جريمة أم إرهاب

جريمة أم إرهاب؟

جريمة أم إرهاب؟

 العرب اليوم -

جريمة أم إرهاب

بقلم - عمرو الشوبكي

النقاش الذى تشهده أوروبا منذ فترة، وخاصة فرنسا، حول تكييف نوعية من الجرائم على أنها إرهابية أم جريمة كراهية وعنصرية، لايزال مستمرًا حتى الآن.

وقد شهدت فرنسا خلال عام جريمتين بشعتين، اعتبرتا جرائم كراهية وعنصرية وليستا جريمة إرهاب: الأولى العام الماضى حين أقدم رجل فرنسى أبيض يبلغ من العمر 69 عاما، وهو سائق قطار متقاعد، على استهداف أجانب أكراد، فقتل ثلاثة منهم، واعتبرت جريمة كراهية وعنصرية.

واللافت أن الرجل اتهم قبل عامين بطعن مهاجرين اثنين بسكين فى مخيم بالعاصمة الفرنسية، ولديه أسلحة مسجلة، واعترف الرجل بأنه «يُكنّ كراهية للأجانب وأصبحت حالته مرضية تمامًا»، وأنه «كان يرغب دائما فى قتل مهاجرين وأجانب» منذ أن تعرض منزله لسطوٍ فى 2016 على يد مهاجرين.

والحقيقة أن جرائم العنصرية فى الغرب غالبيتها تنبع من أيديولوجية سياسية.. صحيح أن معظمها يكرس العداء للأجانب ويرفضهم ويطالب بمنع دخولهم دون أن يحرض مباشرة على العنف، إلا أن ذلك يهيئ مَن يقرأ هذه الكتابات لممارسة العنف مثلما فعل القاتل الإرهابى فى نيوزيلندا منذ حوالى 5 سنوات حين قتل عشرات المصلين الآمنين فى أحد المساجد، وقال إنه تبنى ما جاء فى كتاب «الاستبدال الكبير» الذى كتبه باحث فرنسى هو «رونو كامو»، والذى تبنت أطروحته كثيرا من قوى اليمين المتطرف فى أوروبا وأمريكا، وتقوم ببساطة على أن هجرة المسلمين وتزايد أعدادهم فى أوروبا ستؤدى إلى إحلالهم مكان الشعوب الأوروبية.

كيّفَ الادعاء الفرنسى جريمة قتل الأكراد على أنها جريمة كراهية وليست جريمة إرهاب؛ لأنه افترض عدم وجود أيديولوجية يتبناها القاتل تحض مباشرة على القتل كما يفعل الدواعش وجماعات التطرف العنيف.

أما الجريمة الثانية التى صدمت فرنسا والعالم والإنسانية فهى إقدام لاجئ سورى على جريمة طعن فى حديقة عامة قرب بحيرة فى منطقة الألب الفرنسية وهو يهتف بالانجليزية باسم المسيح، وأدى إلى إصابة أربعة أطفال يبلغ أكبرهم ثلاث سنوات بجانب بالغين.

وقد اعتبرت النائبة العامة الفرنسية فى مؤتمر صحفى أن الرجل لم يتحرّك «بدافع إرهابى»، وقالت إن عمره 32 عاما وحصل على حق اللجوء فى السويد، التى أقام فيها عشر سنوات، وقد وصل إلى فرنسا نهاية العام الماضى وقدم طلب لجوء رفضته السلطات الفرنسية، رغم إشارته فى ملفه إلى أنه مسيحى من سوريا، متزوج من سويدية وأب لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات.

لازال الجدل مستمرا حول التوصيف القانونى لنوعية معينة من جرائم العنف، وأن جرائم القتل نتيجة العنصرية مثل جريمة قتل الأكراد الثلاثة أو نتيجة الشعور بالإحباط والفشل والتهميش مثل جريمة اللاجئ السورى لا تعتبر إرهابا على عكس الجرائم التى تنبع من أيديولوجية سياسية أو دينية تؤمن بالإرهاب وهنا تعتبر «جريمة إرهابية».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة أم إرهاب جريمة أم إرهاب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab