الانتماء الوطني والعربي

الانتماء الوطني والعربي

الانتماء الوطني والعربي

 العرب اليوم -

الانتماء الوطني والعربي

بقلم - عمرو الشوبكي

يجب ألّا يضع البعض الانتماء الوطنى فى العالم العربى فى مواجهة مع الانتماء القومى لأن الانتماء الوطنى هو الأصل، وهذا يُكمل الانتماء القومى، ويُثريه، وليس العكس.

والحقيقة أن هذا السؤال يطرحه البعض أحيانًا حين يكتشف وجود فوارق بين الثمن، الذى على استعداد أن يدفعه أى شعب لتحرير أرضه، وبين الثمن الذى على استعداد أن يدفعه شعب آخر من أجل دعم هذا الشعب «الشقيق» أو «الرفيق» لتحرير أرضه.

صحيح هناك مَن يقول، وفق تصورات أيديولوجية: نعم، جميع الشعوب العربية والإسلامية على استعداد لدفع نفس الثمن، ولكن الواقع يقول إن هناك فارقًا بين الجانبين، وإن الثمن الباهظ، الذى يدفعه الشعب الفلسطينى من أجل تحرير أرضه، ليست باقى الشعوب العربية غير المحتلة أرضها مستعدة لدفعه من باب التضامن مع الشعب الفلسطينى. هو أمر لا يتناقض مع الانتماء القومى، الذى يجب ألّا يتعارض مع المصالح والتقديرات الوطنية لكل بلد.

المشاعر الوطنية، التى تخاف على البلد وأهله ومصالح شعبه، يجب ألّا يُنظر إليها بنوع من الإدانة والريبة وفق أى تصورات قومية أو دينية لأننا يجب أن ننطلق من أننا أمة عربية قيد الاكتمال، وأنها كانت موجودة فى الماضى، أما فى الحاضر فهى موجودة كوحدة حضارية ولغوية، ولكن ليست سياسية ولا اقتصادية ولا عسكرية، وإن حدودها الوطنية التى رُسمت فى العقود الأخيرة خلقت هويات وطنية ومصالح وحسابات وطنية لكل بلد، وهو أمر يجب عدم تجاهله أو إدانته.

من هنا علينا ألّا نندهش حين نجد أن الشعب الفلسطينى أصبح متسقًا مع هذا التصور الوطنى، فقد خاض صورًا مختلفة من المقاومة المدنية والمسلحة منذ انتفاضة الحجارة فى 1987 من أجل تحرره واستقلاله، وتحمل الشعب الثمن الأكبر، حتى لو نال دعم وتضامن الأحرار فى كل دول العالم وليس فقط فى العالم العربى.

وعلينا ألّا ننسى أن كل الشعوب العربية التى تضامنت مع الشعب الفلسطينى فى نضاله العادل لم تستطع أن تتحمل نفس الثمن البشرى والمادى الذى يدفعه حاليًا فى غزة، وهو أمر طبيعى ومفهوم لأن قدرة الشعوب على تحمل أثمان نضالها من أجل التحرر الوطنى أكبر بكثير من استعداد شعوب أخرى لتحمل نفس هذا العبء من أجل التضامن مع شعب آخر، حتى لو كان «عربيًّا شقيقًا».

لا يزال الدعم العربى لغزة أقل بكثير من المطلوب، وعلينا أن ننتقد أداءنا فى هذه المساحة، أى مطلوب المزيد من الضغوط المدنية والشعبية والحملات السياسية والقانونية من أجل وقف العدوان الإسرائيلى، وهى مساحة فعل حقيقية مازلنا مقصرين فيها، ولنا فى جنوب إفريقيا أسوة حسنة، بدلًا من رفع شعارات حماسية عن حروب عربية ليس لها مكان فى أرض الواقع.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتماء الوطني والعربي الانتماء الوطني والعربي



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab