بقلم -عمرو الشوبكي
تلقيت العديد من الرسائل حول قضية المحليات والتواصل بين الدولة والمواطنين فى الأحياء والقرى، ونظرًا لوجود أدوات واضحة لهذا التواصل على المستوى القومى (سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية) إلا أنها تغيب على المستوى المحلى فى ظل غياب المحليات.
ورغم أن كثيرًا من الناس استسهلوا إطلاق أحكام قطعية شديدة السلبية على كل المجالس المحلية دون استثناء، إلا أن هناك من رأى أن كثيرًا من أعضائها لعبوا أدوارًا إيجابية فىخدمة الناس والتواصل بين السلطة التنفيذية والمواطنين، ومن ذلك رسالة عضو مجلس الشعب السابق، الأستاذ حامد الشناوى، المشهود له بالكفاءة والسمعة الطبية، والتى جاء فيها:
السيد الدكتور عمرو الشوبكى
مع كامل تحياتى..
لا تخطئ عين أهمية ما ورد فى عمودكم بـ«المصرى اليوم» 17/2/2021 حول أهمية ما كانت توفره المحليات من تواصل مفتقد بين السلطة التنفيذية والمواطنين، وما يسببه هذا الغياب من إشكاليات كبرى.
وأود أن أشير لكم إلى أنه من واقع تجربتى الشخصية وبحكم النشأة المهتمة بالشأن العام من وقت مبكر، سُمح لى بأن أعيش ممارسًا لدورة كاملة للعمل المحلى شعبيًا ابتداء من القرية وتوابعها، والمدينة بأحيائها المختلفة، وصولًا إلى المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، وانتهاء بعضوية مجلس الشعب. وأشهد مدى أهمية الدور الشعبى فى تيسير سبل الحياة وحل العديد من المشكلات الحياتية، وتحضرنى عشرات الأمثلة المتصلة بالخدمات والسلع التى حُلت مشكلاتها بفضل ما أشرتم إليه من التواصل المفتقد هذه الأيام بين السلطة التنفيذية والمواطنين فى الأحياء، وإلى الحاجة إلى سد الفجوة القائمة بما تمثله من مشكلات كان يمكن تلافيها بغير تكلفة تُذكر فى حال وُجدت هذه المحليات أو صيغة شعبية أخرى مؤقته تحل مكانها.
وهى دعوى يفتح بها عمودكم واحدة من أهم القضايا المسكوت عنها فى الفترة الأخيرة، فمثلًا فى مجال إحداث التوازن السعرى فيما بين البائع والمستهلك فقد أدار مجلس الشعب المحلى فى العديد من المحافظات حوارًا فيما بين أطراف المشكلة وصولًا إلى التسعير الودى المناسب لصالح طرفى المعادلة، من ذلك تسعير خدمات النقل الداخلى، وذلك بخلاف الدفع بمزيد من العربات العاملة على الخطوط الداخلية داخل المدن وفيما بين المراكز والقرى والنجوع، والمحولة من حساب الخدمات والتنمية المحلية وصندوق المحافظات.
وبخلاف ذلك كان هناك تدخل لصالح المرضى، ودور مشهود فى توفير بعض المستلزمات الطبية والعلاج، وفى مجال تنمية الثروة السمكية برز دور المعاونة المحلية لمشروع الاستزراع السمكى، إلى غير ذلك من الأدوار المفتقدة، والأمور التى يمكن إنجازها بغير التعليق على شماعة التمويل.
وفى النهاية، أرجو أن تسمح لى سيادتكم بالدفاع عن شرفاء المحليات التنفيذيين، والمحليات الشعبيين، فكثير منهم يستحقون أن نقف معهم فى مواجهة الإصرار على إدانة كل العاملين فى هذا القطاع.
مع خالص تحياتى وتقديرى.