اللعب بالنار

اللعب بالنار

اللعب بالنار

 العرب اليوم -

اللعب بالنار

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن قائد قوات فاغنر، «يفجينى بريجوجين»، إعادة مقاتليه إلى معسكراتهم حقنًا للدماء، رغم أنه كما قال، «كان على بُعد ٢٠٠ كيلومتر من موسكو»، وبعد أن تدخل رئيس بيلاروسيا طوال أمس، وفتح قناة اتصال مع بريجوجين، وبالتنسيق مع الرئيس الروسى.

والحقيقة أن تجربة فاجنر كانت «لعبًا بالنار»، وحمل تأسيسها مخاطرة كبيرة على الدولة والنظام الذي أنشأها، فقد تأسست في ٢٠١٤ عقب ضم روسيا إلى شبه جزيرة القرم، وضمت في البداية ألف عنصر باعتبارها «شركة عسكرية خاصة»، في حين وصفها البعض الآخر بأنها جماعة عسكرية شبه رسمية.

وقد تضاعفت أعدادها حتى وصلت في أوكرانيا وحدها إلى حوالى ٢٠ ألف عنصر، وأبدى قائدها تحفظات كثيرة على أداء القادة العسكريين الروس في الحرب، ووجّه انتقادات حادة إلى وزير الدفاع ورئيس الأركان.

وقد لعبت فاجنر أدوارًا مهمة حلت فيها محل الدولة، واستثمرت «المساحة الرمادية»، التي تفصلها عن الحكومة الرسمية، وتحركت في مساحات كان صعبًا على روسيا أن تتواجد فيها بشكل رسمى من خلال جيشها النظامى، فتواجدت في ليبيا وإفريقيا الوسطى ومدغشقر وأخيرًا مالى، بعد الانقلاب العسكرى وانسحاب القوات الفرنسية، ثم كان دورها المؤثر في الحرب الأوكرانية، حيث حسمت المواجهات في مدينة باخموت، وتمتعت بأداء قتالى مميز.

ورغم المساحات الخاصة التي تمتعت بها قوات فاجنر والنجاحات التي حققتها في أكثر من مكان بجانب الخدمات التي قدمتها للدولة الروسية، فإنها تمثل تهديدًا حقيقيًّا للنظام القائم مهما قدمت له من خدمات، فوجود قوى عسكرية موازية لمؤسسات الدولة يعكس أزمة حقيقية في بنية أي نظام سياسى وليس فقط النظام الروسى لأنها تكررت في أكثر من بلد في العالم من العراق مع الحشد الشعبى مرورًا بالحوثيين في اليمن وانتهاء بالدعم السريع في السودان.

صحيح أن هذه الخبرات تختلف في سياقها وفى بنية جماعاتها المسلحة، كما أن حالة روسيا عرفت نظامًا لديه أدوات للردع والضبط الداخلى وأيضًا درجة من التقدم تسمح بالتفاهم والوصول إلى حلول وسط مثلما جرى بين فاجنر والدولة الروسية برعاية لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا.

انسحاب قوات فاجنر من مدينة روستوف الجنوبية وعودتهم إلى «قواعدهم حقنًا للدماء» أنهى المظهر العسكرى لهذا التمرد، ولكنه لم يُنْهِ تداعياته السياسية، فزعيم فاجنر يرغب في تغيير وزير الدفاع ورئيس الأركان، وهو مطلب تشير كثير من التقارير الغربية إلى أنه ربما يكون قد جرى تفاهم حوله، ولكن تنفيذه لن يكون في الوقت الحالى إنما سيكون في المستقبل القريب.

رغم كل البريق والخدمات التي تقدمها القوات غير النظامية لحكوماتها، فإنها تبقى ظاهرة خطرة ولعبًا بالنار ومعرفة أسباب إقدام بعض الدول المتقدمة والنامية على القيام بهذه الخطوة تتطلب البحث والمراجعة العميقة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب بالنار اللعب بالنار



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab