بين حماس وطالبان

بين حماس وطالبان

بين حماس وطالبان

 العرب اليوم -

بين حماس وطالبان

بقلم - عمرو الشوبكي

حاربت حركة طالبان الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 20 عامًا، وقتلت مئات الجنود الأمريكيين، وأعطت تنظيم القاعدة ملاذًا آمنًا فى أفغانستان أثناء حكمها الأول من 1996 حتى 2001، حتى قام باعتداءات 11 سبتمبر لتصبح شريكة له فى العملية الإرهابية. أما حركة حماس، التى لم تحارب أمريكا ولم تقتل جنودها، إنما واجهت محتلًا، فقد صنفتها الولايات المتحدة حركة إرهابية قبل عملية 7 أكتوبر فى مفارقة لافتة.

والحقيقة أن مفارقة هذا الموقف تكمن فى أن الولايات المتحدة أقرت بعد 20 عامًا أن وجودها فى أفغانستان بات يمثل سلطة احتلال ثقيلة على الشعب الأفغانى، رغم إنفاقها حوالى تريليون دولار من أجل إعادة تأسيس جيش أفغانى جديد وأجهزة أمنية ومؤسسات إدارية «شكلها حداثى»، حاولت زرعها فى البيئة الأفغانية وفرضها على قيادة البلاد وفشلت.

والحقيقة أن التقبل الأمريكى للنهاية المحتومة لأى سلطة احتلال بالانكسار والهزيمة، ولو ارتدت ثياب «تحديث البلد»، فعلت عكسه مع سلطة احتلال غاشم كإسرائيل تنفق الملايين على تطوير سلاحها لقتل وقمع الفلسطينيين، وضاعفت منذ اتفاق أوسلو للسلام أعداد المستوطنات فى الضفة الغربية، ومعها أعداد المعتقلين، واستهدفت المدنيين ونغّصت عليهم معاشهم اليومى.

والمفارقة أن حركة طالبان تعد من أكثر الجماعات المتشددة انغلاقًا، ولديها بنية عقائدية فيها كثير من الدين وقليل من السياسة، فهى لا تؤمن بالانتخاب، فأميرها يتم اختياره من «أهل الحل والعقد»، وحتى الشورى تعتبرها غير ملزمة إنما للاسترشاد، كما ترفض الأحزاب وتعتبرها نوعًا من «العصبية الجاهلية»، ويعد قرارها الأخير بمنع تعليم الفتيات، وأعقبه قرار آخر بمنع النساء من العمل فى القطاع الخاص، سابقة غير متكررة فى تاريخ النظم والجماعات الدينية المتشددة، فجميعها لم تمنع تعليم النساء إنما منعت الاختلاط مع الرجال، وسمحت لهن بالتعلم والعمل فى وظائف بعينها.

ورغم هذه البنية العقائدية شديدة الانغلاق فإن الموقف الأمريكى من طالبان حكمه فى النهاية عامل واحد، هو أن الاحتلال لا يمكن أن يستمر حتى لو أنفق المليارات، وتركت أفغانستان وانسحبت، فى حين دعمت سلطة الاحتلال الإسرائيلى وتغاضت عن كل الجرائم التى ارتكبتها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، و«مسكت» فقط فى أن حماس «إرهابية».

لا يمكن القضاء على حركة تحرر حتى لو صنفها البعض جماعة إرهابية، صحيح أن تنظيمات التطرف والإرهاب يمكن القضاء عليها أو تهميشها مثل داعش والقاعدة وغيرهما لأن قاعدتهم الشعبية مؤقته ويمكن أن تتناقص بفعل مشروع سياسى واجتماعى بديل أو نتيجة المواجهات الأمنية، أما حماس أو طالبان وقبلهما جبهة التحرير الوطنى الجزائرية (التى صنفتها فرنسا أيضًا جماعة إرهابية) وغيرها، فلا يمكن القضاء عليها لأنها مرتبطة بقضية مجتمعية تواجه سلطة احتلال، وليس فقط مجرد خيار عقائدى أو أيديولوجى، حتى لو اختلفنا مع كل مضامينه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين حماس وطالبان بين حماس وطالبان



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab