الحسابات المختلفة

الحسابات المختلفة

الحسابات المختلفة

 العرب اليوم -

الحسابات المختلفة

بقلم: عمرو الشوبكي

معركة غزة هذه المرة تختلف عن المعارك السابقة، فهى ليست معركة شاملة شاركت فيها كل فصائل المقاومة، ولا هى انتفاضة شعبية لمواجهة الاحتلال، مثلما حدث العام الماضى حين انتفض الجميع، بمَن فيهم عرب الداخل الإسرائيلى من أجل العدالة ودولة الحقوق والواجبات المتساوية مع فلسطينيى الضفة الغربية، الذين تظاهروا ضد الاحتلال وسقط منهم عشرات الشهداء، بجانب عمليات فصائل المقاومة المسلحة فى غزة، وشملت حماس والجهاد وفتح وغيرها.

وقد تكون هى المرة الأولى فى تاريخ فصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة التى لا تشارك فيها حركة حماس «إخوانها» فى حركة الجهاد، (الأكثر ارتباطًا بإيران)، نفس المعركة ضد قوات الاحتلال، فقد أطلقت سرايا القدس، (الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى)، بمفردها، ودون مشاركة حركة حماس، أكثر من ٣٠٠ صاروخ على عدد من المدن الإسرائيلية، لم تُخلف إصابات، ردًّا على اغتيال عدد من قادتها، أبرزهم تيسير الجعبرى وخالد منصور، ليصل عدد شهداء الجانب الفلسطينى إلى ٣٣ شهيدًا، (أغلبهم مدنيون)، بجانب تدمير كلى وجزئى لأكثر من ألف بناية.

والحقيقة أن التفاوت بين موقفى حماس والجهاد، وحرص الأولى، (وهى القوة الكبرى عسكريًّا)، حتى اللحظة، على عدم الدخول فى مواجهة مع إسرائيل، سيعنى أن هذه المواجهة ستنتهى قريبًا فى هذا الأسبوع، أما إذا استمرت إسرائيل فى استهدافها للمدنيين، واعتداء المستوطنين على المسجد الأقصى، فسيعنى دفع باقى الفصائل، وخاصة كتائب عز الدين القسام، (الجناح العسكرى لحركة حماس)، إلى دخول هذه المواجهة، وإطالة أمد هذه الحرب.

من الواضح أن إسرائيل قصرت استهدافها على قيادات الجهاد، وخاصة جناحها العسكرى، بجانب استهانتها المعتادة بأرواح المدنيين والأطفال، الذين شكّلوا غالبية الضحايا، وعدم استهداف قادة حماس قد يعنى أن الأخيرة خارج الحسابات الاستراتيجية الإيرانية، وأنها رغم علاقتها الجيدة معها، فإنها حافظت على قدر من الاستقلالية، وأعْلَت من شأن الحسابات الوطنية والشعبية الفلسطينية.

من الواضح أن إيران حاضرة فى هذه المواجهة، فعلاقة الجهاد بطهران قوية، على خلاف الرواية الإسرائيلية، التى قالت إنها ترتب لعمليات فورية فى إسرائيل، والواقع أن الجهاد كان يُعمق علاقته العسكرية والأمنية بطهران، وأن استهداف إسرائيل قائدًا فى سرايا القدس داخل بناية سكنية هو رسالة خشنة لإيران.

إذا نجحت جهود الوساطة المصرية فى وقف القتال، اليوم أو غدًا، والتى سيعزز من فرص نجاحها عدم مشاركة حماس فيها، فسيبقى التحدى الكبير هو فى كيفية تحويل حسابات الرشادة والنضج التى بدأت تدخل فى حسابات بعض فصائل المقاومة من أجل الوصول إلى تسوية عادلة تكسر الصلف الإسرائيلى، خاصة أن كثيرين فى دول العالم يختلفون جذريًّا مع التوجهات العقائدية والسياسية لفصائل المقاومة الإسلامية، ولكنهم يعتبرون أن أصل الداء هو الاحتلال

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحسابات المختلفة الحسابات المختلفة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab