متى سنحتفل بالثورة

متى سنحتفل بالثورة؟

متى سنحتفل بالثورة؟

 العرب اليوم -

متى سنحتفل بالثورة

عمرو الشوبكي

حين ترغب السلطة السياسية فى تصفية حساباتها مع نظام سبقها أو إنجاز حققه الشعب المصرى لم تختم عليه «بختم النسر» قبولا، فإنها تقلل من قيمته وتستخف منه وأحياناً كثيرة تشوهه.

حدث فى تاريخ مصر المعاصر تصفية النظم الجديدة حساباتها مع النظم القديمة، صحيح أن هذه «التصفية» كانت مشروعة فى حالة النظام الجمهورى الذى أنشئ عقب ثورة يوليو فى مواجهة النظام الملكى، فهى قطيعة طبيعية نتيجة التحول الجذرى الذى أصاب المجتمع والنظام السياسى، أما ما عدا ذلك فإن معارك التغيير فى مصر كلها هى معارك بالنقاط وليس بالضربة القاضية والتحول فيها يتم بشكل تدريجى.

وإذا كان مفهوماً أن تكره ثورة يوليو النظام الملكى فلم يكن مفهوماً أن تكره ثورة 1919، لأن الأولى تمثل النظام الذى قامت ثورة يوليو ضده، فى حين أن الثانية تمثل ثورة شعب قامت يوليو من أجله.

وتكرر الحال حتى مع إنجازات الشعب المصرى، فحين أراد الرئيس السادات أن يغير توجه مصر من الاشتراكية إلى الرأسمالية، لم يكتف بانتقاد التوجهات الاقتصادية لنظام عبدالناصر إنما شنت حملة شاملة على تجربته، وسمح للإخوان أن يقوموا بدور رئيسى فى هذه الحملة، وتحول القرار التاريخى العظيم بتأميم قناة السويس إلى خطأ، وانتصار السويس السياسى وصمود الشعب والجيش البطولى إلى هزيمة، وأهيل التراب على كل شىء ولم يكتف فقط بانتقاد السلبيات.

وجاء عصر مبارك وبقيت البلاد 30 عاماً بلا روح ولا قيمه عليا، صحيح حدث فيها بعض التقدم الاقتصادى وكان هناك تحسن فى البنية التحتية حتى نهاية عقد التسعينيات، ولكن لم يعرف الكثيرون هوية النظام ولا رسالته، وما إذا كان مع ثورة يوليو أو ضدها، ومع ثورة 1919 أو ضدها، ومع الملكية أو الجمهورية (فى ظل مشروع التوريث) أو مع الاثنين، وشهدنا فى عصر مبارك من أحبوا تاريخ الوفد والباشوات «الشيك» وكرهوا فى نفس الوقت وطنيته وليبراليته.

وجاءت ثورة يناير وتصورنا أننا دمجنا ما مثلته يناير فى مسارنا السياسى، وأصبحت لدى نظامنا السياسى قيم عليا فى الدفاع عن الحرية والكرامة والعدالة، بصرف النظر عن ممارسات بعض من حملوا اسم الثورة وبعض من حاولوا اختطافها، فإنما ستبقى دلالتها الكبرى فى تاريخنا أن هناك شعبا خرج بالملايين من أجل إسقاط نظام مستبد وفاسد، وأن المطلوب لم يكن استمرار الثورة فى الشوارع إنما تحويل رسالتها إلى نظام سياسى جديد قادر على البناء والتقدم.

والحقيقة أن ما جرى كان العكس تماما، فالكل تآمر على معنى يناير: المراهقة الثورية والنظام القديم والإخوان المسلمون (الثعالب السبع بتعبير د. عمار على حسن) وأصبح الاحتفال بالثورة مصدر خوف ورعب. وتبارى البعض فى اجتزاء معناها العام ورسالتها الكلية إلى جزئيات صغيرة وتفاصيل تافهة، فربما يكون هناك 100 أو ألف متآمر، وهناك يقيناً تنظيم كامل اسمه الإخوان المسلمين أراد اختطاف «الثورة من أجل السلطة» لحسابه الخاص، ولكن هناك ملايين من المصريين نزلوا من أجل التغيير والبناء ولا يريد البعض أن يراهم.

احتفال أى بلد بذكرى ثورته هو دليل استقرار وعلامة صحة ويعنى أيضا توافق معظم أطياف المجتمع وقواه السياسية على القيم العليا التى عبرت عنها هذه الثورة حتى لو اختلفوا فيما بينهم على مفهوم الثورة وفى برامجهم ورؤيتهم السياسية، فستبقى يناير مثل ثورة 1919 وثورة يوليو علامة فاصلة فى تاريخ مصر المعاصر شاء من شاء وأبى من أبى.

 

arabstoday

GMT 13:32 2024 الأحد ,04 آب / أغسطس

مدن الصيف: فسحة مش لطيفة خالص

GMT 20:06 2024 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

فتحى سرور

GMT 19:24 2024 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الجيل الرابع؟!

GMT 21:51 2024 الإثنين ,05 شباط / فبراير

«الشوطة التى شالت فيتوريا»!

GMT 19:39 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

رهانات الحكومة الخمسة لعلاج الجنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سنحتفل بالثورة متى سنحتفل بالثورة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab