فتح وحماس

فتح وحماس

فتح وحماس

 العرب اليوم -

فتح وحماس

بقلم:عمرو الشوبكي

الانقسام بين فتح وحماس كان أحد أسباب إجهاض مشروع التسوية السلمية، صحيح أن السبب الرئيسى ظل فى سياسات الاحتلال الإسرائيلى الاستيطانية فى الضفة الغربية وفى حصار غزة والتنكيل بالشعب الفلسطينى، إنما ظل هناك استحقاق فلسطينى مطلوب يتعلق بإنهاء الانقسام أو بناء مشروع سياسى جديد.

والحقيقة أن هذا الانقسام أضعف سياسيا فتح وحماس، وجعل نتنياهو يقول إنه لا يقبل بوجود حمستان وفتحستان واعتبرهما تنظيمين متطرفين رغم ما بينهما من تباين واسع.

ورغم أن حرب غزة أظهرت الصمود الفلسطينى والتضحية والبطولة، ولكنها أخفقت فى أن تظهر أى حضور سياسى لكل من حركتى فتح وحماس، فالأخيرة منعزلة عن العالم وتصنفها أمريكا والغرب حركة إرهابية، واكتفت بالتحالف مع «الإخوة» فى المحور الإيرانى والتواصل مع عدد من العواصم العربية، أما السلطة المعترف بها عربيا ودوليا فكان أداؤها ضعيفا ولم تستطع أن تكون على مستوى «زلزال غزة» وظلت أسيرة السجال بين «فتح وحماس».

لقد اتسم الواقع الفلسطينى قبل حرب غزة بالانقسام بين حماس التى سيطرت على غزة، وبين السلطة التى أدارت الضفة، ورفضت المنظومة الدولية الاعتراف بالأولى فى حين اعترفت بالثانية ومع ذلك لم تنجح أن تؤثر فيه بالصورة المطلوبة.

ورغم هذا الواقع إلا أن حرب غزة أعادت إحياء القضية الفلسطينية من جديد فى نفوس العرب والعالم وأيقظت أصوات الضمير العالمية فى مواجهة جرائم إسرائيل، كما شهدنا تحركات ملهمة لدولة غير عربية مثل جنوب إفريقيا فى مواجهة جرائم الإبادة الجماعية، وأعلنت دول أوروبية مهمة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفتحت أبوابا كثيرة للنضال السلمى والقانونى ضد دولة الاحتلال.

حصيلة حرب غزة لم تغير بعد فى الواقع الفلسطينى، لكن تأثيراتها تجاوزت هذا الواقع وحان الوقت لكى تستعد النخب الفلسطينية والقيادات الشابة للتعامل بشجاعة مع استحقاقات المرحلة القادمة، خاصة أن الواقع الجديد يقول إن إسرائيل أضعفت قدرات حماس العسكرية، وبالتالى أصبحت قدرتها على الاستمرار فى نفس نمط المقاومة المسلحة الذى استخدمته قبل وأثناء ٧ أكتوبر غير وارد، كما أن وجودها فى إدارة قطاع غزة فى اليوم التالى لتوقف الحرب أصبح أيضا غير وارد.

الاستحقاقات الجديدة تقول إن أداوت المقاومة المسلحة ضعفت والقدرات العسكرية لحماس وباقى الفصائل تراجعت، فى حين فتح الباب أمام فرص حقيقية للمقاومة السلمية والشعبية التى تضاعف مناصروها عربيا وعالميا، وهو أمر يتطلب وجود نخب وقيادات فلسطينية جديدة تتجاوز خطاب فتح وحماس على السواء، وتكون قادرة على بناء مشروع فلسطينى للمقاومة الشعبية متفاعل مع العالم ويكون طرفا فاعلا فى الضغوط والحملات القانونية على دولة الاحتلال حتى تنهى الاحتلال.

انقسام فتح وحماس يجب تجاوزه ليس فقط بجهود المصالحة بينهما إنما أيضا ببناء مشروع سياسى جديد يؤسس لمرحلة جديدة.

arabstoday

GMT 03:59 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ألمانيا تنزلق

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

حزب الله انتهى... إلا إذا

GMT 03:52 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هل سيدمر ترمب أميركا؟

GMT 03:50 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

التغريد المأمول في السرب العربي

GMT 03:47 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

دروس أردنية في واشنطن

GMT 03:43 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ماذا لو كان «حزب الله» خارج لبنان؟

GMT 03:40 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ليبيا... المبعوث العاشر وما زال الوفاق بعيداً!

GMT 03:37 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ترمب وتحالف «بريكس»؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح وحماس فتح وحماس



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أستراليا تفرض غرامة مالية على تليغرام

GMT 11:07 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

جنازة حسن نصرالله

GMT 00:41 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

واتساب يحظر 8.4 مليون حساب في شهر واحد

GMT 11:27 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

وسمٌ سعودي على التاريخ

GMT 18:43 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ياسر جلال يعلن رأيه في عمل جزء ثالث من "جودر"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab