الجنسية والانتماء

الجنسية والانتماء

الجنسية والانتماء

 العرب اليوم -

الجنسية والانتماء

بقلم - عمرو الشوبكي

طُرح موضوع انتماء الأوروبيين من أصول مهاجرة وعربية لبلدانهم الأوروبية الجديدة، وطُرحت هذه القضية بالنسبة لكثير من اللاعبين المغاربة الذين يحملون جنسيات أوروبية واختاروا أن يلعبوا لصالح منتخب بلدهم الأصلى أى المغرب.

وطُرح الأمر بالنسبة لكثير من المشجعين الذين اختاروا أن يشجعوا المنتخب المغربى فى كأس العالم أمام فرق حملوا جنسيتها ويعيشون فيها مثل إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، وأخيرًا طُرح الموضوع مرة أخرى عقب الاحتجاجات العنيفة التى شهدتها فرنسا، وقدرت أوساط أمنية وبحثية أن الغالبية الساحقة لهؤلاء المحتجين فرنسيون من أصول عربية وأن ٩٠% من الذين أوقفتهم الشرطة كانوا يحملون الجنسية الفرنسية ومن أصول مهاجرة.

والحقيقة أن جانبًا كبيرًا من شباب الضواحى ممن ولدوا فى فرنسا ويحملون جنسيتها اعتبروا أن الدولة لم تعاملهم كفرنسيين «حقيقيين»، وأن التمييز بين الفرنسيين من أصول مهاجرة وعربية، وبين الفرنسيين أصحاب البشرة البيضاء كان ملمحًا أساسيًّا من ملامح منظومة الحكم والخطاب السائد، وأصبح واضحًا أن هناك فارقًا كبيرًا فى تعامل مؤسسات الدولة، خاصة الشرطة، مع الفرنسيين من أصول مهاجرة وعربية، وبين تعاملها مع باقى الفرنسيين من أصحاب البشرة البيضاء، وهو ما لا يعترف به كثيرون.

والحقيقة أن هناك تيارًا واسعًا من النخب السياسية الفرنسية، خاصة تيارات اليمين المتطرف التى تمثل ثانى أكبر حزب فى البرلمان، اختزل ما جرى فى حوادث العنف التى قام بها الفرنسيون من أصول مهاجرة، وتجاهل تمامًا السبب الرئيسى وراء هذه الحوادث وهو جريمة القتل العمد العنصرية التى راح ضحيتها صبى فرنسى من أصول جزائرية.

اليمين المتطرف يعتبر أن حمل الجنسية الفرنسية لا يعنى الانتماء لفرنسا، وإن البعض قال إنهم يحملون الجنسية الفرنسية من أجل أن يحصلوا على المساعدات الاجتماعية والتأمين الصحى، بل إن الرموز الأكثر تطرفًا فى هذا التيار لم يكتفوا بتكرار المطالبة بطرد المقيمين الشرعيين إذا ارتكبوا مخالفة وكل غير الشرعيين.

إنما طالبوا أيضًا بسحب الجنسية الفرنسية من أى فرنسى من أصول مهاجرة يرتكب جريمة وهو موقف مستحيل تخيل طرحه فيما يخص الفرنسيين من أصحاب البشرة البيضاء مهما كانت الجريمة التى يرتكبونها.

يقينًا هناك مشكلة فى علاقة حصول شخص على جنسية بلد وبين الانتماء له، وأن هذه المشكلة حاضرة فى البلدان التى أتاحت للمهاجرين الأجانب أن يحصلوا على جنسيتها. صحيح أن المستقبل فى اتجاه تجسير الفجوة بين الجنسية والانتماء، بشرط أن يقبل النموذج الأوروبى بالتنوع الثقافى ولا يتوقع إلغاء كاملًا لثقافة المهاجرين حتى لو حملوا جنسيته.
ويصبح الشرط الوحيد هو احترامهم قانون ودستور البلد الذى يعيشون فيه، ودون أن يسعوا لتغيير هويته وطبيعته الثقافية، إنما يدفعونه فقط لاحترام خصوصيتهم الثقافية والدينية التى تلتزم بقواعد وقوانين البلد الذى يعيشون فيه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنسية والانتماء الجنسية والانتماء



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab