الانقسام الداخلى

الانقسام الداخلى

الانقسام الداخلى

 العرب اليوم -

الانقسام الداخلى

بقلم - عمرو الشوبكي

أحداث فرنسا الأخيرة خطورتها تكمن في الانقسام الذي كشفته داخل المجتمع الفرنسى، وأهميتها ترجع للحدود التي وضعتها دولة القانون والمؤسسات على هذا الانقسام، رغم الانقسام الإعلامى والسياسى في التعامل مع واقعة القتل المتعمد للصبى نائل على يد أحد رجال الشرطة.

إن كل من شاهد الحوار القصير الذي دار بين «نائل» ورجل الشرطة، وما نقله الشابان اللذان كانا بصحبته في السيارة، يكتشف حجم الترصد والغلظة التي تكلم بها الشرطى معه، بل إنه هدده منذ لحظة إيقاف السيارة بإطلاق رصاصة في وجهه، مما دفع الصبى للسير خطوات للأمام، فدفع حياته ثمن مخالفة مرور.

والحقيقة أن هذا الحادث في مناخ سياسى صحى كان يمكن أن يعتبر جريمة قتل ارتكبها رجل شرطة منحرف وتحدث في كل دول العالم ويُقدم المتهم للمحاكة وينال جزاءه.

والحقيقة أن الوضع في فرنسا، كما في دول غربية أخرى، يعرف انقسامًا حادًا بخصوص عدد من القضايا الاجتماعية والثقافية الكبرى، ومنها قضية المهاجرين والمواطنين من أصول مهاجرة.

فرنسا تعرف انقسامًا تقليديًا بين اليسار وأقصى اليسار، وبين اليمين وأقصى اليمين، وهناك- وهو الأهم- الرأى العام الذي تعاطف مع الصبى المقتول، كما لم يكتفِ برفض العنف والتخريب، إنما دعا ٧٠% منهم إلى إنزال الجيش إذا لزم الأمر في الضواحى لوقف الاحتجاجات وأعمال التخريب.

والحقيقة أن البداية كانت في إصدار أهم نقابتين للشرطة الفرنسية بيانًا اعتبروا فيه أنهم في حرب، وحذروا من خطورة الحرب الأهلية، وهو تعبير صدم كثيرين، لأنه تجاهل أصل الموضوع، وهو قتل شرطى صبيًا دون أي مبرر إلا لون بشرته، وربما اسمه، وهى جريمة عنصرية مكتملة الأركان.

القوى الليبرالية واليسارية رفضت هذا البيان، ووصفته بوصف غير معتاد في فرنسا بأنه يدعو إلى «الفتنة» (Sedition)، في حين دعمت قوى اليمين المتطرف مضمون البيان دون أن تعلن عن ذلك صراحة، وظلت تكرر حديثها عن أن المهاجرين سبب مشاكل فرنسا، وأن الضواحى هي مجرد مكان للعنف والجريمة دون أن تطرح أي سياسات بديلة، واكتفت بالقول إن الحل في طرد المهاجرين غير الشرعيين، وطرد أي مهاجر يرتكب جريمة في فرنسا، في حين أن المشكلة أصبحت تتعلق أساسًا بمواطنين فرنسيين من أصول مهاجرة لا يمكن إعادتهم لبلادهم.

لقد اختلف التعامل مع جريمة مقتل الصبى من تيار إلى آخر، صحيح أن الجميع اتفق على إدانتها وأيضًا إدانة عمليات العنف والتخريب، ولكن التباين جاء من أن هناك من ركّز فقط على حوادث العنف لتبدو وكأنها منبتة الصلة عن جريمة القتل، ولكى يتحملها فقط «المهاجرون»، في حين أن الواقع يقول إن العنف المرفوض نتاج أزمة عميقة بين شباب الضواحى والدولة، وأن الحفاظ على دولة القانون هو الذي سيحقق العدل والاستقرار رغم الانقسامات السياسية

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانقسام الداخلى الانقسام الداخلى



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab