إلى العاصمة النمساوية سفيرًا لمصر فى فيينا ومندوبًا مقيمًا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وباقى منظمات ووكالات الأمم المتحدة التى كان مقرها هناك.

وجاءنى يومها خطاب رسمى من دكتور شواب، مدير المنتدى، بأن المحاضرة التى أشترك فيها مع الدبلوماسى الإيرانى الكبير الذى أصبح وزيرًا لخارجية بلاده بعد ذلك سوف تدور حول موضوع الإسلام والسياسة، واضعين فى الاعتبار أن الزميل الإيرانى سوف يغطى الجانب المتصل بالمسلمين الشيعة فى القارة الآسيوية وغيرها من بقاع العالم باعتباره ممثلًا للثورة الإسلامية الإيرانية التى كانت حديث العالم وقتذاك ولا تزال.

أما الدبلوماسى المصرى القادم من بلد الأزهر أكبر مركز إسلامى سنى فى العالم فسوف تكون مهمته التعبير عن وجهة النظر السنية المذهب، وذلك مع الاعتراف ببعض الفروق بين وجهتى النظر، وأضافت المذكرة التى وردت إلينا - زميلى الإيرانى وأنا – أن الندوة سوف تنعقد فى القاعة الكبرى وتكون بمثابة المحاضرة الرئيسية فى ذلك المنتدى؛ حيث كانت قضية «الإسلام السياسى» مطروحة بقوة على الساحتين الدولية والإقليمية، وهاهى لا تزال تراوح مكانها شدًّا وجذبًا دون الوصول إلى رؤية جامعة وشاملة تقبلها الأطراف الإسلامية وغير الإسلامية فى الوقت نفسه.

ولقد بدأت يومها بالحديث عن تجذر الإسلام فى قلوب المؤمنين به وأن كل محاولة للمساس به تلقى دائمًا رد فعلٍ قويًّا من جانب كل الأطراف الإسلامية مهما اختلفت المذاهب وتباينت الاتجاهات، وقلت يومها العبارة الشهيرة التى جرت ترجمتها من العربية إلى الفارسية والإنجليزية والفرنسية والتى كان محتواها (أن الشعب المصرى سنى المذهب شيعى الهوى).

وقد استعرضت يومها حقيقة أن الخلافات بين المذهبين الكبيرين لا تتصل بجوهر الرسالة المحمدية ولا الشريعة الغراء ولكنها خلافات بين الفقهاء فى عصور مختلفة خصوصًا أن الأغلبية الساحقة من المسلمين هم من أهل السنة، وقد تناول الحديث تعليقًا على ما قلت السيد جواد ظريف الذى بدأ حياته بالخدمة فى السلك الدبلوماسى الإيرانى وتجمعت لديه خبرات متراكمة تتصل بالفهم الصحيح لذلك الدين الحنيفن وتعى جيدًا أن مصر قلعة أهل السنة وأنه لن توجد أبدًا مشكلات كبيرة بين أتباع المذهبين.

بل إن شاه إيران الشاب محمد رضا بهلوى قد تزوج بابنة أكبر ملك سنى فى ذلك الوقت وهى الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول، فى وقت لم تكن فيه هناك نعرات دينية أو إرهاصات طائفية تتصل بالعقيدة، فالأرضية الإسلامية مشتركة ولكن المحاولات اليائسة لتمزيق الصف الإسلامى هى المسؤولة عن تلك الأجواء الضبابية التى تغلف العلاقات بين المسلمين والمسلمين ثم المسلمين جميعًا وأصحاب الديانات الأخرى، ولاشك أن الثورة الإسلامية فى إيران والتى اندلعت عام ١٩٧٩ قد تحولت إلى ظهير قوى لكافة التيارات الإسلامية الأخرى.

وكان أخطر ما سعت إليه هو محاولة تصدير الثورة الإسلامية إلى الدول العربية بالإضافة إلى ترتيب ساحات الكفاح دعمًا للمقاومة الإسلامية، سواء كان ذلك فى حزب الله بلبنان أو غيره من رفاق المسيرة على امتداد ساحات النضال المشترك فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى. وهاهى الأيام قد دارت وعاد الصراع الكئيب مجددًا يطل على المنطقة وهو يحمل بذور الفتنة وعوامل القلق.

إنها صفحات مطوية من الذاكرة العربية. نرجو أن تتراجع عن عصرنا وأن تعترف كل الأطراف فى الشرق الأوسط بضرورة احترام الدولة الوطنية فوق كل اعتبار، لأن مبدأ المواطنة يغلف الجميع برداءٍ يؤكد المساواة بين الجميع بكل الحقوق والحريات. فالمواطنة تعنى فى أبسط صورها إقرار مبدأ المساواة بين المختلفين دينًا أو عرقًا أو لونًا.

arabstoday

GMT 11:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 11:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:38 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 06:36 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:34 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 88 جواد ظريف وأنا وديفوس 1995 اعترافات ومراجعات 88 جواد ظريف وأنا وديفوس 1995



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab